ما بين "السيسي" وأبرياء "رابعة" !!
لم يتعظ “عبد الفتاح السيسي” ولم يعتبر بما طال الحكام الذين سبقوه في مصر أو في دول العالم أجمع، لم يتَّقِ “عبد الفتاح السيسي” الله في أمة تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ألم يقرأ “السيسي” الآية الكريمة التي تقول: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، ألم يُدر “السيسي” شريط الذكريات لمن كانوا على عرش مصر من قبله، ألم يعلم كيف كان مصير كل واحد منهم، رغم أن الذي فعله خلال فترة وجيزة لا يقارن بكل الفترة التي حكمها “فاروق” و”عبد الناصر” و”السادات” و”حسني مبارك”، ألم يشهد الحفل العسكري الذي اغتيل فيه “السادات” وهو بطل العبور الذي أعاد لمصر مجدها وتاريخها وكرامتها، عندما هزم إسرائيل ودك حصونها حتى تراجعت وطلبت وقف إطلاق النار؟!.
إن البطل “السادات” وهو بطل العبور لم يغفر له الإخوان ما فعله بهم داخل السجون، رغم أنه أول من حمل المعول ودك سجن طرة أردأ السجون المصرية، التي قاسي فيها المحكومون ألواناً من العذاب.. فأراد الراحل “السادات” أن يقول للإخوان المسلمين في مصر نريد أن نفتح صفحة جديدة وننسى الماضي ونضع أيدينا فوق أيدي بعض، ولكن بعد أن تمكن “السادات” من حكم مصر تجبر على بني جلدته وأصبح أقرب للأمريكان، وضيق الخناق على إخوان مصر بأبو زعبل وسجن طرة، فانتهت كل العظمة والغطرسة والجبروت في لحظات عندما انهال عليه الرصاص من شباب الإسلاميين الذين ضاقوا ذرعاً بحكمه. “ألم يتعظ السيسي” من تلك الميتة البشعة، وفي الاحتفال بيوم النصر الذي حققه كم عدد القتلى من الإخوان الذين راحوا ضحية حكم “السادات” وقتل انتقاماً لهم؟.. كم عدد القتلى من الإخوان الذين راحوا ضحايا في حكم “عبد الناصر”؟، وكم عدد القتلى الذين راحوا ضحايا لحكم “حسني مبارك”؟.. ما فعله “السيسي” تجاه بني جلدته ما أظن أنه فعله “شارون” تجاه أبناء فلسطين، ولا كل الطغاة العصاة تجاه شعوبهم.
لقد سقط “السيسي” في أول امتحان يواجهه، ولم يستطع إحسان التعامل مع هذه الأزمة، فكيف يستطيع أن يواجه كل مشاكل مصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إذا دان له حكم مصر.. كيف يستطيع “السيسي” أن يتعامل مع العالم إذا أصبح فعلاً حاكماً لمصر؟.
إن المجازر التي ارتكبها “السيسي” وزمرته في “رابعة العدوية” لم يغفرها له التاريخ، ولن يغفرها له شعب مصر حتى الذين لم يكونوا في خندق واحد مع الإخوان، لا أعتقد أن مصر ستنجب أسوأ من “السيسي”، ألم يقرأ “السيسي” ما كُتب بعد حكم “عبد الناصر”، ألم يتعظ من موت “صلاح نصر” وزمرته، ألم يفق من صدمة الحكم الذي جاء إليه فجأة ولم يحسن التعامل معه؟.
لقد صبر إخوان مصر وحتى الآن لم يتعاملوا بردة الفعل على الذي حدث لإخوانهم في “رابعة”، ولكن “السيسي” يعلم تماماً أن انتقام الإخوان سيكون أشد مما فعله بهم؟ ألم يشاهد “السيسي” كيف مات “القذافي” ملك أفريقيا والعرب؟ ألم يشاهده كيف فعل به أولئك الشباب حينما قبضوا عليه كما يقبض الهر الفار؟..
إن مصر لن تهدأ طالما “السيسي” على رأسها، فلن ينفعه الأمريكان ولا الغرب.. فأرواح الأبرياء الذين ماتوا في “رابعة” سوف تقلق منامه حتى يصاب بالجنون أو يقود نفسه للانتحار.