ولنا رأي

من يحرس المحروسة؟!

تعرضت حركة الإخوان المسلمين في مصر منذ تكوينها إلى امتحانات عسيرة وابتلاءات واغتيلت قياداتها إبان نظام “عبد الناصر” ورغم تلك الابتلاءات ظلت صامدة، وكلما اغتيل قائد ظهر قائد جديد، واليوم تتعرض الحركة لأبشع أنواع الظلم والقتل، فالأبرياء يقتلون في ميدان رابعة العدوية وداخل المساجد وفي الطرقات، ولا أحد من السلطة يتصدى لأولئك المعتدين، إن لم تكن السلطة هي التي تقوم بهذا الفعل!.
الفريق “السيسي” الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها حاكماً على مصر لم يوقف حمامات الدم التي تسيل بين أبناء الوطن الواحد، والفريق “السيسي” الذي اعتلى العرش فجأة ادعى أن الشعب المصري قد أمنه على ملك مصر، كيف تؤتمن على الملك ويدك ملطخة بدماء الأبرياء العزل.. إنك لم تراعِ حرمة هذا الشهر الكريم.. ولم توقف الدماء ولم تتعظ من الذين سبقوك والذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء المحروسة الذين ليس لهم ذنب غير أنهم فتية آمنوا بربهم.. فهل جريمة من يقول لا إله إلا الله هي القتل والتشريد والتنكيل، إن الإخوان المسلمين ونحن هنا لا ندافع عنهم فهم أقدر على الدفاع عن أنفسهم ولن يتركوا الذين قتلوا أولادهم وإخوانهم ونساءهم، فهم قادرون على رد الصاع صاعين وعلى قلب الطاولة على من يدعون البطولة، ولكن كيف تسمحون بقتل الأبرياء والعزل، كيف تتركون لأولئك الحبل على الغارب وهم يقتلون بني جلدتهم.. فإذا أردتم الحفاظ على أمن مصر وسلامتها وكرامتها، ينبغي أن تكون العدالة للجميع، وألا تتركوا فئة تحمل السلاح لتقتل الفئة التي تتمسك بالمنطق وتُحكم العقل.
إن مصر العروبة وقلب الأمة النابض وركيزتها الثابتة ينبغي أن يكون هناك حكماء وعقلاء لتجنيب أم الدنيا من الانزلاق في الهاوية، وإذا ضاعت مصر فضاعت شعوب الأمة العربية كلها، ولا أحد يريد لمصر أن يسبح أبناؤها في بركة من الدماء.. وإذا استمر سفك الدماء نكون قد مهدنا الطريق لإنفاذ المخطط الأجنبي الذي نساعده دون أن ندري.
أبناء مصر يجهلون أن هناك مخططاً زاحف على الأمة العربية والإسلامية، فبعد ثورات الربيع العربي تبدأ الخطة الثانية وهي زعزعة الأمن الداخلي ومحاولة شغل الدولة بالصراع بين أبنائها وهذا الذي يحدث الآن، ولكن لا أحد يدري، في كل الدول التي جرى فيها التغيير فانظروا إلى تونس أول دولة عربية جرى فيها الربيع العربي أين تونس الآن؟ ثم ليبيا وهي أيضاً حتى الآن لم تستطع أن تقف على رجليها بعد أن أزاحت شبح “القذافي” ومازالت سوريا تقاوم، فإذا سقطت سيكون مصيرها نفس مصير أخواتها تونس وليبيا ومصر، لذا على الإخوة في مصر أن يحافظوا على دولتهم، وألا يسمحوا بالتدخلات الخفية من حيث يدرون ولا يدرون.. لذا فإن الذي يجري الآن من قتل للأبرياء سيجعل أولئك الأبرياء يثورون من أجل أخذ ثأرهم، ويستمر المسلسل وتدمر مصر التي كانت قبلة العرب.
إن الرئيس المكلف الآن الفريق “السيسي” عليه الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار مصر وإلا فإن التاريخ لن يرحمه وستصيبه لعنة الفراعنة إن لم يفق من نومه هذا.
حرسك المولى أيتها المحروسة وسلم أبناءك من كل شر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية