كنا في رفقة وزير المعادن!
لبى عدد كبير من رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة والإعلاميون بالقنوات المختلفة الدعوة التي قدمها الأستاذ “كمال عبد اللطيف” وزير المعادن لزيارة ولاية نهر النيل والوقوف على إحدى شركات التنقيب عن الذهب.
إن الأستاذ “كمال” يحظى باحترام كبير من قبل الصحفيين، كما يحظى الصحفيون باحترام واهتمام كبير من جانبه؛ ذلك لأن الوفد الذي رافقه لتلك الزيارة بمثابة استفتاء للأستاذ “كمال” ومدى حب الصحفيين له.
لقد أقلعت الطائرة من مطار الخرطوم عند التاسعة صباحاً محلقة في ارتفاع عشرة آلاف قدم، وفي مدينة عطبرة التي كانت مهبط الطائرة جرى استقبال للسيد الوزير من الفريق “الهادي عبد الله” والي ولاية نهر النيل وحكومته، ومن ثم أقل بصان الوفد الصحفي بصحبة السيد الوزير في اتجاه مناجم تعدين الذهب التابع لشركة رضا ويطلق عليها أيضاً اسم “أم درمان”.
جرى تنوير داخل البص من قبل معتمد بربر “حسن سلمان” عن المنطقة ومحلياتها السبع، ومن ثم اتجه الوفد إلى مكان التنقيب بالمربع 23 التابع لشركة رضا، وتحدث مدير شركة رضا موضحاً التحديات التي واجهت الشركة في بداياتها وكيف تم التغلب عليها حتى بداية الإنتاج.
إن توفر إنتاج الذهب بالمنطقة يعد فتحاً إلهياً على أهل السودان في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فحينما انفصل الجنوب وبدأت إرهاصات توقف نفط الجنوب ظن البعض أن المشكلة الاقتصادية ستحدث كارثة بالشمال ولكن اكتشف معدن الذهب بكميات كبيرة وبمناطق السودان المختلفة ولم تستثن منطقة عن الأخرى وتدفقت رؤوس الأموال الأجنبية للبحث والتنقيب عن الذهب وبالفعل تمكنت شركة مناجم المغربية خلال الفترة بتدشين أول إنتاجها من الذهب، وها هو اليوم دخلت الإنتاج شركة سودانية مائة في المائة وهي شركة رضا أو شركة أم درمان لإنتاج الذهب التي ارتفع إنتاجها من (200) كيلو ذهب إلى طن ومائتين وخمسين كيلو، ليرتفع مرة أخرى ويصل إلى طن وأربعمائة وخمسين كيلو ويتوقع أن يصل الإنتاج بنهاية هذا العام إلى طنين اثنين، وهذه واحدة من البشريات والفتح للوطن.
إن عمليات التنقيب عن الذهب عملية معقدة وتحتاج إلى صبر شديد من قبل المستثمرين مالياً وجسدياً، فالمنطقة صحراء جرداء يعاني أهلها ولكن استطاعوا أن يطوعوها إلى مصلحة الوطن والمواطن، وإذا نظرت إلى عمليات الحفر في مناجم التنقيب تأخذك الشفقة والرأفة بأولئك العاملين، وكما يقال ما في حلاوة بلا نار.
لقد أقامت شركة رضا في تلك الصحراء منشآت عدة منها استراحات للعاملين وأماكن للعبادة ونظمت احتفالاً لن يصدق أحد أنه أقيم في هذه الصحراء.
تحدث في بدايته مدير الشركة “محمد عمر عبد السلام” متناولاً المشاكل التي واجهت الشركة حتى الإنتاج، كما تحدث عن الدور الذي تقوم به في مجال الخدمات المتعلقة بالمواطنين كإنشاء المدارس والمراكز الصحية واستيعاب العمالة من كل أبناء السودان، وقال إن الشركة وضعت خططاً مستقبلية طموحة، واختير الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” للحديث نيابة عن الوفد الإعلامي فشكر الأستاذ “كمال” وشركة رضا على جهودها المبذولة في تقديم ما ينفع الأمة خاصة دعم خزينة الدولة من إنتاج الذهب. الأستاذ “كمال عبد اللطيف” وزير المعادن كان في قمة السعادة وهو يرتدي الزي الوطني الجلابية والصديري والعمامة، وقال إن كل البرنامج قد تم تمويله من قبل شركة رضا في إشارة إلى أن الوزارة لم تدفع مليماً فيه، وعبر عن شكره وسعادته للدور الذي لعبته شركة رضا في تحويل تلك المنطقة الجرداء إلى منطقة جاذبة بعد حصولها على كميات كبيرة من الذهب ساهم في رفد خزينة الدولة والاقتصاد السوداني، وقال إن قطاع التعدين بالبلاد حتى الآن لم ينل حظه من التعريف والتبصير به و ما يزال لغزاً لم يكتشف.
الأستاذ “كمال” أكد أن المنطقة لم تحظ بخام الذهب بل بها العديد من المعادن التي لم تكتشف بعد، ولذلك ظلت مصدر إزعاج للعالم وبسببها جاء استهداف السودان، لأن السودان إذا استطاع استخراج موارده سيكون مارداً يخيف كل الأعداء.