هل تفطر شعوبنا في رمضان؟
يهل علينا شهر رمضان المعظم شهر الخير والبركة والتوبة والغفران والعتق من النار، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. شهر يختلف عن كل شهور السنة، فهو شهر العبادة والتقوى وزيادة الحسنات وهو شهر الله كما قال عز وجل رمضان لي وأنا أجزي به، ولذلك كلما أصاب المرء الهلع قبل حلول الشهر العظيم تجد الأمور قد تغيرت تماماً من الطقس وحتى المائدة التي لا يعلم إنسان كيف تكونت ومن أين جاءت رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها هذا المواطن، ولكن لأن رمضان لله فهو المدبر والميسر وجاعل الصعب سهلاً ففيه تتنزل البركات وتسهل الأمور ويعطي المرء من حيث لا يحتسب.. لذلك لا نجد في هذا الشهر العظيم أحد لم يتناول أفضل وأجود أنواع وأصناف الطعام التي لم تتوفر لديه إلا فيه فهو شهر عظيم ومبارك.
لذلك فإذا كان الشهر عظيم لابد أن نخلص فيه العبادة للمولى عز وجل وأن نكون قدره ونضاعف فيه الأجر والحسنات، فشهر رمضان من أمتع شهور السنة..نجد الإنسان يحس فيه بالراحة النفسية والمتعة في كل حركاته وسكناته.
فهناك متعة العبادة ومتعة مشاهدة البرامج عبر القنوات المختلفة ومتعة الالتقاء بالأحبة. أن رمضان هذا قد جاء ومصرنا الحبيب أم الدنيا هادية العرب وقلبها النابض تتعرض لموقف خطر جداً أن لم تتضافر جهود الأمة العربية والإسلامية وحكامها وعقلائها فإنها ستضيع من بين أيدينا، فهناك فتنة كبرى تواجه مصر وهنالك أصابع خفية تريد لهذا البلد والوطن الآمن المستقر أن يتزعزع كما تزعزعت كثير من أمم وشعوب هذه القارة.. هناك فتنة تدور بين أبناء الوطن فالمواطن يقتل أخاه والسلاح ينتشر بين الأيادي، وكما جرى الخراب والدمار للشقيقة سوريا فالفتنة انتقلت إلى مصر دون أن يعي المواطنون بها.. فالدولة الكبرى تحاول أن تشغل الأمة العربية والإسلامية بأنفسها تحاول أن تفتنهم فيما بينهم دون أن يكون لتلك الدول أي أثر لأن القتال والصراع بين أبناء الوطن الواحد وهم لا يدرون أن هذا مخطط يستهدفهم ولم يعوا الدروس السابقة التي أطاحت بالرئيس “صدام حسين” و”بالقذافي” و”بمبارك” و”بن علي” والآن سوريا وتدور المعارك في مصر ثم تنتقل الفتنة إلى دولة أخرى آمنة مطمئنة وكأنما بركان يخرج من تحت الأرض ليزعزع أمن واستقرار تلك الدول.
نحن أمة حتى الآن لم نستطع إحباط وإخماد رسالة الغرب وكل من شايعها، لم نستطع الوقوف بشدة في مواجهة الاستهداف الخارجي، لماذا لم نسأل أنفسنا، لماذا نستهدف بعضنا البعض، لماذا نقتل بعضنا البعض، لماذا لم نستخدم عقلنا ونغير الذي يحدث لنا ثم بدأت هذه الثورات في وقت واحد من الذي حركها من الذي أشعلها من الذي يقف من ورائها، من الذي يدفع المبالغ الطائلة لهذا التنظيم المدفن والبقاء لأطول فترة في تلك الميادين من الذي يصرف على أسر أولئك المتظاهرين من الذين يدفع قيمة هذه العلاج هناك أسئلة كثيرة ينبغي أن نسأل القيادات المتصارعة عنها حتى لانتقاء ورأي تلك المخططات.
نحن في هذا الشهر العظيم نسأل الله أن يهدي الناس لما فيه الخير ومصلحة الأمة بدلاً عن هذا القتل والهدم والخراب.
وتصوموا وتفطروا على خير.