انهيار مدرسة الرياض الثورة !!
في ظل ضعف التعليم الحكومي نشط التعليم الخاص واستفاد من جهود المعلمين المميزين الذين كان يذخر بهم التعليم الحكومي، ولكن رغم الجهود التي يقوم بها بعض المعلمين بالمدارس الحكومية، الذين أفنوا زهرة شبابهم فيها، إلا أن المؤامرات والدسائس لم تتركهم يواصلون عملهم الذي أحبوه؛ مما أدى إلى انهيار العديد من المدارس الحكومية، وضاعت تلك المدارس وضاع تلاميذها وازداد عدد المدارس الخاصة، واكتوى الآباء بأسعارها الباهظة.
من التجارب الناجحة التي نشهد لها بالتميز مدرسة الرياض الثورة التي وقف الأستاذ “أزهري محمد عمر” وطاقمه التعليمي المميز، فقد ظلت تلك الكوكبة تحترق لتضئ لأولئك التلاميذ والمدرسة” بعد أن كانت حمراء جرداء ممتلئة بأشجار العُرش، تحولت إلى روضة غناء بل أصبحت من المدارس الحكومية المميزة بمنطقة كرري ولم تخرج من الثلاث الأوائل منذ تلك الفترة، والفضل يرجعه فيها للأستاذ “أزهري” وطاقمه، الأستاذ “أزهري” رغم بلوغه سن المعاش ولكن ما زال طاقة متقدة وشعلة متحركة وبفضله حدث الاستقرار لهذه المدرسة المميزة طوال تلك الفترة، إلا أننا سمعنا أن خطاباً قد ورد إليه بانتهاء فترة عمله بنهاية هذا العام الدراسي، وإذا انتهت فترة عمل الأستاذ “أزهري” بمدرسة الرياض الثورة يكون قد بدأ الانهيار لهذا الصرح التعليمي الذي أسس على التقوى والإيمان، وسنكون قد كتبنا شهادة وفاة حقيقية ليس للأستاذ “أزهري” ولا للأساتذة الأجلاء، ولكن لكل الصرح، فلن نجد فصولاً كالتي نشاهدها الآن، ولن نجد بيئة دراسية وقف على تأسيسها الأستاذ “أزهري” طوال تلك الفترة، وسوف يعُدن ستات النبق واللالوب والقنقوليز بالشطة وغيرها من الأطعمة المضرة بالتلاميذ، ستتراجع نتيجة المدرسة كما تراجعت نتائج مدارس كثر كن في المقدمة، فنذكر في وقت مضى عندما كان التعليم تعليماً، والإدارة إدارة، كانت مدرسة الهجرة الابتدائية من المدارس المميزة في المنطقة كان يديرها الأستاذ الراحل “عبد الوهاب نور الدائم”، كان معلماً قابضاً وإدارياً ناجحاً يعاونه أساتذة أفاضل أمثال “خالد قسم السيد” و”عبد الرحمن ضرار” وعدد من الأساتذة الذين ساهموا على نجاح جيل كامل من التلاميذ، ولكن عندما فقدت المدرسة أولئك الأساتذة انهارت المدرسة، ولم نسمع أن من بين تلاميذها الآن مميزين، وكذلك مدرسة ودنوباوي الأولية (أ) أيام شمس “الدين الغول” و”محمد الحسن سالم”، وكذلك مدرسة البلك الثانوية كانت المدرسة من أميز المدارس الثانوية بالمنطقة وكانت طالبات المدرسة من العشرة الأوائل في الشهادة السودانية، وإذا استوعبت جامعة الخرطوم مائة من الطلاب كانت البلك تشارك بأكثر من (30%)، ولكن أين مدرسة البلك الآن، لقد انهارت المدرسة ولم يحرص الآباء على إلحاق بناتهن للدراسة بها، لذا لابد أن تعي وزارة التربية والقائمون على أمر التعليم بالبلاد التجارب التعليمية السابقة والمؤسسات التي انهارت بعد نجاح وهي كثر، والآن الرياض الثورة إذا لم يستعجل القائمون على أمر التعليم بإيجاد طريقة تجعل الأستاذ “أزهري” في مقعده أو موقعه بالمدرسة، فيجب إلا نلوم بعد انهيار المدرسة خلال عام أو عامين إلا إدارة التعليم بالمنطقة أو الوزارة، وعلى تلك الإدارة- أياً كانت بالمنطقة أو بالتعليم- ألا ترخي أذنها للواشين وللحاقدين وأعداء النجاح، فإن كان هناك مدير يرغب في سحب الكرسي من تحت أقدام الأستاذ “أزهري” فلن يستطيع البقاء فيه لأن ما يقوم به الأستاذ “أزهري” لن يستطيع غيره القيام به، والخاسر في النهاية المدرسة والتلاميذ، أما الأستاذ “أزهري” فهناك آلاف المدارس الخاصة التي ترغب في أن يدير مؤسساتها وبمرتب يفوق ما يتقاضاه من وزارة التربية عشرة مرات أو عشرين مرة، وإذا خرج “أزهري” فكل الآباء سيسارعون لإخراج أبنائهم من المدرسة، كما سيخرج مجلس الآباء كذلك، فيا “محمد الشيخ مدني” ويا دكتور “معتصم عبد الرحيم” ألحقوا المدرسة قبل أن تنهار، وسيسألكم الله عن ذلك.