رأي

جنون التجار.. سبب في غلاء الأسعار!!

عند كل صباح أذهب إلى المتجر (دكان الحلة) لأشتري بعض مكونات كوب شاي الصباح، من بسكويت ولبن بودرة- وبالمناسبة بعض الشركات أصبحت تتفنن في إنتاج عبوات مختلفة الجرامات وبأسعار غريبة وكل صاحب دكان له سعر على مزاجه- وشوية من الفول والعيش، وحبات من البيض والطعمية والجبنة والزبادي لوجبة الإفطار.. هذه أبسط السلع التي تحلم بها كل أسرة سودانية فقيرة تسد بها جوعها.. وتفاجأت مع حلول شهر رمضان الكريم بجشع التجار وزيادة أسعار السلع بصورة غريبة ومخزية، فدستة البيض من (9) جنيهات أصبحت اليوم بـ(12) جنيهاً وجوال السكر (10) كيلو قفز من (60) جنيهاً إلى (65) جنيهاً والقائمة تطول في الزيادات غير المبررة.
أين حماية المستهلك؟ أين المواصفات والمقاييس؟ أين الرقابة على السلع الغذائية؟ وأين أصحاب الغرف وشعبة التجار في مختلف الأسواق؟ ويبدو أننا لا يمكننا توقع أن يرأف التجار الذين يغالون في الأسعار يوماً بالمواطن.. والآن بدأ الشهر الفضيل وبلا شك نعم الله فيه كثيرة والرحمات تتنزل على عباده، وكما تعلمون في رمضان يتساوى الغني والفقير.
لا أريد أن أقلل من أهمية (كيس الصائم) الذي وزع على المؤسسات والهيئات والأفراد وغيرها من الأماكن، باستقطاع من راتب الموظف.. كفكرة هذا الأمر ممتاز بلا شك وفيه نوع من إشعار الناس بأن هذا الشهر (يأتي بخيره)، ولكن السلع الموجودة في هذا الكيس لا تكفي الناس طوال الشهر الكريم، لذا نأمل من جهات الاختصاص المسؤولة العمل على مراقبة السوق وملاحقة التجار الذين يرفعون الأسعار في كل صباح دون شفقة على المواطن.
الزيادات طالت كل شيء، عدا مرتب الموظف، فقد ظل كما هو منذ بداية السنة، ومع وضع ميزانية الدولة لا زيادة فيه، والمبرر دائماً هو ارتفاع قيمة الدولار.. فلماذا لا يرتفع الدخل الشخصي للفرد، في ظل هذا التضخم في الأسعار والتصاعد الذي يدور في متوالية هندسية؟!
في رمضان نرفع شعاراً يردده الكل (لا.. للغلاء في الأسعار يا تجار).. وهذه دعوة نوجهها إلى الذين يتسببون في ضيق عيش الناس، ونقول لهم خافوا الله في عباده ولا تضيعوا الأجر العظيم.. وبدل أن يكون السعي في رمضان للتربح والغنى والثراء ومضايقة الناس في معيشتهم، اتقوا الله في خلقه واجعلوه شهراً للتقرب إلى الله تعالى.. ويا أيها الناس اعملوا في هذا الشهر لمحاربة الفساد والغلاء والجشع الذي استشرى في نفوس الكثير من التجار الذين أصبحت غايتهم الثراء السريع وبأية وسيلة حتى ولو على حساب المواطن السوداني البسيط.
{ آخر البث:
} نكرر.. على الجهات المعنية مراقبة السوق لأن جنون زيادة الأسعار أصاب التجار وإذا استفحل فيهم سيصعب علاجه.. فانتبهوا وجدوا العلاج قبل فات الأوان!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية