ولنا رأي

الرياضة تسكت البندقية في دارفور!!

تلقيت دعوة من والي ولاية شمال دارفور “عثمان محمد يوسف كبر” لحضور نهائي فعاليات سيكافا التي استضافتها ولايتا شمال دارفور وجنوب كردفان، لم أتمكن من المشاركة في الفعاليات لظرف خاص ووعدت الأستاذ “هشام القصاص” الذي قدم الدعوة من السيد الوالي بتلبية أي دعوة أخرى للسيد الوالي والولاية، ولكن ظللت أتابع خلال الفترة الماضية البطولة التي نجحت الولايتان في الإعداد لها بصورة جيدة، وعلى الأقل أسكتت صوت البندقية التي روعت المواطنين طوال الفترة الماضية، إن كانت ما يسمى بالحركة الثورية التي أقلقت نوم المواطنين الآمنين في “أم روابة” و”الرهد” و”أبو كرشولا” التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه من خلال اعتداءات الحركة الثورية وضربت حصاراً على الذين بالداخل ومنعت خروج أو دخول آخرين إليها إلا عندما استطاعت القوات المسلحة أن تعيد أمنها واستقرارها بعد دحر المتمردين.
لقد نجح والي جنوب كردفان مولانا “أحمد محمد هارون” من خلال هذه البطولة أن يزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين بعد أن زرعت الحركات الخوف في القلوب ونزعت الطمأنينة وأفسدت عليهم البهجة والمسرة، ولكن هذه البطولة أعادت الروح للجسد المتهالك بسبب الشد والخوف وعدم الأمن، كما أنها ساهمت في عملية الاستقرار ونحن نعلم أن أبناء الولايتين الذين تأثروا بالحرب يعشقون الرياضة، وحتى الحركات المسلحة أجبرتها تلك البطولة أن تلقي السلاح جانباً وتأتي من الميدان لتقف مشجعة ومؤازرة لمريخ الفاشر الذي أعاد للجماهير البسمة والفرحة، وقد لاحظنا من خلال الشاشات البلورية بعض منسوبي الحركات المسلحة وهم يعلنون مساندتهم ومؤازرتهم لمريخ الفاشر وقد التقوا بالسيد الوالي، وقالوا إن الرياضة قد أجبرتهم على ترك السلاح والعودة إلى ميدان الرياضة بدلاً عن ميدان القتال.
لقد نجح “كبر” و”هارون” من خلال هذه البطولة في إعادة الأمن والاستقرار وأكدوا أن الرياضة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الحياة وبإمكانها أن تزرع الفرح في النفوس بدلاً عن القتل والخراب والدمار، ولم تكن الرياضة وحدها التي تعيد البسمة للشفاة، فالفن له دور أيضاً أخطر كن الرياضة، وقد شاهدنا الحفل الساهر الذي أقيم من داخل ميدان النفق بالفاشر، لقد أحدث هذا الحفل أيضاً أثراً طيباً في النفوس وبرزت مواهب غنائية يمكنها أن تنافس فناني الخرطوم بما لديهم من إيقاع حماس وكلمات رصينة، لقد لاحظنا كيف تفاعل معها الجميع رقصاً وفرحاً وطرباً ..
إن أبناء الفاشر كادوقلي وغيرها من المناطق التي دمرتها الحرب وشتتت أهلها وبنيها ودفعتهم بارتياد مدن ودول لم يكونوا يعرفونها من قبل، فإنسان دارفور الآمن المستقر العابد الزاهد لم يفكر في يوم من الأيام أن يلجأ إلى إسرائيل أو فرنسا أو أمريكا أو غيرها من الدول الأوروبية، وربما حتى مدن السودان المختلفة لم يفكروا في اللجوء إليها لما دارفور من محبة ومعزة في نفوسهم..
إن سيكافا قد قلبت الموازين بالفاشر كادوقلي وما جاورهما وربما تكون سيكافا هي أداة التحول والتغيير .. فمن الحرب إلى السلام والاستقرار، فهل تعود الحركات التي لم توقع على وثيقة الدوحة لتلحق بالركب وتساهم في عملية الأمن والسلام، وإذا كانت الرياضة أفضل وسيلة للسلام، فاجعلوا كل البطولات المحلية تقام فيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية