إلى متى تظل حكومة الجنوب هكذا؟
هل أرادت ما يسمى بالحركة الثورية بتدخلها في مدينتي “أم روابة” و”أبو كرشولا” وخلق الذعر في قلوب المواطنين، هل أرادت أن تحرج حكومة الجنوب بهذا التدخل؟ وهل أرادت ما يسمى بالحركة الثورية أن تفشل التقارب الذي تم بين حكومة الشمال والجنوب والاتفاقات التي وقعت في “أديس أبابا” من خلال المصفوفة والاتفاقيات التي أعادت الطمأنينة إلى روح البلدين، هل ما يسمى بالحركة الثورية تعلم أنها تقوم بحرب عصابات مع حكومة الشمال وأن اتفاق ضخ النفط عبر أنبوب الشمال سيساعد أيضاً في استقرار اقتصاد الشمال أكثر من الجنوب ولذلك تحاول ما يسمى بالحركة الثورية أن تفشل أي اتفاق يساعد على الاستقرار سواء في الشمال أو في الجنوب لأن استقرار الدولتين يعني خروج قطاع الشمال أو ما يسمى بالحركة الثورية نهائياً من أي تقارب مع حكومة الجنوب؟.
لقد نجحت الحركة الثورية في إفشال التقارب بين الشمال والجنوب الأمر الذي دعا رئيس الجمهورية لاتخاذ قراراته بإلغاء كل الاتفاقيات التي وقعت مع حكومة الجنوب ، كما دعا وزير الطاقة الدكتور “عوض الجاز” لإغلاق أنبوب النفط الذي كان الأمل في إنعاش اقتصاد البلدين، خاصة وأننا كنا نعتمد بنسبة كبيرة على نفط الجنوب.
حكومة الجنوب تنصلت من أي محاولات دعم لما يسمى بالحركة الثورية أو مدها بالسلاح للهجوم على الشمال أو على المدن الشمالية، حقيقة نحن حتى الآن لم نعلم هل حكومة الجنوب مازالت تدعم قطاع الشمال أم أن هناك جهات أخرى تستغل هذا الظرف وتمد الحركة بالعتاد والسلاح لكي لا يكون هناك تقارب بين الدولتين، ولكن ينبغي على حكومة الجنوب إن كانت فعلاً جادة في علاقتها مع الشمال أن تعلن وبالصوت العالي وعبر بيانات رسمية تخليها عن قطاع الشمال وعن دعمها له لتستمر في علاقتها مع الشمال، ولكن حكومة الشمال يتضح لها من خلال الهجوم الذي تقوده الحركة ضد المدن الآمنة بالشمال إن الدعم يأتي لتلك الحركة من الجنوب طالما الجنوب يلزم الصمت عند كل الاعتداءات التي تتم وأضعف الإيمان إرسال وفد من جانبها لحكومة الشمال يؤكد سلامة نيتها وعدم دعمها لهذه الحركة ولقطعه الشكوك إن كانت فعلاً شكوكاً وليس حقيقة.
إن قطاع الشمال لن يهدأ له بال إلا بزعزعة الاستقرار بين الدولتين من خلال حرب العصابات التي يقوم بها هنا وهناك ولذلك ينبغي أن تفوت الحكومة وحكومة الجنوب إن كانت فعلاً جادة في تطوير علاقتها مع الشمال الفرصة على الحركة وأن يعملا سوياً من أجل أمن واستقرار البلدين، فالبترول الذي وصل ميناء بشائر فيه مصلحة للشعبين وإن كانت هناك شكوك في توظيف أموال البترول لدعم المتمردين فلدينا جيش نظامي لا تقهره عصابات التمرد ولا حرب العصابات، فيمكن أن نستفيد نحن أيضاً من مال البترول في تقوية القوات المسلحة وتدريب أبناء الشعب من الشمال لمواجهة المتمردين، وعمر حرب العصابات لم تهزم أي جيش نظامي لذا نأمل أن يتدفق البترول لهزيمة أولاً المضاربين بالدولار الذين يزايدون في الأسعار وأخيراً هزيمة هذه العصابات وتقوية جيشنا.