الكرة والسياسة السودانيَّة!!
{ لا يختلفُ واقع كرتنا عن سياستنا.. كلها (خرمجة) في (خرمجة)!!
{ والأندية السودانيَّة تدار – في أغلب شؤونها – كما الأحزاب.. كيف؟! سأحدِّثكم!!
{ فبثلما تجد سياسيَّاً يتبوَّأ منصباً في حزبه بمعايير أخرى غير (الكفاءة)!! تجد لاعباً أو (إداريَّاً) لا يبقيه داخل أسوار النادي إلا ولاءه لـ (الرأس الكبير).. أو عضويَّته في (إحدى الكتل) داخل النادي.. أو (نفوذه) بين اللاعبين!!
{ وبمثلما ينشط (السماسرة) في دوائر الأحزاب.. بجانب (المصلحجيَّة) والوصوليين.. يتكرَّر ذات السيناريو كرويَّاً!!
{ يجمِّلون اللاعب وأداءه.. ويصوِّرونه كـ “كرستيانو” أو “ميسي”.. ولهم طرقهم وأدواتهم (الحريفة) في ذلك.. منها (جوقة) من صحفيي الرياضة قادرة على تلوين الصحف بصور (موهوب زمانه) وإضفاء الصفات الأسطوريَّة عليه!! ووظيفتهم هذه تشبه ما كان يفعله (شعراء البلاط) في عصر بني أميَّة والعصر العباسي والدولة الفاطميَّة!! وما أن يبدأ الدوري حتى تتضح (الأكذوبة).. لكنهم جاهزون لهذا (السيناريو) أيضاًَ.. فنسمع أنَّ اللاعب (مقصود)!! وفي أحسن المبرِّرات (لم يتأقلم بعد) أو (سخانتنا ما بتنفع معاهو).. أو أن (الحنين لوطنه وزوجته وأبنائه يؤثر في تركيزه).. أو.. أو.. أو أيِّ حاجة والسلام!! والجمهور المسكين (يزعل) قليلاً و(ينسى) سريعاً!! ليبتلع ذات الأكذوبة في أقرب تسجيلات!!
{ حتى طريقة (الصرف المالي) في الأحزاب والأندية متشابهة!! أموال تأتي (بحسابات).. وتًصرف (بحسابات)!! وأنتم تعرفون ماذا أعني بـ (حسابات)!!
{ وأندية العالم كلها قائمة على الاستثمار بحسابات واضحة و(في الشمس).. وقرارات فنيَّة لا يُعلى عليها.. وقرارات إداريَّة مبنيَّة على لوائح تاريخيَّة لا تسثني إداريَّاً أو لاعباً مهما كانت موهبته!! أمَّا عندنا.. فإنَّ إدارة الأندية (حرب) مثل إدارة الأحزاب!! (فلان) مهموم بهزيمة (فلان).. ومشغول بـ (الحفر).. مستخدماً كل الطرق!! وفلان دا (زول) فلان.. وفلان داك ما بينفع مع (علتكان)!!
{ وبينما تجد رئاسة أغلب الأحزاب السودانيَّة حصريَّة على شخصيَّة أو أسرة معينة.. تجد رئاسة الأندية تدور في فلك شخصيات بعينها.. يذهب (س) ليأتي (ص) أو (ع).. ولا يخرج الأمر عن ثلاثتهم.. وهذا في (أفضل) صور الديمقراطيَّة التي قد نجدها!!
{ أعان الله الشعب السوداني المُبتلى في سياسته ورياضته وحتى فنه!!
{ وصبَّح الله بالخير خبيرنا (الحقيقي) د. “كمال شداد”.. الذي قال (الحقيقة) في زمان لا يقبل إلا (الكذب)!!
{ وبصراحة.. أنا لا أنتظر شيئاً من أنديتنا الرياضيَّة.. فإذا حدث وأحرز أحدها إنجازاً من شاكلة (كأس أبطال أفريقيا) فإنه سينتكس في العام التالي مباشرة.. وربَّما يخرج من الدور الأوَّل!!
{ أتعلمون لماذا.. وأين العلة الحقيقيَّة ومكمن الداء؟!
{ لن أقول لكم!!
{ ألم يقلها الخبير د. “شداد”؟! هل استمع إليه أحد؟!
آخر محطة
{ ماذا لو تبرَّعت الأندية بدولارات تسجيلات الأجانب لـ (المجهود الحربي)؟! مش أحسن ممَّا تضيع ساكت!!