ولنا رأي

ما بيننا وإعلام القصر مرة أخرى

قد يظن البعض أن مرافقة المسؤولين في الرحلات الداخلية أو الخارجية تتسم بالمتعة للصحفيين، ولكن برامج المسؤولين في الزيارات الداخلية والخارجية تجعل الصحفي في حالة تعب وإرهاق نظراً لملاحقته لبرنامج المسؤول إن كانت هناك افتتاحات لمشاريع مختلفة مستشفيات أو مشاريع مياه أو مدارس أو غيرها من النشاطات التي ذهب المسؤول لها. والصحفي عندما يكون في زيارة مع المسؤول يكون في حالة هم في كيفية الحصول على المعلومة التي تصنع له الخبر ومن ثم ملاحقة ومراقبة ومتابعة برنامج المسؤول من الألف وحتى الياء، والصحفي إن لم يكن يجيد الكتابة على الحاسوب يظل يلهث وراء شخص يعرف الكتابة حتى يتمكن من كتابة الخبر وهو عنصر أساسي في تلك الزيارة.. وعندما تنتهي زيارة المسؤول ويعود إلى منزله أو مكتبه يكون الصحفي قد بدأت عنده الزيارة فكيف يكتب التقرير وإذا استطاع أن ينفرد بحوار مع المسؤول أو المسؤولين الآخرين يكون هاجسه كيف يستبق الزملاء الذين رافقوه في نشر التقرير أو الحوار الذي أجراه.
لذا فإن الإخوة في إعلام القصر يعتقدون أننا نتكالب على زيارات المسؤولين أياً كان المسؤول رئيس الجمهورية أو النائب الأول أو نائب رئيس الجمهورية أو المساعدين فقد شبعنا من الزيارات التي جُبنا فيها أرض الوطن شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً قبل الانفصال، فهؤلاء واهمون إن كانوا يعتقدون أن حرمان صحيفة (المجهر السياسي) وهي الصحيفة الثانية في الترتيب أو التصنيف الذي أصدره المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وتحرم من مرافقة رئيس الجمهورية في زيارة فيها مصلحة الوطن وليس الأشخاص أولئك فاقدي الإحساس بالمسؤولية الوطنية. لا ندري ما هي متطلبات هذا الانتقاء في زيارة رئيس الجمهورية لجوبا التي حرمنا من مرافقة رئيس الجمهورية، أيضاً لم نعرف الأسباب التي دفعت هذا المسؤول الذي أصبح بقدرة قادر الآمر الناهي في شأن رئاسة الجمهورية، وهو المتحكم في من يرافق رئيس الجمهورية في زيارته لسنار أو “أبو كرشولا” أو “أم روابة” أو “كتم” أو “كاب الجداد” أو “مليط” أو “جوبا” أو “الناصر” أو حتى “إثيوبيا” التي غادر رئيس الجمهورية اليها للقمة المشتركة بين رئيسنا “عمر البشير” ورئيس حكومة الجنوب “سلفاكير ميارديت” لا ندري لماذا تغفل جريدة تطبع أربعين ألف نسخة يومياً ويصل معدل توزيعها ما بين (90-86%) ولا يكون محرر وليس رئيس التحرير مرافقاً لرئيس الجمهورية في زيارة تعتبر من الزيارات المهمة.
إن صحيفة (المجهر) ليست في حاجة لاستجداء مثل هؤلاء الضعاف، الذين لا يملكون المقدرة على اتخاذ القرار المنفرد إذا لم يُشر إليهم به، وإذا سقطت طوبة في القصر فإذا لم يقال لهذا الشخص ارفعها فلن يرفعها، ليست لأن الطوبة ثقيلة ولكن لأنه لا يملك القرار ولا يملك الثقة في نفسه لإزاحة الطوبة من الأرض.
إن (المجهر) ليست في حاجة إلى السفر فقد اعتذرنا كثيراً عن مثل تلك الزيارات، لأننا لا نستفيد منها ففيها العنت والمشقة والجري والسهر، أما السفريات التي نسافر فيها بحر مالنا نجد فيها المتعة والسعادة والهناء، ولكن زيارات الغرف والنوم والعودة ليست ذات فائدة بقدر ما تجني الفائدة الجهة الأخرى.
فنقول لأولئك، (المجهر) أكبر وأقوى  وأعظم من تآمركم وتضييقكم عليها.. فهي صحيفة وطنية ولها غيرة على هذا الوطن وستظل تقوم برسالتها رغم كيد الكائدين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية