ولنا رأي

رامبو في المجهر!!

العميد يوسف عبد الفتاح أو كما كان يطلق عليه اسم “رامبو” في بداية الإنقاذ كان من الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً إبان الإنقاذ حينما كان يتولى منصب نائب والي ولاية الخرطوم وقد استطاع من خلال قراراته الثورية أياً كانت تلك القرارات وفي تلك الفترة أن تجد آراء متباينة، إن كانت من عامة الشعب أو من داخل ثورة الإنقاذ.
يمتاز العميد “يوسف عبد الفتاح” بروح الدعابة والطرفة والمزحة واللطف والبساطة والعفوية ولذلك استطاع أن ينجز العديد من المهام التي أوكلت له أو لم توكل له، بالأمس كان العميد “يوسف عبد الفتاح” في زيارة خاصة لـ(المجهر) جلس إلى جوارنا وتحدث حديثاً كثيفاً عن الفترة التي عمل فيها كنائب لوالي ولاية الخرطوم والإنجازات التي حققها، ومنها تحويل سوق الخرطوم القديم الذي أقيم فيه واحة الخرطوم الآن، وسوق الخرطوم وقتها كان من أكبر الأسواق ولكنه كان يشكل منطقة اختناق وسط الخرطوم بالإضافة إلى الصورة السالبة للأسواق طريقة عرض اللحوم والخضروات والدجاج والحمام، فمن يدخل هذا السوق يحس أنه ليس في العاصمة التي تحمل اسم الخرطوم صاحبة اللاءات الثلاثة، وما كان لأحد يستطيع أن يحول هذا السوق من موقعه إلى منطقة أخرى إلا شخص يحمل مواصفات العميد “يوسف عبد الفتاح” صاحب القرارات الشجاعة مهما كانت تلك القرارات وما مدى تأثيرها أو تبعاتها، لكن يصدر القرار منه أو من جهة أخرى سألناه عن القرار الذي أصدره والثورة في بداياتها عندما أغلق التجار محلاتهم التجارية ورفضوا البيع فقال لنا لقد جاءه العقيد “يونس” وهو يحمل البيان فطلب منه أن يذهب إلى السيد الوالي الراحل “محمد عثمان محمد سعيد” لكن “يونس” أصر على أن يمضي على البيان هو، فتوكل على الحي الذي لا يموت فمضاه، فخرج البيان الذي ما زال كل شخص سمعه خلال تلك الفترة وكأنما البلاد في العصر الأول للإسلام، فقال البيان “من أراد أن تثكله أمه وييتم أبناءه فليغلق متجره”، قال لنا يوسف وهو يضحك ضحكة مجلجلة وقال: “لم أكتب هذا البيان فقد كتبه العقيد “يونس” بما لديه من ملكات أدبية”.
العميد “يوسف عبد الفتاح” رجل بسيط حينما تجلس إلى جواره لن تصدق أن هذا الشخص الذي روع الخرطوم فأخاف التجار وستات الشاي وستات حاجات تاني وكثير من المثالب بالولاية استطاع أن يقضي عليها، ليس لأن له عصا سحرية ولكن لأن له طاقة ثورية، يقتحم كل شيء لا يهاب الأمور ولا يتراجع عن القرارات وتنفيذها أياً كانت، ولذلك كانت له إنجازات واضحة وعلى رأسها “الصواني” التي كانت من المظاهر البائنة في الولاية بأشكالها المختلفة.
العميد “يوسف عبد الفتاح” قال لنا هو الشخص الذي شق الطريق من السكة الحديد وحتى حديقة الأسرة، قال لقد شاهدت اختناقات مرورية بالولاية ولا يمكن فكها إلا بشق هذا الطريق، قال كان هناك منزلان يغلقان الشارع فطلبت من أصحابهما تركهما مقابل خمسة ملايين لكل شخص، لم يصدقوا فأزلت المنزلين وفتحت الشارع وأطلقت عليه اسم “بيو يوكوان” تخليدا لذكرى الراحل “بيو يوكوان”.
العميد “يوسف عبد الفتاح” يملك الكثير من الأسرار والمعلومات الخاصة بكيفية تحويل حديقة الحيوان وكيف تم التعاقد لبناء برج الفاتح “كورنثيا” حالياً والعديد من المعلومات. العميد “يوسف” مهموم بالقوات المسلحة وبالفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” الذي زاره ووجده مريضاً بمكتبه، وقال إن القوات المسلحة تحتاج إلى الدعم والسند لمواجهة الأعداء.
همسة: سعدت أمس بزيارة الزميل “الزبير سعيد” وهو من القلائل الذين يشكرون الناس كما تناولته الزاوية عن استضافته وتحليلاته الفنية بالنيل الأزرق وأهدانا ديوان شعره “الحد الفاصل” الذي يتم تدشينه غداً (الثلاثاء) بمركز “مهدي” للفنون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية