هل يتجرأ النواب بقول هذا السؤال؟!
طلب أعضاء البرلمان من وزير الدفاع المثول وتقديم تقرير أو تنوير عن الذي جرى بأم روابة وأبو كرشولة، ولكن ماذا يفيد أولئك النواب التنوير الذي يقدمه وزير الدفاع لهم، وما فائدة التنوير وأعضاء البرلمان كانوا يتلقون معلومات عن أهلهم بأم روابة وأبو كرشولة وغيرها من المناطق الملتهبة التي يعيث التمرد فيها فساداً بين الفنية والأخرى؟ ماذا يفعل أولئك النواب بالمعلومات التي يقدمها لهم وزير الدفاع وهم يملكون معلومات أكثر منها، وحتى إذا جرى التنوير عبر القاعات المغلقة وبعيداً عن أعين الإعلام المكتوب خاصة وهو يحوم داخل البرلمان؟ ماذا سيقول أولئك النواب لوزير الدفاع؟ هل سيقولون له استقِل سيدي الوزير لأنك لم توفر الأمن والأمان لأهلنا في أم روابة وأبو كرشولة؟ هل يستطيعون الدفاع عن مناطقهم بألسنتهم أمام وزير الدفاع الذي يجد السند والعضد من الدولة؟ ماذا فعل أولئك النواب مع وزير الدفاع عندما سقطت عمارة بالرباط؟ وماذا قال أولئك النواب لوزير الدفاع عندما دخل “خليل” أم درمان جهاراً نهاراً؟ وماذا قال النواب لوزير الدفاع عندما دخل التمرد إلى “هجليج” وفجر منطقة البترول؟، إن النواب لا يستطيعون مواجهة وزير الدفاع مهما علا صوتهم وخرج من قبة البرلمان إلى الفضائيات، وإذا خرج سيخرج الصون وهو مبحوح. إن البرلمان مسؤول عن الجهاز التنفيذي وهو المسؤول عن محاسبة أي مسؤول يقصر في عمله، وهو مسؤول عن طرح الثقة عن المسؤول، ولكن لأن أولئك النواب لا هم لهم إلا كيف يحصلون على الامتيازات فلا يهم أن يدخل التمرد جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو “الله كريم” و”أبو كرشولة” و”أم روابة” و”الرهد” وكل المناطق التي لا شغلة للنواب بها، رغم أن أولئك النواب جميعهم قادمون من تلك المناطق وحصلوا على أصوات المواطنين الذين أتوا بهم إلى قبة البرلمان، لماذا لا يستأذن نواب البرلمان من تلك المناطق للذهاب والوقوف إلى جانب أهلهم، لماذا يطالبون وزير الدفاع بتقديم تقرير عن الذي جرى هناك؟.
نحن نعلم أن وزير الدفاع حينما يمثل أمام البرلمان لن يتجرأ نائب واحد بتقديم مرافعة تدين السيد الوزير أو يطالبه هذا النائب الحمش وهو يتحدث على بهو قبة البرلمان، وحينما يكون داخل القاعة لا ينطق بكلمة واحدة أو يطلب من الوزير التنحي عن موقعه لأنه فشل في توفير الأمن والطمأنينة للمواطنين، إذا فقد المواطن الأمن بعد أن فقد العيش فلا معنى لحياته من بعد ذلك، نحن نوهم أنفسنا أن البرلمان يستطيع أن يحاسب الجهاز التنفيذي.
إن النواب الذين يصفقون للجهاز التنفيذي هؤلاء ليسوا بجديرين أن يكونوا نواب هذا الشعب الذي انتخبهم للدفاع عنهم وليس الدفاع عن الحكومة أو عن الجهاز التنفيذي.
تُقدم الميزانية ولا نائب واحد يعترض عليها، تقدم الميزانية وفيها مطالبة برفع الدعم عن المحروقات التي احترق بها المواطن، والنواب يصفقون لها.. تُقدم الميزانية وفيها مطالبة برفع الدعم عن السلع الأساسية، والنواب لا يتجرأون بالوقوف ضدها أو يقولون للسيد الوزير الفلاني هذا خطأ خذ ميزانيتك وعدلها.
إن النواب لا يقومون بالدور المطلوب منهم على الوجه الأكمل، وإذا كان هؤلاء حقيقة يدافعون عن هذا الوطن ويقفون ضد سياسة الحكومة والوزراء فلنسمع نائباً واحداً ينتقد وزير الدفاع ويطالبه بتقديم استقالته لأنه قصر في حماية المواطنين من هجمات المتمردين.