ليس دفاعاً عن "أمين حسن عمر" ولكن!!
لم أطلع على ما كتب في (الفيس بوك) عن الدكتور “أمين حسن عمر” وزير الدولة برئاسة الجمهورية، لكن طلبت منه حواراً وكعادته يستجيب وعندما وصلنا إلى سؤال عن الفساد، فجأة بدأ يحدثني عن الفساد وعما قيل عنه في (الفيس بوك) وعن مدارس (كمبردج) المملوكة لخاله “صلاح عبد العزيز”، وكان يشغل رئيس مجلس إدارتها في وقت سابق، ومنحه خاله “صلاح” أربعة أسهم فيها، وإن قطعة أرض تخص بعض المواطنين قيل مُنحت للمدارس واتهم أنه وراء ذلك مما يعني أنه دخل في دائرة الفساد.
إن الدكتور “أمين حسن عمر” عرفته لأول مرة عام 1997م ووقتها كان يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية الصحفي، وعندما خرجنا من صلاة الجمعة من مسجد (فاروق) العتيق، ووقتها كنت أعمل في صحيفة (السودان الحديث)، كان وقتها في معية نسيبه الدكتور “عوض الحسن النور” القاضي ومدير معهد الإصلاح القانوني، كان الدكتور “أمين” بجوار مقعد القيادة سلمت عليه وعرفته بنفسي فقال لي (دا أنت كنت أعتقد أنك أصغر من ذلك)، طلبت منه حواراً فلم يمانع وجرى الحوار في موعده، وكان الحوار قد فجر قنبلة دمج الصحف في صحيفة واحدة (السودان الحديث) و(الإنقاذ الوطني) و(سوداناو). بدأت علاقتي بالدكتور “أمين” منذ ذلك الوقت، ولمن لا يعرفه فهو رجل بسيط مثقف ثقافة عالية، إذا جلست معه تشعر أنك أمام عالم جليل، وإذا دخل معك في (الونسة) فلا تملها أبداً، صحيح قد لا يستلطفه البعض وهذا شأنهم والسبب أنه صريح وواضح لا يجامل ويمقت الجهلة وأنصاف المدعين العلم، فالحملة التي يقودها بعض الناس ضده الآن وعن فساده، فهو لا يحتاج إلى شخص مثلي للدفاع عنه، فهو يجيد الكتابة والحديث أفضل مني كما يجيد الخطابة أيضاً أفضل مني، ولكن أحياناً الإنسان يظلم الذين لا يعرفونه جيداً.. فالدكتور “أمين حسن عمر” زاهد في الدنيا ومتاعها حتى المناصب الوزارية لا يسعى إليها، فهل يعقل أن تكون محطته طوال تلك السنين وزير دولة أرفع موقع يتولاه منذ أربعة وعشرين عاماً من عمر الإنقاذ، وهو الممسك بكثير من الملفات لا يعلمها إلا قلة.
عندما كنا في صحيفة (الأنباء) كان يأتي إليّ الأخ السفير الآن “سليمان عبد التواب” ليطلب سيارته وهي سيارة صغيرة (تيكو) وليست فارهة وكان يطلق عليها (صابونة اللوكس) من شدة بياضها وصغر حجمها، لقد شاهدت أكثر من مرة الدكتور “أمين حسن عمر” يمشي برجليه وهو وزير دولة بوزارة الإعلام متخطياً منطقة السوق العربي إلى الوزارة لا يتوقف أو ينتظر حتى تأتيه العربة، لقد دخلت منزله المستأجر بمنطقة (الصافية) وشاهدت عفشاً متواضعاً لا يشبه موقعه كوزير، الآن الناس يتحدثون عن فساده أربعة أسهم في مدارس لم تكن مملوكة له.
حدثني سواقه الخاص وهو يقله من المطار إلى منزله، عندما اتجهت العربة صوب أم درمان بدلاً عن (الصافية) نبهه إلى أين أنت ماشي؟، قال له إلى المنزل، قال ليه ولكن منزلنا في أم درمان أم الصافية؟ فقال له أخوانك ناس “مطرف صديق” وآخرين اشتروا ليك بيت في أم درمان، وقد رحلنا العفش والآن أصبحت من سكان أم درمان وليس (الصافية)، تخيلوا وزير لا يملك منزلاً والشفع الصغار يمتلكون عدداً من العمارات الشاهقة لهم ولأسرهم الذين جاءوا بهم من الريف، و”أمين” الذي ضحى بنفسه وشبابه وطاقته وفكره يتهم الآن في أربعة أسهم في مدارس لا علاقة له بها، والله لو كان في واحد نزيهه في هذه الدنيا لقلنا دكتور “أمين حسن عمر” ارحموا الرجل يرحكم الله.