ولنا رأي

مبروك أيها القارئ هذه الثقة!

أعلن الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات السفير “العبيد أحمد مروح” عبر مؤتمر صحفي عقده أمس بدار المجلس، أعلن الصحف الأكبر انتشاراً وتوزيعاً خلال العام 2012م، وعلى الرغم من أن (المجهر) جاءت متأخرة بثلاثة أشهر، أي أن صدورها كان في السادس عشر من أبريل 2012م، ولكن احتلّت المركز الثاني من حيث التوزيع بنسبة بلغت (86%)، رغم أن الزميلة (الانتباهة) احتلّت المركز الأول من حيث التوزيع، ولكن نسبتها كانت تقلّ عن (المجهر) إذ أن توزيعها خلال تلك الفترة جاء بنسبة (82%). لقد درج المجلس القومي للصحافة والمطبوعات على إعلاء قيمة التنافس بين الصحف والصحفيين، فقبل أيام قليلة احتفل المجلس بالصحفيين المتفوقين والحاصلين على جوائز التفوق للعام 2011م، وهذا التنافس سيزيد من همة الصحف بتقديم أفضل الأعمال الصحفية حتى يكون مميزاً بين أقرانه، وجاء اليوم ليقول للصحف: هاؤم اقرأوا حصاد أقلامكم لعام واحد يزيد من تنافس الصحف فيما بينها وتقديم أفضل ما يحتاجه القارئ من مادة صحفية.
إن صحيفة (المجهر) التي ولدت في وقت قياسي أي في السادس عشر من أبريل الماضي دخلت حلبة المنافسة، وهي لم تكمل عامها الأول، فاحتلّت هذا المركز الرفيع فيحقّ لها أن تفرح بهذا النجاح الذي حققه أولاً القائمون على أمر الصحيفة من حيث المناخ الذي ساعد على الاستقرار، والمحررون الذين عملوا بهمة ونشاط وتفانٍ، وثالثاً هذا القارئ الحصيف اللمّاح، ولولاه لما بلغنا هذا المركز المتقدّم رغم قصر المدة. فالقارئ السوداني ذكيّ وفطن يعرف ماذا يريد من الكم الهائل من الصحف، ولذلك نعتبر عامل النجاح والتفوق يرجع له لأن مبلغ الجنيه أو الجنيه ونصف هو في أمس الحاجة إليه، ولكن غذاء العقل لا يقل عن غذاء البطن والروح، فهذا المبلغ الذي يستقطعه لشراء الصحيفة كان بالإمكان أن يوفره للمساعدة في مصاريف المدرسة أو حليب الأطفال، ولكن يعلم أن العقل أيضاً يحتاج أن يدفع له هذا المبلغ.
يحق لنا أن نفخر بهذه الجائزة أو الموقع الذي تبوأته الصحيفة على ما سبقها في الصدور من صحف، ليس من السهل أن يحقق الإنسان النجاح والنجاح له ضريبة وضريبة غالية، وأهم من كل ذلك كيف يظل المرء محافظاً على هذا النجاح، في ظل ظروف كثيرة تواجه الصحافة السودانية، أولها مشكلة مدخلات الطباعة من ورق وأحبار وبليتات، وغيرها من احتياجات العمل الصحفي، فكلها قد تهزم الصحيفة، والصحف إذا لم تتوفر بالصورة المطلوبة من حيث الأسعار المتصاعدة يومياً بسبب ارتفاع العملات الحرة، ولا يوجد حل لها إلاّ بتدخل الدولة، حتى يستقر سوق العمل الصحفي.. وكلنا يعلم أن هناك مطبوعات صحفية جيدة من حيث الشكل والمضمون، ولكنها لم تحتلّ مواقع متقدمة عند القارئ، وهذه إشكالية تحتاج إلى دراسة عميقة لمعرفة هذا السر.
ونسأل صحف جيدة أيضاً هزمت بواسطة الإعلان الحكومي، وهل الحكومة تدعم صحيفة إعلانياً دون الأخرى من حيث الرضا والقبول، أم أن هناك مناديب إعلان شطار يستطيعون أن يقنعوا الحكومة بمنحهم الإعلان، وهذه أيضاً تحتاج إلى دراسة. لأن الصحيفة الأقلّ انتشاراً قد لا تجد إعلاناً رغم أن لها مادة صحفية ممتازة.. هناك عوامل كثيرة تحتاج إلى الدراسة المتأنية لمعرفة نجاح وإخفاق الصحافة السودانية، عموماً نهنئ كل الزملاء بالصحيفة الذين ساعدوا على هذا التفوق والنجاح ونهنئ القارئ الذي أعطانا ثقته الكاملة.
لنتبوّأ هذا المركز.. ونهنئ الإخوة الزملاء في الصحف الأخرى التي احتلّت مراكز متقدمة في هذا التصنيف ونهنئ المجلس القومي للصحافة والمطبوعات رئيسه وأمينه العام، وكل العاملين الذين ظلوا لعام كامل يمحصون ويدققون ليخرج هذا التقرير بهذا المستوى الممتاز.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية