صلاح حبيب يكتب.. سفير فوق العادة!!
تتاح للصحفيين والإعلاميين فرص كبيرة للتعرف وخلق علاقات مع الوزراء والمسؤوليين والدبلوماسيين، بحكم تلك المهنة التي تتطلب خلق مثل تلك العلاقات. ولكن ربما لا تستمر تلك العلاقة مع الكثيريين منهم، فقد حبانى المولى بمعرفة الأخ السفير على بن حسن حمادي، سفير دولة قطر السابق وعميد السلك الدبلوماسى بالخرطوم، الذي اجتمعت فيه كل صفات الرجل الدبلوماسي الذي تنشده المهنة والحكومة، فقد خلق الحمادي أرضية صلبة من المعرفة مع معظم الأوساط السودانية من وزراء ومسؤوليين وصحفيين وإعلامييين ورجال طرق صوفية ومجتمع مدني.
كان الحمادي محبا للسودان بدرجة كبيرة وإستجلب العديد من المستثمريين القطريين للسودان، بل كان يدافع عنه ومن ينظر إلى الضفة الأخرى من نهر النيل الأزرق يجد العديد من المباني التي برزت للوجود الآن وأطلق عليها الديار القطرية فكانت الفكرة منه وتكللت مساعيه مع المسؤولييين في النظام السابق لتصبح مبانى قطرية في أرض سودانية، ولم تكون الديار وحدها بل سعى للإستثمار بماله فكان له ما يريد فالآن الحمادي ورغم مغادرته السودان منذ فترة بجسده ولكن عقله وفكره وإستثماراته موجودة بيننا، إن الدبلوماسية ليست وظيفة يقتات منها السفير وإنما علاقات إجتماعية يقيمها السيد السفير مع الدولة التى يعمل فيها، لذا فقد ظل الحمادي في حالة تحرك كبير بين أبناء الشعب السوداني يتعامل مع الكل بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع الوزير والصحفى والإعلامى والمسكين فهو رجل بسيط وهبة المولى عز وجل تلك الأريحية في التعامل مع كل الناس دون تمييز لشخص دون الآخر.
لقد إرتبطت بينى وسعادة السفير الحمادي علاقة لم تنقطع أبدا فظل في حالة تواصل عبر الرسائط ولا أظن إننى الوحيد الذي يتواصل معه الحمادي من ابناء السودان فالكل بالنسبة له أحبة وأخوان وأصدقاء، وكان دائما يقول لى تلك الكلمة نحن أخوان يا صلاح ما تقول كده، لقد نجحت دولة قطر في أن يكون لها سفير مثل الحمادي في السودان وكلنا يعرف ان السفير في الدولة المعنية قد تنتهي علاقته بالدولة وبشعبها ما ان يغادرها ولكن ما يميز الحمادي ان علاقته بالسودان لم تنقطع ابدا فظل فى حالة تواصل بين الاصدقاء والمسؤولين في كل المناسبات حتى لو كان هناك فرح أو كره حدث لأحد أصدقائه تجده يتصل مباشرة بين هذا الشخص لذا لم يكون الحمادي رجل عادي فقد وهبه المولى تلك الخاصية الإجتماعية لتستفيد دولة قطر منه في خلق هذا التواصل المجتمعي وربما تلك الخاصية لم تتوفر لدى العديد من السفراء القطريين الذين عملوا في السودان أو بقية أعضاء السلك الدبلوماسي الذين أمضوا عددا من السنيين بالسودان، لقد عرفت الحمادي تقريبا في العام 2002 تقريبا وظلت تلك العلاقة بيننا الى تلك اللحظة فقد عرفته رجلا يملك محبة لهذا الوطن وأنشا فيه المساجد وأقام العديد من المنشات الاستثمارية مما جعله كبيرا وسط كل الأوساط السودانية، فظل سفيرا فوق العادة بتمييزه الذي صنعه بنفسه فهنيئا له ولدولة قطر .