تقارير

(أبو حمد) .. رحلة إلى مدينة ترقد على أطنان الذهب..!!

عندما أعلنت حكومة الجنوب قرارها بوقف ضخ بترولها عبر الشمال، ظنت أن حكومة الشمال سوف تسقط في أي لحظة نظراً لاعتماد ميزانيتها بنسبة أكثر من (90%) عليه، ولكنها لم تعلم أن هناك مدبراً يستطيع أن يعطيك من خزائنه وأنت لا تدري.. لذا فقد تدفق الذهب الأصفر في كل مناطق السودان، ولا نستثني منطقة لم يتم فيها اكتشاف الذهب.
أمس الأول كنت في صحبة وزارة المعادن لزيارة منطقة أبو حمد التي اكتشف فيها الذهب بكميات كبيرة، وتحول إنسان المنطقة وكل الذين قصدوها إلى أثرياء.. كنت أنظر من نافذة الطائرة فشاهدت حفريات متعددة وخياماً منصوبة بمناطق عديدة قصدها (الدهابة).. وعندما هبطت بنا الطائرة بمنطقة (قبقبة) وجدنا حياة وخياماً منصوبة داخلها عدد كبير من الضيوف السودانيين والمغاربة و(الدلوكة) والأغاني الحماسية تشق عنان السماء.
المناسبة كانت الاحتفال بمناسبة الإنتاج التجريبي لشركة (مانوب)، وهو الاسم المشترك لشركة (مناجم) المغربية وشركة (ديباج) السودانية الشريك مع (مناجم).
وقد أعدت وزارة المعادن بالتنسيق مع (مناجم) بمنطقة (قبقبة)، احتفالاً لرئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لتدشين الإنتاج التجريبي من الذهب.. واصطف الجميع وجاء المشير “البشير” وبصحبته الفريق أول “بكري حسن صالح” وزير رئاسة الجمهورية والفريق “الهادي عبد الله” والي ولاية نهر النيل ووزير الصحة الاتحادي “بحر أبو قردة” و”أسامة عبد الله” وزير تنمية الموارد والكهرباء.. بجانب عدد كبير من الضيوف من السودان ومن المغرب على رأسهم سفير المغرب “ماء العينين”.
وصافح الرئيس “البشير” كل المصطفين ومن ثم أعلن عن تدشين الإنتاج وطاف بموقع المنجم.
وتحدث في بداية الاحتفال مدير شركة مناجم “عبد العزيز أبارو” عن الشراكة بين مناجم والشركة السودانية.. معتبراً أن شركة “مناجم” تعتبر الرائدة في مجال التعدين بالمغرب ولها تاريخ يمتد لثمانين عاماً في صناعة التعدين، مؤكداً أنها ستقوم بنقل تجاربها للسودان، وقال إن الشركة سوف تساهم في تقديم الخدمات لمواطني المنطقة خاصة خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطنون، وعاهد الجميع على مواصلة تقديم العطاء في المواقع كافة، التي تتبع للشركة.
كما تحدث السفير المغربي “ماء العينين” مشيداً بالعلاقات المتطورة بين السودان والمغرب، وقال إن هناك تسعاً وعشرين اتفاقية موقعة بين البلدين من بينها اتفاقية التنقيب عن الذهب.
وأكد أن مبادرات المشير “البشير” كلها كانت تهدف لتشجيع الاستثمار بالسودان، كما وجه برعايتها جلالة “محمد السادس” ملك المملكة المغربية حتى تكون الشراكة إستراتيجية بين البلدين.
ومن ثم تحدث الأستاذ “كمال عبد اللطيف” ويزر المعادن، قال إن وزارة المعادن إذ تسعى للقيام بما أوكل إليها من اختصاصات ووفاء وتحقيقاً لطموحات وأحلام هذه الأمة، فقد ابتدرت تنفيذ خطتها عبر عدد من المسارات أولها دعم وتطوير التعدين التقليدي وتقديم الخدمات الضرورية بمناطقه في أكثر من (106) مواقع بالولايات، كما تم ضبط وتنظيم التعدين التقليدي، وتنظيم الأسواق والاهتمام بجانب البيئة والصحة الأمنية، وسعت الوزارة لتوفير معدات معالجة وتركيز واستخلاص الذهب وترويجها للمعدنين لزيادة الإنتاج وتوفير الجهد والزمن وإيقاف استخدام الزئبق).
وقال السيد الوزير وهو يتحدث عن المسار الثاني إن التعدين بواسطة الشركات قد وصل إلى (91) شركة في مختلف أنواع المعادن، وقد وصلت منها اثنتا عشرة شركة مرحلة الإنتاج في معدن الذهب وتمكنت الشركات من تحديد احتياطات أولية ومبدئية للمعادن في مواقعها بما جملته ألف طن، ويتوقع أن يتضاعف الرقم إلى عدة أضعاف. وفي المسار الثالث قال السيد الوزير إن الوزارة شرعت في استخدام وسائل التقانة والتصوير الجوي والأقمار الصناعية، وقال: (إننا نعلن اليوم عن انطلاقة مشروع “البشير” لاستكشاف المعادن في السودان، واعتمدت مساحة تفوق المليون وثلاثمائة ألف كلم مربع كموقع تجري فيه عمليات التقصي المعدني والبحث) وقال إن الخارطة المعدنية للسودان أثبتت وجود أكثر من (800) موقع لأكثر من عشرين معدناً، وتقرر تخطيط (167) مربعاً لإنتاج معادن الذهب والحديد والنحاس والكروم والمنجنيز.
وفي المسار الرابع قال السيد الوزير إن خدمات التعدين وتوطين الصناعات المتعلقة به التي من المؤمل أن تحقق عوائد تقارب عوائد التعدين نفسه من خلال إعلان افتتاح مصفاة السودان للذهب وإنشاء معامل للفحص والاختبار ومراكز تحليل العينات ووحدات المعالجة.
وقال السيد الوزير إن إنتاج باكورة منجم (قبقبة) هو مسيرة شراكة ذكية بين حكومة السودان وشركة مناجم العالمية وتأكد وجود (66) طناًَ من الذهب، وأشارت الدراسات الأولية إلى وجود احتياطي قدره (250) طناً من الذهب بقيمة (12.5) مليار دولار. وقال السيد الوزير إنه يتوقع مع بداية الإنتاج أن تنفذ الشركة خطة طموحة لتنمية المجتمع بمنطقة المنجم كما قامت الشركة بأعمال صحية متعددة وأنشأت مخيمات علاجية ومدرسة أساس كما عملت على تكريم المتفوقين من طلاب المنطقة في امتحانات شهادتي الأساس والثانوي.
وقال السيد الوزير إن الاحتفال بتدشين الإنتاج بمنجم (قبقبة) سيكون دافعاً لزيادة الإنتاج من المعادن من خلال تنظيم التعدين التقليدي ودخول شركات أخرى إلى دائرة الإنتاج، وقال إن مشروع توسعة نشاط شركة أرياب للتعدين تقدر تكلفته بـ (195) مليون دولار ومشروع المرحلة الثانية لاستخلاص النحاس بتكلفة قدرها (320) مليون دولار، ويتوقع أن يحقق عائدات في حدود عشرة مليارات دولار ومشروع تطوير التعدين التقليدي وزيادة الإنتاج ليصل خلال الثلاث سنوات القادمة إلى (150) طناً وعائدات في حدود ثمانية مليارات دولار ومشروع إنشاء المركز الإقليمي لأبحاث ودراسات المعادن بتكلفة خمسة ملايين دولار.
وقال السيد الوزير إن وزارته وهي تسهر على أمر تنمية الثروة المعدنية إنما تدرك أن إنسان السودان هو الثروة الأولى وقال: (إن طموحاتنا في قطاع التعدين لن تنتهي).
وعبر السيد الوزير في ختام خطابه عن شكره إلى كل العاملين في قطاع التعدين بالسودان وإلى الذين يفترشون الأرض في كل مواقع التعدين التقليدي بحثاً عن زيادة الإنتاج، وخص بالشكر شركة مناجم العالمية التي أثبتت كفاءة عالية ونادرة لتصبح شركة (مانوب) بوادي (قبقبة) أكبر شركة لإنتاج الذهب.
والتقت (المجهر) بالدكتور “أبوبكر مصطفى” رئيس مجلس إدارة شركة (مانوب) السودانية الذي قال في حديثه إن شركة (قاردين ديباج) السودانية هي الشريك المحلي مع شركة مناجم المغربية، قال: (نحن شركاء معهم في مشروع السودان وإثيوبيا ومن خلال تلك الشراكة تم تكوين شركة مناجم العالمية)، وقال إن شركة مناجم لها ثلاثة بلوكات في السودان (24)، (15) ،و(9) وهي من أكبر المجموعات بالسودان.
واضاف: لقد أثبتت التجارب الأولية لمشروع وادي قبقبة نتائج ممتازة ويتوقع أن تتم التوسعة في عام 2014م وقال إنه يتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى ثلاثة أطنان إلى أن يصل إلى اثني عشر طناً وتقدر الكمية بأربعة ملايين وقية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية