ولنا رأي

هل إستنفد برنامج أغاني وأغاني أغراضه؟!

منذ أن أنطلق برنامج أغاني وأغاني في السنوات الماضية تحت إشراف الأستاذ الشفيع والأستاذ حسن فضل المولى وتقديم الهرم الإعلامي السر حسن قدور كان من البرامج الرمضانية التي تحرص كل الأسر على متابعته بلهفة شديدة نظرا للطريقة التي يقدمها الأستاذ السر وللمعلومات التي كان يزود بها المشاهدين إضافة إلى العناية الفائقة التي كان بتم بها إختيار الفنانيين وهم كانوا من فناني الصف الأول جمال فرفور وعصام محمد نور وعاصم البنا وغيرهم من الفنانيين الذين نحتوا أسمهم في عالم الغناء السوداني فظل البرنامج في المقدمة طوال تلك الفترة الا أن ما يلاحظ فى هذا العام فانه قد تراجع كثيرا فلم يعود البرنامج ذو بريق كعادته وحتى الفنانيين القدامى لم يبقى منهم الا عاصم البنا فغادر فرفور وعصام حلبة المنافسة وحل محلهم هدى عربى وإنصاف فتحى ومكارم بشير وهؤلاء كانوا فعلا إضافة للبرنامج.
اما اللاعبين الجدد فاصبحوا كتمرين في لعبة كرة القدم غاب الاساسيين فاشركوا أى لاعب جاء إلى الميدان ولذلك فقد البرنامج لونه وطعمه وبريقه وهرب المشاهدين إلى قناتى الهلال والخرطوم فهما قدمتا هذا العام إضافة الى البرامج الغنائية أشبه بالتى كانت تقمها قناة النيل الأزرق فظهرت مواهب وفنانيين جدد أصبحوا إضافة في فن الغناء السوداني مثل نجل الراحل محمد أحمد عوض الشاب احمد الذي ظهر بصورة أفضل من الذين قدمهم الأستاذ السر قدور في برنامجه أغاني وأغاني فالغناء الذي تعب من أجله قدامى الفنانيين وقدموا لنا أجود الأعمال الغنائية أفسدها هذا الجيل فالحلقات التي قدمها برنامج أغاني وأغاني عن الراحل صلاح ابن البادية لم يستطيع فنان واحد أن يؤديها بالصورة التي كان يقدمها بها ابن البادية حتى حفيده لم يتمكن من تقديم أغاني جده بالصورة التي ظلت محفورة في ذاكرة المشاهدين فتم تشويه كل الاغانى التي قدمت في البرنامج فاستاذنا السر قدور وهو يعلم كيف تتم الحان تلك الاغانى والمعاناة التي يلقاها الفنان في تلحين الأغنية.
ان فنانى هذا العام أفسدوا الكثير من الأغاني ففنانى العصر الذهبى لن يتكرروا ومن المفترض من هذا الجيل ان لم يستطيع الأداء بنفس الصورة التي رسخت في الأذهان فعليه ان يبتعد عن الأداء حتى لايشوه عملا فنيا ظل لعشرات السنيين خالدا في ذاكرة الأمة.
لقد انهى الاستاذ السر قدور تاريخه الفني وختم حياته باسوا حلقات لهذا العام في برنامجه أغناني وأغاني الذي حفر الصخر لياتى به، عموما فالاستاذ السر يجب أن يعلم ان المجاملات في الفن لن تصنع فنانا مهما أعطى هذا الوافد الى هذه الساحة بدون اسلحة ولا صوت غنائي فكثير من مؤدى الغناء فى برنامج اغاني واغاني عليهم ان يبحثوا لهم عن مهنة اخرى.. فالعالم العربى والأوربى لن يقدم فنانا ما لم يكون مكتمل الأدوات والعناصر ففي السودان الآن آلاف من المغنيين ولكن للأسف عابشين على عرق وتعب الجيل السابق من الفنانيين الذين عاشوا ظروفا صعبة حتى قدموا لنا هذا الفن الراقي الذي نفخر به فنأمل من هذا الجيل الا يشوهوا الصورة المحفورة في الذاكرة وان يقدموا أعمالهم إن كانت لهم أعمال تذكر بدلا من أن يعيشوا على تاريخ الفن السوداني وارثه الذي ظللنا نستمتع به وسنظل نستمتع به فمن لم تكون له الكفاءة في الصوت والأداء لأعمال أولئك الفنانيين من امثال عثمان حسين وسيد خليفة وأحمد المصطفى وكابلى وأحمد الجابرى وغيرهم من الأسماء التي لمعت في سماء الغناء السوداني وعلى الاستاذ السر قدور أن يعلن بأن حلقات هذا العام هى آخر حلقات أغاني وأغاني لأنها إستنفدت أغراضها ولن يكون لديه جديد ليقدمه العام القادم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية