عز الكلام

مواكب النساء ضد الغلاء

ام وضاح

أستوعب وأتفهم وأجد العذر والمبرر لأي شخص يحاول أن يشكك أو يقلل من شأن موكب أو مظاهرة من تلك التي أصبحنا نشاهدها بانتظام في الفترات الأخيرة، ومعظمها إن لم تكن جميعها غير مبرأة من الأهداف والأغراض والأجندة السياسية، والمواكب التي تدعو لها (قحت) وصفحات تجمع المهنيين هي محاولات ومناورات سياسيه حتى لا تفقد الحكومة أراضيها، وتظل (مكنكشة) في دفة الحكم، والمواكب التي يدعو لها الزواحف ومؤيدو النظام السابق هي أيضاً منغمسة حتى أذنيها في مياه السياسة، ولا تخرج من أجندة سياسية ورغبة واضحة غير مكبوتة في أن تتمادى (قحت) في فشلها، وبالتالي يكسب أنصار النظام السابق سياسياً، ولم تفارقهم رغبة العودة في الحكم مرة أخرى إن استطاعوا إلى ذلك سيبلاً، لكنني لا أقبل ولا أستوعب أو أتفهم محاولات البعض التشكيك والتقليل من موكب كالذي خرج بالأمس تقوده وتحركه نساء سودانيات حرائر (واطئات الجمرة) هن أمهات وأخوات وبنات وربات منازل ينادين الحكومة برفع الغلاء ومراعاة أوجاع الأسر في ظل فقر مدقع وشظف عيش غير مسبوق، أقول إنني لا أقبل التشكيك في نوايا الموكب، لأن الرسالة والهدف منه واضحين وضوح الشمس، وهي الآن هم كل بيت سوداني وأسرة سودانية وهي المعايش الجبارة والغلابة التي جعلت حياه الناس خالية من ملامح الجمال وراحة البال، وهي معاناة تعيشها وتعرف تفاصيلها وتكتوي بنيرانها أكثر النساء اللائي أصبحن يقاتلن في كل الاتجاهات، وما أقسى من شعور أم تشاهد صغارها ينامون بلا حليب ولا لقمة عشاء، لذلك، وبدلاً من أن يحاول مناصرو الحكومة التقليل من الموكب والتشكيك في نواياه، عليهم أن يعترفوا بأن حكومة “حمدوك” فشلت في أهم وأخطر ملف، وهو ملف المعيشة، وهذه الثورة في الأصل ثورة غاضبين على انعدام الخبز في عطبرة والدمارين انتقلت جذوتها إلى الخرطوم، وتحولت إلى بركان اقتلع النظام من جذوره، طيب يا جماعة الخير إذا كانت هذه الثورة قامت من أجل حياة كريمة للإنسان السوداني، ومن أجل أن يعيش ولو قدراً قليلاً من الوفرة والعدالة الاجتماعية، كيف يستقيم منطقاً أن نقبل بفشل الحكومة وفشل سياساتها الاقتصادية ده إذا عندها سياسات من أصله؟ لأن حالة التخبط والضياع أصبحت واضحة وغير خافية على أحد، ورغم ذلك لا زال هناك من يحاول أن ينكر الحقائق، ويلتف على الواقع، ويغبش الأزمات ولا يعترف بها، طيب خليتوا شنو لبعض مناصري الإنقاذ في أيامها الأخيرة الجابوا خبرها ولحقوها (أمات طه)؟
الدائرة أقوله إن الضبابية وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمواطن السوداني هي واحدة من أسباب انعدام الثقة في (قحت) والإحساس الذي يشعر به الشارع من خذلان في كل الملفات ومن بينها ملف السلام الذي تأخر توقيعه، وهو ملف تعقد عليه الآمال في أن تخرج بلادنا من هذه الحفرة، كلها أسباب تجعل (قحت) تفقد أراضيها كل صباح، وأنصارها في غيهم يعمهون.
يا سادة المواطن السوداني ما عنده شغلة يحكمه منو، المهم عنده من يحكمه يحكمه كيف؟ المواطن يريد الحاكم الذي ينهي معاناة الصفوف ومعاناة الحصول على الكساء والدواء والمسكن، هذه هي المعطيات التي تطمئن المواطن بأن حكومته ماشة في الطريق الصحيح، مش بطولات مسلسل قلع الأراضي منتصف الليل، وهي فورات (أندروس) لا تمثل دفوعات منطقية لفشل الحكومة التي تلف كل صباح حبل المشنقة حول رقبتها بمواقفها المهزوزة غير واضحة المعالم.. والله غالب
كلمة عزيزة
في حديث عبر اللقاء التلفزيوني مع الأستاذ “عثمان ميرغني” قال رئيس الوزراء “حمدوك” إنه سيكوِّن لجنة للتحقيق في موضوع شركة (الفاخر)، ومن ديك وعيييييك لم نسمع خبراً ولا جديداً.. الحاصل شنو معاليك؟
كلمة أعز
الست وزيرة الرعاية الاجتماعية.. ما هي خطة الوزارة تجاه الأسر الفقيرة جداً لمواجهة شهر رمضان، هو سؤال ظل نكرره دون أن نجد إجابة. فيا ست “لينا” بالله عبرينا وفهمينا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية