فنجان الصباح - احمد عبد الوهاب

العد التنازلي لتفكيك لجنة التفكيك الانتقامية!!

أحمد عبدالوهاب

على خطى حملات الدفتردار الانتقامية قبل مائتي عام، تمضي حملات لجنة تفكيك التمكين الإنقاذي مظفرة في فشلها.
إلى منبر سونا تداعى نفر من أفراد اللجنة الكرام، مابين معمم ومكمم، ومن لبس البدلة الإفرنجية أو من تزيأ بالجلابية، في نحو التاسعة مساء (الجمعة) جاءوا على عجلة من أمرهم.. لكأنما يستبقون جائحة سياسية.. أو مغامرة عسكرية.. وقد قالوها قبل أيام بأن أنصار المخلوع يعدون لانقلاب عسكري في ذكرى سقوطهم .. كذبة وحدهم من أطلقوها. ووحدهم من صدقوها.. وجاءت مسيرة (الخميس) العفوية الهادرة، لتجفف الريق في حلق الحكومة، وتطرد لذيذ النوم من عيون أنصارها.. وهكذا وفي خبط عشواء واحتطاب ليل جاءتنا لجنة التفكيك بوجبة انتقامية جديدة.. ولكن الجديد فيها أنها كانت عبر طبخة سيئة ونيئة، وعلى طريقة القطر قام.. وإذا الحلة طبخت على عجل.. فاعلم أن وراءها سببين.. قلة الخبرة وسوء الاستعداد.. أو قلة المواد.. وهما عين الذي وقعت فيه لجنة التفكيك في ليلة (السبت).. قام الدفتردار السوداني بحملته الانتقامية ف(شلع) منظمة إسلامية دولية، وصادر ممتلكاتها.. ولم يبق أمامه سوى أن يدق الجرس لدلالة لم يحلم بمثلها نظام مايو في نسخته الحمراء.. ومن لم يعش في زمان الهمباتة البسطاء فما عليه سوى أن يشاهد مقاطع مصورة من منبر همباتة السياسة الجدد.. لقد مضت اللجنة سادرة في غيها، فصادرت بجرة قلم في عهد العدالة واستقلال القضاء مئات قطع الأراضي السكنية والتي تعود لوزير إنقاذي سابق وواليين سابقين للخرطوم، حسب زعم اللجنة.. وتم التشهير بهم من خلال شاشات الفضائيات ونشرات الأخبار وعناوين صحف الخرطوم وسارت بذكرهم الركبان.
إن ما يهمني من كل هذه الزوبعة الهوجاء، هو قرار تصفية منظمة الدعوة الإسلامية.. مع أن للمنظمة على السودان كدولة مقر، حق الإجارة والحماية.. وبالقانون.. وأما أراضي “علي كرتي” وغيره، فالقانون وحده كفيل بنزعها أو إرجاعها.. ولا علاقة لنا بها.. فنحن قبل “عرمان” كل أحلامنا وآمالنا قطاع عام.
لقد ورطت لجنة التفكيك نفسها في أرض موحلة ولزجة وزلقة.. ولن تخرج منها سالمة، وأدخلت اللجنة نفسها في مأزق حقيقي.. وفي هكذا حقل ألغام فإن التقدم للإمام، لا يقل خطورة ووعورة عن التقهقر للخلف..
في قرارات ليلة (السبت) كانت ردة الفعل الهوجاء، واللهفة والتسرع في إعلانها، يفضح رعب السادة القحتاويين من موكب (الخميس) التلقائي السلمي، ومع ذلك زلزل الأرض تحت كراسي الحكومة وأقدام الحاضنة.. فكان هذا الحصاد الضحل، والطبخة الرديئة والشغل الفطير.. لا يمكنك دغدغة من طحنهم غول الغلاء بمصادرة ممتلكات منظمة دولية.. إن الجوع الذي كان يطمع أن تتحول من أجله سيارات الانفنيتي الفاخرة إلى سندوتش فول وفلافل.. لن يصدق أصحابه أن يتحول إلى بوش من أراضي منظمة الدعوة الإسلامية.
لا شيء أعمق في الدلالة من فشل حكومة “حمدوك”، من أداء هذه اللجنة الانتقامية، وهو فشل لا حاجة لأحد معه إلى إشعال مصباح.
في ذكرى ثورة الشباب المسروقة، تتعهد لجنة التفكيك بإهداء حكومتها، سوء الخاتمة السياسية وتفكك نفسها، وتنعى حكومتها وتطلق النار على رجليها.. إنني أتمنى على حكومة “حمدوك” أن تأخذ لنفسها صورة (سيلفي) لعرض أكتافها، وتهديها للشعب المطحون وللشباب المغبون.. وترحل.
فما رأيناه من أداء سياسي مهزول، وشغل قانوني معطوب كفيل بإطلاق ثورة جياع كالسباع، تجعل من كوبر ملتقى أحبة أعداء جدد.
وكوبر هو مصيبة من المصائب السودانية، اللاتي تجمعن المصابينا..
عندما أمر الحجاج بقتل التابعي الزاهد الصالح “سعيد بن جبير” سمعه الحجاج يدعو ويقول خذها مني: (اللهم لا تسلطه على رجل بعدي يقتله) ..
ونحن ندعو بدعائه لتفكيك لجنة التفكيك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية