ولنا رأي

الحارة التاسعة وعصابات النيقرز!!

وزير الداخلية “إبراهيم محمود حامد” قال في مؤتمر إذاعي الجمعة أمس الأول، إن عصابات النيقرز جاءت البلاد مع اتفاقية السلام 2005م.
حديث السيد الوزير يؤكد أن هناك عصابات منفلتة تستهدف المواطنين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت تلك العصابات قد جاءت قبل ثماني سنوات، ألم تجد الوزارة وسيلة للقضاء عليها قبل أن يستفحل أمرها ويتزايد عددها من منطقة إلى أخرى؟، لقد شكا المواطنون من قسوة تلك العصابات التي استهدفت المواطنين في مالهم وعرضهم، بل كانت قاسية في تعاملها مع المواطنين، إذ أنها تستخدم آلات حادة كالسكاكين والسواطير وغيرهما من الآلات التي تفتك بالمواطن الأعزل الذي تفاجئه وتباغته دون أن يشعر، ومن ثم تنهب ما لديه من مال أو غيره، وأحياناً تسبب له الأذى إذا لم تجد ما تسلبه.
لقد ظننت أن تلك العصابات تستهدف المناطق الطرفية كـ(الحاج يوسف) التي ظهرت فيها بكثرة وفي أماكن متفرقة، ما كنت أعرف أن جزءاً من تلك العصابة أو شبيهاً لها سيكون في أعرق المناطق.
لقد فزعت عندما وقف رجل عقب صلاة الصبح أمس بالثورة الحارة التاسعة، وهي من أجمل المناطق الشعبية إذا صح التعبير أن نطلق عليها هذا الاسم بعد أن ظهرت مناطق جديدة بمنطقة الثورات كالواحة شرق وغرب ومدينة النيل وغيرها من المناطق التي تتمتع بالجمال ويتمتع أهلها بالمال والجاه، فالحارة التاسعة في وقت ما كانت من المناطق التي يشار لها بالبنان لترطيب أهلها مالاً وجاهاً وسلطة، إذ أن معظم سكانها ينتسبون إلى الجبهة الإسلامية القومية سابقاً. لقد فزعت من حديث الرجل حينما حذر المواطنين من تلك العصابات التي اتخذت من ثلاثة ميادين بالحارة مقراً لارتكاب جرائمها مع المارة خاصة كبار السن، قال الرجل إن تلك عصابات منفلتة وشباب (صعاليك) حسب وصفه، يحاولون ضرب كبار السن وأخذ ما معهم من مال أو موبايل بعد أن (يلكزه) أحدهم بكتفه فيسقط على الأرض ومن ثم تجريده كل ما يملك، إن كان معه مال أو موبايل، مستخدمين النقود في تعاطي المخدرات والسجائر. هذه هي عبارات الرجل الشيخ المهموم بالحارة وبأهلها وباجتماعياتها، دائماً يقف مطالباً الذهاب لتشييع أحد عمار المسجد الذي انتقل إلى جوار ربه، لكن هذه المرة كان حديثاً يدخل في النفس الفزع والخوف، كيف إذا كانت تلك الحارة من أجمل الحارات وأبهاها وأنضرها، يتمتع سكانها بخشية الله والخوف من عقابه، هل يعقل أن يكون من بين أولئك المنفلتين أحد أبناء أولئك الزهاد العباد؟
حقيقة أصبت بصدمة كبيرة إن كان أولئك المنفلتون من أبناء هذا الحي العريق، الذي لا يجد أحد مكاناً في الصف الأول بالمسجد إذا لم يأتِ قبل الأذان الثاني، والحارة التاسعة تجد بين كل مسجد ومسجد مسجد، هذا يعني أنها حارة مليئة بالمساجد، وتعد حارة العُباد الزهاد، فلا يعقل أن يكون أولئك المنفلتون من أبنائها.
الشيخ قال إن أولئك يمارسون جريمتهم بعد صلاة العشاء، وهذا يعني أنهم يقصدون كبار السن، لكن نسأل أين دور بسط الأمن الشامل الذي يقع على مقربة من تلك الميادين التي يتربص بها أولئك الشباب؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية