عز الكلام

كله هايص ولايص في الهجايص!

ام وضاح

رغم أننا نعيش وقتاً بالغ الخطورة والحرج، وهو وقت يحتاج إلى تضافر جهود الدولة الرسمية والشعبية، وهي أيضاً فرصه سانحة لتفعيل دور الإعلام بمختلف مواعينه، وعودته إلى المشاركة في الهم الوطني والتحدي الأكبر في توعية المواطن السوداني من وباء (الكورونا)، ولما أقول المواطن السوداني فأنا لا أقصد فقط سكان الخرطوم وحواضر الولايات، ولكني أقصد الغبش البسطاء في أطراف القرى و(الحَلَّال) في الولايات البعيدة، وبعضهم ربما لا يكون حتى الآن سمع بالصين نفسها، خليك من (الكورونا)، في ظل هذا الوضع المأزوم يصر وزير الصحة دكتور “أكرم” أن يبدد أموالاً ضخمة وغالية أولى بها خدمات الصحة من أجهزة تنفس وكمامات ومحاليل وقاية وتعقيم وإسعاف للمحاجر الصحية من تبديدها في إنشاء ما سمَّاه منصة إعلامية خاصة بوزارة الصحة، لمواجهة وباء (الكورونا)، ويلغي بذلك الأخ أكرم تماما دور أجهزة الإعلام الرسمية التي كان يمكن أن تقوم بإنتاج هذا العمل من تصوير ومونتاج وترويج (بلوشي) ومن غير قرش واحد، وتوجه هذه الأموال إلى الحقل الصحي المؤزَّم الميت سريرياً وأكرم حر يعمل (العايز) يعمله، لكن أن يوافق الأخ “فيصل محمد صالح” وزير الإعلام على هذا التهميش لأجهزة إعلام الدولة الرسمية، وتهميش الإعلاميين الشغلتهم الإعلام وعارفين بشتغلووها كيف، ويشتغلها بالنيابة عنهم دكاترة وصيادلة، نفسي أعرف (ما لم ومال الإعلام) ومكانهم أن يكونوا في المستشفيات مناطق الحجر الصحي فهو أمر مرفوض، لكنه المنطق المقلوب في هذه الحكومة العجيبة التي يمارس بعض المؤيدين لها أسوأ أنواع التنكيل والإساءة الشخصية والاتهامات لأي قلم وطني حر يوجه لها انتقاداً و(تبقى كوز وابن ستين كلب) لو انتقدت “حمدوك” أو واحداً من وزرائه الميامين، لأقول لهم يا سادة لن تخفينا هذه الأساليب، ولن تكسر أقلامنا ولن نطبل لأحد على حساب شعبنا المكلوم، ولأقول لأكرم هذا إن الأموال التي تبرعت بها الرأسمالية الوطنية السودانية المحترمة قبل أيام في قاعة الصداقة، كانت من أجل توفير الدواء وأجهزة التنفس، وكل المعينات اللازمة لمواجهة هذا الوباء الكبير، وليس لإنشاء استديو إعلامي لا أدري حتقولوا فيه شنو وتبثو شنو؟ ونكاد نكون الأسوأ في العالم في التدابير الملموسة على مستوى الشارع لمواجهة المرض، شنو البخلي هذه الأموال المخصصة للمكافحة تتوجه إلى إنشاء قناة فضائية، والحكومة والوزارة تملك الفضائية السودانية وتملك الإذاعة القومية بأذرعها المختلفة وجميعها تستطيع أن تلعب دور التوعية، وتستطيع أن تصل للمزارع وللراعي ولسائق التاكسي، وللمرأة في (التكل)؟ ياخي بطلوا شغل اللخبطة البتعملوا فيه ده وأتركوا المواعين الإعلامية المتخصصة تقوم بشغلها، واتركوا الأطباء يتفرغوا لدرء واحدة من أكبر الكوارث التي تهدد الإنسانية ويا أخي “فيصل” ما يحدث يجب أن لا تقبله أو توافق عليه وهذا تدخل واضح في اختصاصات هي من صميم وزارتك والآن فعلياً الأجهزة القومية لا علاقة لها بحملة (الكورونا) وما يقوم به معظمنا هو اجتهادات شخصية، فإن كانت كل وزارة حتخلي شغلها وتعمل ليها قناة فضائية بداخلها، فما الضرورة لوجود الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وما الضرورة لوجود وزارة للإعلام وما الضرورة لوجودك أنت شخصياً؟
كلمة عزيزة
لن نتقدم خطوة ولن تنجح هذه الثورة، طالما أنه لازال الموظفون في مكان عملهم يفتوا البوش ويفطروا ساعتين ويشربوا الشاي في ساعة، و(يخمسوا) السيجارة في نص ساعة، نحن نحتاج لثوره في المفاهيم، وثورة وعي وثورة ضد الفوضى وثورة ضد موت القلوب والضمائر.
كلمة أعز
سيدي وزير الصحة هل الأسلم والأوفق أن تكون هناك غرفة طوارئ إعلامية من جميع الأجهزة داخل وزارة الصحة؟ أم قناة فضائية في دار الأطباء شارع النيل من دكاترة عايزين يبقوا إعلاميين؟ … الله غالب

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية