عز الكلام

إذا الموظف سئل بأي ذنب فُصل؟

ام وضاح

أرجو أن تكون الإعفاءات الأخيرة التي طالت بعض أعضاء قوى الحرية والتغيير من مناصبهم، أرجو أن تكون بداية مراجعة حقيقية، وعودة للدرب الصحيح، وليست محاصصات داخلية ومكايدات لم تنجُ منها أطراف القوى المتصارعة في (قحت). ودعوني أقول إن قوى الحرية والتغيير ستكتشف قريباً أنها قد ارتكبت خطأ ليس في حق الوطن فقط، ولكن في حق نفسها، أن عينت أشخاصاً من باب التسكين الحزبي والأيديولوجي، ونهت عن خلق وأتت بأسوأ منه، وقد ظلت واحدة من الأخطاء التي ارتكبتها الإنقاذ في سنواتها الأخيرة جنوحها للتمكين لتأتي (قحت)، وتبدأ سنواتها الأولى بالتسكين في ازدواجية غريبة في المبادئ، والمضحك المبكي أن لجنة إزالة التمكين التي أغمدت سيفها في رقاب كثير من الكفاءات السودانية البارزة التي حققت نجاحات مشهودة، ولم يعرف عنها فساد أو محسوبية، ومثال على ذلك مدير بنك المزارع السابق الأخ “سليمان هاشم محمد توم” الرجل الكفء النزيه المحترم والناجح الذي شهد عهده نجاحات غير مسبوقة، الذي كانت كل جريرته أنه محسوب على الإسلاميين، طيب لما هو محسوب على الإسلاميين ما انت يا “صلاح مناع” محسوب على حزب الأمة، ويا “محمد الفكي” أنت محسوب على الاتحاديين، وتمشوا بعيد ليه وكل وزراء الحكومة جايين محمولين على أكتاف الحزبية، ووزير الماليه حزب أمة، ووزير الأوقاف حزب أمة، وزيرة الشباب جمهورية الفكر والعقيدة، و”حمدوك” ذاته يساري الهوى، طيب المشكله شنو يكون إسلامي ونضيف؟، وهذا أدعى أن يُحرص عليه لأنه لم يستغل انتماءه الفكري أو الحزبي، ويغرف من بحر الفساد وده معناه أنه رجل شفيف ووطني، وخائف ربه، وكل الأبواب كانت أمامه مفتوحة أن يفسد مع المفسدين، وبالتالي إن مبرر إقصاء الكفاءات بحجة ولائها الحزبي، هذه جريمة ترتكب في حق الوطن، وتفقده صباح مساء العشرات إن لم يكن المئات من الصالحين والخبرات والكفاءات.
أقول هذا الحديث، وأحاول أن أحسن الظن بقوى الحرية والتغيير، وأحسب أنها بدأت في مراجعة لأخطاء كثيرة ارتكبت الشهور الماضية، لكن إن كان إعفاء المعفيين هو في إطار الخصومة داخل (قحت) نفسها والضرب تحت الحزام والتصفية السياسية، فإنها تصبح كارثة، وعلى البلد السلام، ونفقد آخر عشمنا في أن تفيق (قحت) من غيبوبتها، وتدرك أنها لم تفِ بالعهد، وأنها كانت أقل من طموحات أهل السودان، وأنها خزلت آمالهم وأحلامهم، وبدت مسعورة على السلطة وجائعة على الثروة ونهمة ومتسابقة للتمكين وإقصاء الآخر في أكبر مجزرة ارتكبت على مستوى الخدمة المدنية للأسف ظلمت كثيرين ليس لهم من جريرة سوى أنهم ملتزمون تنظيمياً للمؤتمر الوطني وللحركة الإسلامية التي كان فيها شخوص أكثر معارضة من كثير من المعارضين، وبعضهم أشرس منهم في مفرداته وعباراته الناقدة والرافضة للظلم والفساد، لكن لم يسمع أحد نصيحتهم، ومن رفض النصيحه مؤكد يندب حظه الآن ويقول يا ليتني سمعت واستجبت، لكنه غرور السلطة وبهرجة الكرسي وزخم الموالين من حارقي البخور الذين يعتمون الصورة على الحاكم، ويغبشون له الواقع ويخلو (شوفو طشاش) حتى يصحو على أصوات هدير الجماهير الرافضة التي تقتلعه في رمشة عين.
كلمة عزيزة
إذا صح أن هناك من أفسد وسرق في الحكومة الحالية، وتمت (غتغتة) الموضوع ودمدمته بدون تقديمه لمحاكمة ومحاسبة فتبقى مصيبة كبيرة، وما نسمع زول تاني (يفتح خشمه) ويتكلم عن فساد المؤتمر الوطني، وسرقة بعض منسوبيه لأموال الشعب، ويبقى محل هذه الحكومة ومصيرها كوبر (برضو) وبأمر الشعب.
كلمة أعز
قلبي على هذا الوطن سيئ الحظ، وقلبي على شعب أغلبه عمالقة، قدره أن يقوده كثير من الأقزام… والله غالب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية