عز الكلام

الني للنار!!

أم وضاح

ليس كافياً أن تعدل الحكومة ثلاث حقائب وزارية، لأن الفشل كان للأسف، حليف جميع الحقائب بلا استثناء، بدليل أن رئيس الوزراء مكتف والحكومة مكتفة والبلد كلها مكتفة بلا حراك ولا فاعلية ولا تجانس، مع كثير من الرتابة، ما كان أحد يتوقع أن تكون هي طابع حكومة الثورة التي جاءت تحميها الشرعية الثورية ويحميها الشارع، ولعلها كانت الحكومة الأوفر حظاً في أن تجد سنداً شعبياً رهيباً لم يتوفر لغيرها من الحكومات على مر التاريخ، لكن للأسف هذه الجماهير خذلها تشكيل الحكومة المتواضع وخذلها الفشل وحالة التكلس والعسم التي أصابتها ولم تنجح في أن تضع خارطة طريق أو حتى تفتح أياً من النوافذ المغلقة التي تحجب ضوء الشمس، وبالتالي يصبح الاعتراف بالخطأ بطريقة التجزئة هذه لا ينفع وعلى معالي رئيس الوزراء أن يقيل هذه الحكومة التي منحت وقت كافٍ لتثبت أنها جديرة بقيادة الفترة الانتقالية ولم تنجح في المهمة وذات الإرادة والحسم التي تدفع “حمدوك” لاتخاذ قرارات الإعفاء والتعيين، يجب أن تدفعه للاعتراف بسلبية وزرائه دون استثناء، وبالمناسبة دعوني أتوقف في مسألة الإعفاءات التي طالت عدداً كبيراً جداً من قيادات المؤسسات وآخرها التغيير الكبير الذي أطاح بمحافظ البنك المركزي، دعوني أقول إننا إطلاقاً لسنا ضد التغيير إن كان بغرض المصلحة وليس التسكين بديل التمكين، لكن للأسف كل الشواهد والمعطيات تؤكد أنه تغيير من أجل التسكين، وأقول ليكم كيف والمنطق يقول إن حركة التغيير يجب أن تكون شاملة ووافية تطال البرامج والإستراتيجيات والرؤى التي يطبقها الشخوص، لكن حكومة “حمدوك” حتى الآن تبدو خالية الوفاض من ملامح أي خطه إستراتيجية على كافة المستويات. طيب التغيير فايدته شنو إذا كان هناك تحريك في لعبة الشطرنج هذه من غير خطة ولا فكرة، ح نستفيد شنو لو اتشال سين من بنك السودان، وجانا صاد ليمشي على خطى سين، ليه ما نصبح زي الدول التي ترسخ سياساتها وإستراتيجياتها وبالتالي لا تتأثر بغياب “زيد” أو “عبيد”.
الدايرة أقوله إنه لن يكون التعديل الوزاري أو الذي يصيب مؤسسات الدولة ذا فائدة ما لم يسبقه تغيير حقيقي في مرجعية الدولة وطريقة تفكيرها وتعاطيها مع الأشياء ومن ثم الطريقة التي تؤطر لدولة قوية وراسخة، نحن على الإطلاق غير مستعجلين على اكتمال بنائها أو قطف ثمارها، لكن كمان يا معالي الدكتور أرموا بياضكم واشعروا الشارع بأن هناك ثمة عمل وثمة إرادة وجدية وشعبنا على فكرة يملك خاصية الصبر وإلا ما صبر سنوات طويلة على أنظمة ظلمته وأجحفت في حقه، لكنه اختار لحظة القرار ولحظة الانفجار وهي ذات اللحظة التي ظلت تتكرر دون أن نستفيد من الدرس ودون أن تتقي الأنظمة السياسية الله في شعبنا، ودون أن تستوعب النخب السياسية الدرس الصعب، ولو كنا نفعل لما ظللنا ندور في هذه الحلقة المفرغة لتتبدل الوجوه والأسماء وتظل الخيبة والحسرة في حالة ثبات مكتوبة علي جبينا وتشوف عيونا والله غالب.
} كلمة عزيزة
والله شي مؤسف أن تناشد عضو المجلس السيادي حاجة “عشة” منظمات المجتمع المدني لإطعام ثلاثمائة شخص وتعلن بذلك عجز الحكومة وفشلها في القيام بواجبها في الوقت الذي كانت تطلق فيه نداء الإغاثة تتكئ على السيارة المخصصة لها والتي لا تقل قيمتها عن ستة مليارات جنيه وربما أكثر بكثير، قمة التناقض.. منتهى المغصة.
} كلمة أعز
أخي دكتور “حمدوك” إني لك من الناصحين، تحلحل من قيد الناشطين الحولك ديل، خلي البلد تمشي لقدام التاريخ لا يرحم وشعبنا صعب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية