بينما يمضي الوقت - أمل أبوالقاسم

( الكورونا) وفضائح الحكومة

أمل أبو القاسم

في الوقت الذي تباهي فيه بعض الدول ومواطنوها بأماكن حجرهم الصحي وعزلهم للاشتباه أو خيفة فيروس (كورونا)، وقد شهدنا بذلك عبر مقاطع فيديو صورها معزولون لغرفهم بفنادق فخيمة وتجهيزات تفوق الوصف، فضلاً عن أخرى معزولة ومزودة بكل أنواع الرفاهية ولوازم الوقاية، تطل على شطآن وحدائق وغير ذلك، في الوقت نفسه نشر مقطع فيديو عبر الوسائط يصور بؤس مراكز العزل (عندينا) التي افتتحها السيد رئيس المجلس السيادي شخصياً ومعه نفر كريم، وكأنهم بتلك الافتتاحية لتلكم الأمكنة التي تفتقر لأبسط مقومات الإنسانية يفتتحون فندقاً بدرجة سبع نجوم، وليس خرابة تعشعش فيها الحشرات وترتع فيها الحيات، وقد أصبحت محل تندر في ذات الوسائط.
المقطع الذي صورته إحدى العائدات من دولة مصر عقب فتح المطارات جزئياً والحدود لاستقبال العائدين من العالقين مثير للشفقة والاشمئزاز ومستفز للغاية، وهو يصور المسافرين الخاضعين للعزل في أسوأ صور، وقد توسد الكثير منهم الأرض اليباب في العراء، بينما تمدد البعض في سجاد وآخر في مراتب قيل إنها قذرة، كذلك تحدثت الشابة عن رداءة الحمامات وقذارتها، هذا إلى جانب الظلام الدامس الذي يخيم على المكان، وبذا فإن حكومتنا الموقرة التي تعتقد أنها أجرت إنجازاً عظيماً بهذا المكان البائس درء من الفيروس، فلتعلم أنها إنما تقدم له دعوة صريحة، وتفتح لها الأبواب على مصراعيها.
فضيحة أخرى لا تقل عن سابقتها نفذتها عضو السيادي الأستاذة “عائشة موسى”، وهي بلا خجل تظهر في (لايف) وتعلن على الملأ عجزهم عن توفير (400) ساندوتش للمعزولين. (بالله عليك لو طبخت قدرة فول ساي في بيتكم وحشيتيهم في رغيف مش كان أحسن من الفضائح دي وفي ميزان حسناتك؟. أو عملتوا (شير) من المجلسين إن شاء الله ألف ألف من مرتب الـ(150) ألف مش كان اتسترتو وسترتونا؟ وين الوزير القال قدرنا على “البشير” ما بنقدر على (كورونا) وهو ما قادر يوفر أبسط حاجة للمعزولين؟) لا أدري إلى ماذا يهدف هؤلاء؟ هل هي طريقة رخيصة ومبتذلة لجلب الدعم تصورنا بهذه الطريقة المهينة للعالم؟ نعلم أن إمكانياتنا محدودة، ولا يمكن أن نجاري بها من حولنا لكن الأقل فلنبذل المتاح، أين مزارع ومباني المؤتمر الوطني المحتجزة لما لا تجهز وتعد لاستقبال الذين يراد عزلهم؟ ثم لماذا يحجر السيد وكيل وزارة الإعلام بمنزله بينما البقية العائدون من الدول يساقون كالقطيع إلى تلكم الحظائر؟ فإن كان بالإمكان الحجر بالمنازل لما لا تدعوا الجميع لذلك ونحن كما شهدنا من حرص حد (الفوبيا) والهلع كفيلون بعزلهم بعد أخذ التحوطات بدلاً من هروبهم هكذا وبث الرعب وربما الفيروس في نفوس الآخرين. ليتكم تعيدون صياغة تحوطاتكم، وإن كان هذا قبل أن نصاب والحمد لله ترى ماذا سيكون وضعنا؟ وإن كان هذا مستوى الحكومة فلا محالة هالكون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية