مازال الشعب السوداني في حالة استهتار بفايروس كورونا ومازالت التعليقات مستمرة حول المرض على الرغم من أن كورونا حصدت آلاف البشر من دول العالم، فانظروا إلى إيطاليا التي تفشى فيها الفايروس بكميات كبيرة ربما تفوق ما حدث في دولة الصين نفسها، فالسودانيون دائماً يعدون الأمراض نوعاً من الفكاهة أو التندر أو الاستخفاف، ولكن لا قدر الله لو تفشى المرض قد لا نجد سوداناً آخر، لذا لابد من الحيطة والحذر من هذا الفايروس، فحملات التوعية يفترض أن يقوم بها أولئك المتهكمون في القروبات المختلفة، فتوعية البشر وحثهم على استخدام الكمامات الواقية وغسل الأيدي باستمرار ربما يكون المنجاة من الإصابة بالفايروس، إن فايروس كورونا رغم أن هناك عدداً من الأطباء جعل الإصابة به ليست مخيفة، ويمكن أن يتعافى المريض منها ولكن لابد من أخذ الحيطة والحذر، السودان ليس استثناءً من الفايروس وحسناً فعلت دولتنا بأن أغلقت المعابر مع كل دول الجوار تحوطاً من المرض.. ولكن هل الدولة لها من الإمكانيات التي تحمي بها مواطنيها لا قدر الله لو انتشر المرض، أمس الأول سمعت حديثاً لعضو مجلس السيادة الأستاذة “عائشة موسى” وهي تتحدث عن المجموعات التي وصلت البلاد، وتم حجرها إلا أنها لم توضح ما هي الوسيلة التي يمكن أن تتعامل بها الدولة مع أولئك؟، وهل يمكن أن تقدم الدولة الوجبات الغذائية لهم؟ عرفنا أن المحتجزين يعانون من قلة الطعام والشراب، وهذه ربما يجعلهم يخرجون من منطقة الحجر طالما الدولة لم توفر لهم أبسط مقومات الحياة خلال فترة الحجر، في بعض الأخبار المذاعة أمس بأن هناك تحذيراً للدول الأفريقية من خطورة الفايروس، والذي أصاب عدداً قليلاً جداً بالدول الأفريقية والتي لم تتعدَ الإصابة الاثنين أو الثلاثة في نيجيريا والسنغال والصومال وبعض الدول الأفريقية وليس العربية الأفريقية، فالتحذير أن كان من قبل منظمة الصحة العالمية فإننا نتوقع أن تشهد أفريقيا إصابات عديدة، باعتبار أفريقيا من الدول الموبوءة بكثير من الأمراض، منها الملاريا التي تحصد العشرات من المواطنين كل عام والبلهارسيا والكلازار والتايفويد وغيرها من الأمراض التي لم تحسن الدول الأفريقية مكافحتها، ففايروس كورونا الذي عجزت الصين وأوروبا من السيطرة عليه بإمكانياتها العالية، فكيف بالدول الأفريقية التي لم تجد الطعام والشراب لشعوبها، نحن في السودان حكومة وشعباً يجب علينا أن نتحوط من الآن لهذا المرض وأن نبتعد عن الاستهتار به أو التهكم على الآخرين، الذين يعملون ألف حساب له من خلال لبس الكمامات أو عدم المصافحة أو منع الزيارات أو استقبال الضيوف، إن المرحلة القادمة لابد أن نكون أكثر وعياً وأن نمنع الاحتفالات وسرادق العزاء أو صالات الأفراح حتى نقي أنفسنا والآخرين شر المرض، فالطيبة والمجاملة في ذلك ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، حتى صلاة (الجمعة) أو الجماعة إذا حسينا بأنها يمكن أن تكون فيها خطورة على المصلين فليلزم كل واحد بيته واليؤدي شعائره بالبيت، فنحن لسنا أفضل من المملكة العربية السعودية التي بها الحرمين الشريفين، فعلماء المملكة قرروا أن تكون الصلاة بالبيوت حفاظاً على أرواح البشرية، لذا يجب أن نتبع العلماء في ما يفيد البشرية وتجنب ضررها وألا نجتهد أكثر من اللازم في ذلك.