بينما حصد فايروس كرونا آلاف المواطنين في العالم نجد المواطن السوداني غير مبالٍ بالمرض بل ظل الكثيرون يسخرون وينظمون الشعر والنكات عنه، ففي أحد المقاطع التي روجت لهذا المرض اتصل رجل بإحدى الدول العربية مستفسراً زوجته قائلاً هل كرونا جاتكم؟ ردت عليه الزوجة ما جاتنا.. أنت رسلتها مع منو؟! ومنهم من يقول لك كرونا (بالبشملي واللا بالصوص)، وكثير من التعليقات التي ظهرت الفترة الماضية عن هذا الفيروس القاتل.. نحن شعب غير مبالٍ حتى بالأمراض الفتاكة نحاول أن نسخر أو نفتعل النكات، إن فايروس كرونا واحد من أخطر أمراض العصر ورغم الأبحاث التي تجرى الآن، ولكن لم يعرف السبب الأساسي الذي أدى إلى انتشار المرض من الصين إلى الدول الأوروبية بل أصبحت بعض الدول الأوروبية هي الأخطر من حيث المرض، وهناك بعض الأقاويل التي ربطت المرض بالغضب الإلهي أو صناعته من بعض الدول التي تريد أن تقضي على اقتصاد دولة أخرى، إن مرض كرونا الذي أكد وزير الصحة السوداني لوفاة واحد من المصابين به والعائد من دولة الإمارات، فهذا يتطلب من الدولة وضع الحيطة والحذر بدلاً من تلك السخرية التي يتعامل بها السودانيون، وكأنما المرض لعبة في كرة القدم أو محاولة اغتيال رئيس الوزراء التي سخر منها الكثيرون واعتبروها عملية مخطط لها من قبل بعض الجهات التي لا تريد لرئيس الوزراء “حمدوك” أن ينجح في الحُكم، إن الفايروس ومن خلال المتابعة عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة نلاحظ عمليات الرصد والمتابعة بصورة دقيقة في كل أنحاء العالم، وكيف اتخذت تلك الدول قراراتها بإغلاق المدارس والجامعات وكيف علقت النشاطات الاجتماعية والرياضية، فوزارة الصحة معنية بهذا الوباء فلابد من اتخاذ القرارات السليمة التي تجنب البلاد والعباد هذا المرض، خاصة وأننا نفتقر إلى المعدات الطبية الحديثة لكشفه، فإذا ظللنا بهذا الحال وعدم المبالاة فلن نستطيع السيطرة عليه، كيف لا وإذا كانت الصين وإيطاليا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، لم تستطع السيطرة عليه، بل رصدت الأموال الطائلة للقضاء عليه، فنحن لا نملك مالا لاستجلاب الوقود والقمح أبسط مقومات الحياة، فكيف نستطيع أن نحصل على الأمصال والأدوية الطبية لعلاجه، فوزارة الصحة يجب أن تتعامل مع الفايروس كمرض دخل البلاد ويجب وجود الوسائل التي تقي منه مع اتخاذ قرارات تحد من انتشاره إذا فعلاً أصلاً دخل البلاد، مع اتخاذ قرارات أخرى تمنع التجمعات والعمل على إغلاق المدارس والجامعات ودور الأندية الرياضية ووقف الحفلات ومنع الزحام في مواقف المواصلات فكل هذا يمكن أن يقي من انتشار المرض إذا وجد .. ولكن أن نتعامل معه بهذه السبهللية أو اللا مسؤولية فإننا نكون قد جنينا على الوطن والمواطن، على الرغم من أن السيد وزير الصحة أعلن في مؤتمره الصحفي عن وفاة حالة مصابة بمرض كرونا، ولكن أهل الشخص الذي توفي نفوا حالة الوفاة بالفايروس، فأين الحقيقة؟ وهل لنا من المعدات الطبية التي تمكن وزارة الصحة من كشف المرض وهل استعدت الوزارة له قبل أن تصاب هذه الحالة أم أن عملية اجتهاد من السيد الوزير وبقية الطاقم، مازلنا في حاجة إلى من يؤكد أو ينفي حالة الوفاة ولو اضطرت الوزارة إلى كشف الجثة من جديد وإعادة التشخيص عليها من جديد حتى نطمئن أن كان الفايروس حقيقة أو محاولة اشتباه فقط.