عز الكلام

حذارِ من (هجم النمر)

أم وضاح

رغم الأزمات التي تطحن المواطن السوداني صباح مساء، إلا أن البعض أراد أن يغير مسار الأزمات إلى طريق أكثر وعورة وخطورة، والسيد رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” تعرض أمس، إلى محاولة اغتيال فاشلة، هي بكل المقاييس والمعطيات مرفوضة، ومنبوذة، أياً كانت أهدافها، وأيا كان منفذوها، وأيا كان المقصود منها، لأنها ببساطة شديدة أسلوب دخيل ومرفوض، يريد البعض أن يدخله إلى المشهد السياسي السوداني، الذي ورغم بؤسه وقتامته، لكنه ظل في منأى عن التصفيات الجسدية، أو محاولات الاغتيال كما يحدث في بلاد كثيرة شهدت هذه الأساليب، ولم تجنِ من ورائها سوى الدمار والخراب. ودعوني أقول إن الشخص أو الجهة التي خططت لهذا العمل الجبان ونفذته، هي جهة لا تبحث على الإطلاق عن حلول لقضايا هذا البلد، بل هي تتعمد أن تزيدها تعقيداً وبؤساً أكثر مما هي عليه، وتحاول أن تصرف الجميع عن القضايا الأساسية التي تهم المواطن وتشكل معاناته صباح مساء بقضايا أخرى ومسلسل جديد يشبه مسلسل (محمود الكذاب)، ونحن منذ الأمس نشاهد فصولاً من التأويل والتحليل، وتبادل التهم، لكن في النهاية سيهجم النمر بعد أن يكون “محمود” قد استنفد كل فرصه في إنقاذه. والقصة تقول إن “محمود” ظل يصرخ كل صباح: (هجم النمر هجم النمر)، ويتداعى إلى إنقاذه أهل القرية ويجدونه سالماً من غير أذى، حتى هجم عليه ذات صباح النمر (جد جد) وصرخ: (هجم النمر هجم النمر) ولم ينقذه أحد.
لذلك واضح أن هناك تهيئة لحدوث مثل هذه الأعمال الدخيلة، وعلى فكرة، يجب أن تكون نظرتنا أبعد من قدمينا، وننظر جميعنا إلى العدو الحقيقي الذي يتربص ببلادنا التي اصبحت (سداح مداح) لمخابرات بعض الدول التي تخشى على مصالحها، وتراقب الموقف السوداني عن كثب، وتتململ من تحالفاته وحراكه في اتجاهات تهدد مصالحها.
لذلك لابد من القول إن المسأله أكبر بكثير من مجرد محاولة فاشلة حقيقية أو مصنوعة، فالمشكله الحقيقية أن هناك من يفكر مثل هذا التفكير، وأدخل هذا الخيار إلى الساحة السودانية التي أصبحت ملعباً يتم فيه لعب كل شيء، وأي شيء، وجميع أساليب الكيد السياسي مارسها البعض (عينك يا تاجر)، وهناك من صالح لمصلحته، ومن عادى لمصلحته، ومن اتفق واختلف على حسب مصلحته، وهناك من باع، وهناك من اشترى، لكن اللعب بأسلوب الاغتيالات دا (لعب بالنار) سيدخل البلاد إلى الجحيم نفسه، ويعقد الأزمة السودانية، ويمنح الفرصة لدخول أطراف كانت تنتظر أن تجد مبرراً لدخولها.. فيا سادة يا كرام، بلادنا هشة أكثر مما تتصورون، وكل صباح يصبح عليها وهي سالمة هذا فضل من الله على الصابرين والصالحين فيها، لأنه لو بقيت على السياسيين كانت (واطاتنا صبحت) و(الرماد كال حماد).
كلمة عزيزة

كان الله في عون أجهزتنا الشرطية التي تقابل كل صباح تحدياً جديداً يضاعف من مسؤولياتها، وكل إخفاق ومكايدات تقع فوق رأسها، وتتحملها بجلد الصابرين، وقد تعاملت مع أحداث الأمس بصبر وتفهم وضبط للنفس.
كلمة أعز
اللهم نسألك اللطف، وحسن التدبير والتفكير، ولا تكل أمر بلادنا لمن لا يخافك، ولا يخاف عذابات شعبها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية