حوارات

القيادي البارز من تحالف المعارضة والمؤتمر الشعبي كمال عمر في حوار مع (المجهر) السياسي:

سارع المؤتمر الشعبي بنفي أي صلة له بوثيقة (الفجر الجديد) عقب إعلانها مباشرة. وأكد أنها تحوي بنوداً يرفضها حزب المؤتمر الشعبي منها علمانية الدولة.. كما أصدرت أحزاب التحالف بياناً تبرأت فيه من الوثيقة..
غير أنه لم تمض أيام على الوثيقة والنفي، حتى أعلن القيادي بالمؤتمر الشعبي القيادي بتحالف المعارضة الأستاذ “كمال عمر” عن اتفاق وشيك لقوى التحالف على وثيقة (الفجر الجديد) وقال إنه تم الاتفاق على إرجاء القضايا الخلافية، ومنها علمانية الدولة إلى الانتخابات.
ولكن في حوار أجريناه مع القيادي بالمؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” قال معلقاً على تصريح “كمال عمر” الذي نشرته الصحف: (هذا كلام مدسوس على كمال عمر..كمال عمر من الحركة الإسلامية لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام.. من يقل هذا لا يمكن أن يكون مؤتمراً شعبياً أو حركة إسلامية)..
فهل هناك خلاف داخل المؤتمر الشعبي حول الموقف من العلمانية؟
طرحنا السؤال على الأستاذ “كمال عمر” في هذا الحوار فماذا قال؟
وماذا قال في مرافعته عن (رؤية طرح قضيتي العلمانية والشريعة الإسلامية للاستفتاء؟
حول هذا المحور، ومحاور أخرى دار هذا الحوار. فإلى مضابطه:
{ اتصال القوى السياسية بالجبهة الثورية التي تحمل السلاح يثير الاستفهامات؟
– نحن القوى السياسية، نعتقد أن هذا حقنا السياسي الطبيعي في أن نتواصل مع كل مكونات الأمة في السودان إلا من أبى.. الجبهة الثورية هي حركات تحمل السلاح وأي مشروع مستقبلي لنا كقوى سياسية إذا لم يستصحب هذه القوى التي تحمل السلاح قطعاً ستكون امتداداً للمؤتمر الوطني.. لذلك قدرنا أن نشوف وسيلة (نلتقي بها مع الجماعة ديل).
عملنا منبر في أمريكا في (أيوا) قامت به المعارضة الموجودة هناك.. والتقينا بالجبهة الثورية.. واتفقنا على أنه لابد أن نلتقي معاً لنوحد جهدنا..
{ أي جهد تعني؟
– نعنى جهدنا في الفترة الانتقالية التي تصحب إسقاط النظام، يعني نحن أصلاً لم نتحدث مع الجبهة الثورة في أنه كيف نحن ننسق مع بعضنا لإسقاط النظام.. هذه النقطة لم نتحدث فيها أصلاً.
{ إذاً لقاءكم مع الجبهة الثورية هدفه ليس إسقاط النظام؟
– نحن طارحين شعار إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية والإضرابات  والاعتصامات، هذه وسائل مرئية متفقة مع الدستور والقانون، والجبهة الثورية طارحة فكرة إسقاط النظام عبر العمل السياسي والعمل العسكري.. (العمل السياسي ياتو) ليس العمل السياسي (حقنا نحن).. هم عندهم جماهير وطارحين عمل سياسي.. وعمل عسكري وهناك فاصل قانوني ودستوري بين عملنا وعملهم .
{ إذاً أنتم التقيتم في ماذا؟
– نحن التقينا في ماذا؟ التقينا معهم لنوحد أوراقنا في الفترة التي تلي إسقاط النظام، نريد أن نوحد الرؤية الدستورية كيف يُحكم السودان بعد إسقاط النظام.. ولم ننسق معهم لإسقاط النظام.. هذه النقطة السياسيون (ما قادرين) يشرحوها للناس.
{ مقاطعة.. لكن وثيقة الفجر الجديد طرحت؟
مقاطعاً: إنت إذا صبرت أنا جاييك
– بهذه الفكرة نحن التقينا في “كمبالا” والناس الذين حضروا في “كمبالا” ليس هناك أي واحد منهم مفوض ليوقع ورقة.. المطلوب منهم أن يعملوا مقارنة ما بين (إعادة الهيكلة)، وهذه عي ورقة الجبهة الثورية التي تطرحها، وورقتنا نحن (البديل الديمقراطي)، الذي حدث أن هؤلاء الناس توسعوا في سلطتهم ووقعوا على ورقة سمَّوها وثيقة (الفجر الجديد).
{ ما هي حكاية التوقيعات؟ لماذا وقعوا وتجاوزوا التفويض؟
– وقعوا، لما سألناهم قالوا هذه ورقة تحضيرية هذه ليست ورقة نهائية، هذا مشروع وقعنا عليه لنحضره لكم.
{ هناك قضايا خلافية أثارتها الورقة منها قضية فصل الدين عن الدولة
– هناك قضايا خلافية طبعاً فُتحت، نحن المؤتمر الشعبي لا يمكن أن نوافق على فصل الدين عن الدولة، هذا بالنسبة لنا نحن ما ممكن (لأنه نحن حياتنا هذه كلها شغالين نعبد الله فيها بالسياسة).. وبالتالي نحن كلمنا أخوانا ديل قلنا لهم نحن ضد هذه الفكرة.
{ “كمال عمر” أعلن في تصريح نشرته صحف أمس أن هناك اتفاقاً وشيكاً بين القوى السياسية حول وثيق (الفجر الجديد) وأنه تم الاتفاق على أن تؤجل القضايا الخلافية، ومنها العلمانية إلى الانتخابات – لتقرر فيها الانتخابات؟
لكن في حوار أجريناه أمس مع الشيخ “إبراهيم السنوسي” نفى بشدة الجزئية المتعلقة بتأجيل قضية العلمانية للانتخابات.. وقال: (ما في أي كلام مثل هذا).
– (شوفي.. أنا حأقول ليك حاجة) هناك ناس طارحين قضية العلمانيين حتى في مصر الآن هناك ناس يطرحون للعلمانية.
– نحن مؤمنون بحق الغير في أن يطرحوا ما يريدون… في دولة المدينة نفسها كان هناك حزب كامل اسمه حزب الشيطان في دولة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وحزب الشيطان هذا لم يسجنه الرسول (ص) ولم يعدمه.أعطاه حرية الرأي وكانوا يعملون ويتحدثون.. لم يطعنوا في الرسول فقط بل طعنوا في الله ذاته سبحانه وتعالى، طعنوا في الله، وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء والرسول (ص) لم يقل اقتلوهم أو اسجنوهم لذلك نحن قلنا دعاة العلمانية هؤلاء الذين يطرحون فصل الدين عن الدولة (يؤجلوا هذا الكلام لبعدين) .. بعد زوال هذا النظام .. يخرجوا يبشروا به، ويقولوا والله نحن نريد العلمانية.. ونحن نخرج نقول والله نحن نريد دستور إسلامي  والذي يختاره الشعب السوداني يتم العمل به، هذه هي الفكرة..
{ بالمناسبة الشيخ “إبراهيم السنوسي” قال لنا في الحوار الذي أجريناه معه أمس، “كمال عمر” ابن الحركة الإسلامية لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام.. فهل هناك خلاف في داخل حزب المؤتمر الشعبي؟
– ما عندنا خلاف.. ما عندنا خلاف أصلاً.. من أعلى زول لأصغر زول نحن كلنا متفقون على أن هذه الحياة أصلاً ما فيها خير، من عقد الزواج ومن البيت وحتى الحياة العامة حتى حقك في أن تعبد الله (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
(نحن تطورنا .. ما زي زمان)
نعم نطرح قضية الشريعة الإسلامية عبر الاستفتاء الشعبي.. والشعب يختار ..
{ وإذا الشعب قال لا أريد الدستور الإسلامي والشريعة الإسلامية؟
– من حقه .. نعم هذه ه الديمقراطية ذاتها.. الديمقراطية عرفها الإسلام قبل أن يعرفها هؤلاء.. – (حتى لا يظهر المشروع الإسلامي وكأنه لازم يجب بالقهر)..
ما في مشكلة .. المشروع الإسلامي هذا يُطرح للشعب السوداني بالديمقراطية، إذا الشعب السوداني قال لا أريد المشروع الإسلامي فمن حقه.. (من حقه يقول ما داير المشروع الإسلامي).
– نحن (ما خائفين) على الشريعة الإسلامية من الشعب السوداني ، (نحن خائفين) على الشريعة الإسلامية من دعاة الشريعة الذين لا يعلمون ولا يعرفون شيئاً عن الشريعة.
{ أنت سبق وأن قلت إن المؤتمر الوطني لم يستطع نوعاً ما تطبيق الشريعة؟
– أنا قلت إن المؤتمر الوطني قدم أسوأ نموذج.. نموذج لا علاقة له بالشريعة الإسلامية.. هذا النموذج الموجود الآن ليس هو النموذج الذي عملنا به (الإنقاذ) النموذج الموجود الآن نموذج يزور الانتخابات يأكل المال العام، نموذج فاسد وضلالي، لا يعرف الشورى وهذا تبين حتى في انتخابات الحركة الأخيرة.
{ ألهذا قلت إنك تتمنى أن تكون يهودياً أو ملحداً على أن تكون مؤتمراً وطنياً؟
– (عشان ما تطلعي بيها بمانشيت تاني ذي ما طلعوا ديك)..
-يعني أنا أريد أن أقول المؤتمر الوطني قدم أسوأ نموذج .. الملحدون لم يقدموا مثله .
{ لقاء “الترابي” و”الصادق المهدي” الذي التئم مؤخراً أثار تساؤلات .. فهل “الترابي” و”الصادق” يريدان أن يكونا تحالفاً يستقويان به على أحزاب المعارضة؟ خاصة وأن “الصادق المهدي” كان قد وصف أحزاب المعارضة بأنها (أحزاب مزعمطة)؟
– أولاً أقول لك لقاء “الصادق المهدي” و”الترابي” تم في إطار دعم التحالف الغرض الأساسي كان النقاش حول مشروع الدستور الانتقالي وهذه هي الوثيقة التي يتم حولها النقاش الآن داخل التحالف، وبالتالي لم يكن الغرض انقلاب على التحالف وأقول لك بصدق “الصادق المهدي” لم يقل أحزاب مزعمطة، ولم يسئ لهذه الأحزاب، نحن نعرف الجهة التي دست هذا الخبر وهي نريد أن تخلق فتنة..
{ بالمناسبة شيخ “إبراهيم السنوسي” قال لنا في الحوار الذي أجريناه معه أمس، قال عن حديثك الذي أشرنا له عن تأجيل العلمانية إلى الانتخابات إنه حديث مدسوس على “كمال عمر”، و”كمال عمر” لا يمكن أن يقول هذا..
{ وها هو دا (كلامك طلع ما مدسوس ولا حاجة)..
– قال: لا .. لا .. هذا خبر مدسوس.. وأنا حضرت الاجتماع الذي تحدث فيه “الصادق المهدي”.. هذا الخبر مدسوس..
{ أستاذ عمر ألا تشعر أن “الصادق المهدي” يسعى نحو السيطرة على أحزاب المعارضة الداخلية.؟
– “الصادق المهدي” له وزنه له جماهيره له حزبه.. ونحن لا نشعر أنه (كثير عليه) أن يأخذ مواقع متقدمة في داخل التحالف..
– لكن من خلال جلوسنا معهم.. (ما عندهم أي خط للاستيلاء على المعارضة)..
– (ما عندنا في داخل التحالف، موازنة أن هذا حزب صغير وهذا كبير).. أحزاب التحالف تعمل مع بعضها البعض وتقدم الحزب يكون بعطائه وبقدر ما يحاول المؤتمر الوطني إظهار هذه الأحزاب على أنها مختلفة.. وضعيفة هي قوية، وهي طارحة مشروع إسقاط النظام مستمرة فيه، وهي تنسق الآن تنسيقاً حقيقياً مع كل المكونات لإسقاط النظام عبر الثورة الشعبية.
{ من خلال خبرتك وعملك داخل المعارضة. من هو الأنسب لأن يكون رئيس الفترة الانتقالية في تقديرك؟
– أنا لا استطيع أن أتطرق لهذا.. أنا زول بحل وأربط داخل التحالف) لا استطيع أن أقول هو هذا أو ذاك.
{ لكن بالتأكيد أنتم اخترتم من يتولى هذه المهمة.. (ما ممكن تخلوا الموضوع عايم)؟
– والله أقول لك الموضوع بصدق. (ما في زول خت زول حتى الآن لكن ما حنختلف) مادام البرنامج موجود ومشروع الدستور موجود وكلنا سنحكم مع بعض..
{ الحكم ستشارك فيه كل الأحزاب؟
– كل الأحزاب..
{ والمؤتمر الوطني (حتدخلوه معاكم)؟
– المؤتمر الوطني هذا إذا قبل فكرة الحكومة الانتقالية وكفانا شر الخروج إلى الشارع (بندخله معانا) لكن لو أصر وتعنت مثلما يعمل الآن، وأنت شايفة عملهم (كل يوم يطلعوا لينا زول جديد عشان يشتمنا.. يعني ما معقولة)..
{ أستاذ “كمال عمر” أنتم (ما مقرِّين) أنكم فشلتم في إخراج الناس إلى الشارع؟
– ما مقرين.. ما مقرين .. ما مقرين (قالها ثلاثاً) نحن في يوليو أخرجنا 1500 مظاهرة، هذا النظام في تاريخه لم يحدث له الذي حدث له في هذه الفترة .
{ 1500 مظاهرة عملت شنو يعني؟
– هذه الثورات كلها.. هل كان يتخيل أنها ستحدث، وأن المصريين يُسقطون النظام..
{ أستاذ كمال – أعضاء لجنة الدستور الإسلامي مندهشون.. كيف ترفضون وثيقة الدستور الإسلامي وأنتم حزب إسلامي؟
– (ديل ما  بعرفوا دستور بالمناسبة!!) . ديل (فُكَيا) ساي .. يقول لك فلان دا فكي ساي).. الفكي هي كلمة تعني الفقيه لكن في العرف السوداني – الفكي هو شخص دائماً بعيد عن الواقع.. هذه لجنة بعيدة عن الواقع.. تتحدث عن الدستور الإسلامي ولا تعرف كيف ينزل الإسلام على واقع الحياة .. نحن شفنا دستورهم وبالمناسبة هذا دستور ما أنزل الله به من سلطان.. ما فيه من الإسلام غير الاسم .. والكلمة .. نحن حركة إسلامية متجددة ومتطورة في شُعب الحياة كلها .. لا يُعقل أن (نقعد ندور في الحتة المتنطعة حقتهم دي)..
{ هناك اتهام للأستاذ “كمال عمر” بأنه علماني؟
– طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي أسمع فيها هذا السؤال .. أعداء المؤتمر الشعبي هم الذين يرددون أن “كمال عمر” علماني وأنا أحمد الله على أنه دائماً الاتهام يأتي من الأعداء .. والسهم عندما يأتيك من عدوك يقويك..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية