ما يحدث هذه الأيام من أزمات طاحنة، وتضخم مخيف وانفلات عجيب في الأسعار والأسواق، وانهيار كامل لسعر العملة، يجعلنا في حيرة من أمرنا، بل يجعلنا نعيش حالة هي أشبه بالصدمة، لأن حكومة (قحت) أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار بشكل مريع، ولم تنجح في أن تصنع أي حالة من التوازن، أو حتى تترك الأمور كما وجدتها عليها، واتضح أن كل الشعارات التي رفعتها (قحت)، والبرامج التي ادعت أن فيها خلاص السودان من أزماته، ما هي إلا مجرد كذبة كبيرة عاشها الشعب السوداني الذي لم يتهنأ بثورته المسروقة وأحلامه الضائعة، وحكومة (قحت) وبعض مؤيديها لا يزالون مصرين على ليِّ عنق الحقيقة، ومحاولة إيهامنا بأن أزمات البلد وراءها أيادٍ خفية، وهذا حديث غير منطقي ولا حقيقي، ولا وجود له على أرض الواقع، لأنه طالما أن التغيير طال كل الرؤوس والقيادات في الوزارات والمؤسسات، فإنه لم يعد هناك أثر أو تأثير لأي مناصرين للنظام السابق الذين تلقائياً سيصبحون ملزمين بالدخول في طاعة العهد الجديد، لكن البعض مصر على أن يبرر لفشل هذه القيادات الجديدة التي هي الآن بلا برنامج، ولا رؤية، ولا فكرة. يا جماعة الدولار حتى الأمس فاق (١٣٠) جنيهاً، (ودا لا شغل دولة عميقة، ولا دولة مسطحة، دا شغل دولة فاشلة)، ومن يقودون قطاعها الاقتصادي لا فين صينية ورائح ليهم الدرب، ولا يريدون الاعتراف بالهزيمة القاسية التي يتعرضون لها، وهي هزيمة ستكسر ظهر البلد وتوديها في ستين داهية، وليس هناك مخرج للطوارئ غير باب واحد يفضي إلى تعديل هذه الحكومة وإعفاء الفاشلين فيها الذين خيبوا رجاءنا، وكانوا أقل قامة من ثوره عظيمة وباذخة الطول، ودعوني أقول إن كارثة الكوارث التي نعيشها ليست فقط في حالة الفشل التي نشاهدها على كل الأصعدة، ولكن الكارثة في إصرار البعض على قفل عيونهم وآذانهم عن الفشل وتأييد حكومة “حمدوك” انتصاراً للحزب والفكرة، ومكاواة للكيزان كما يظنون ذلك، والخاسر في هذا الموقف هو السودان بناسه وأهله الطيبين الذين ليس لهم في عير (قحت) ولا نفير الكيزان، لتتجدد في كل مرة مع اختلاف التجارب والأزمات تتجدد خيبتنا في الأحزاب والنخب السياسية التي تنتصر لذاتها ولمصالحها والبلد تاكل نارها. فيا ساده يا كرام اعترفوا بأن الوضع الآن اسوأ من سيئ، وأن الرؤية يلفها الضباب، والغريبه أنه وسط كل هذا السواد لا زالت الحركات المسلحة تفاصل وتتشرط حتى يتحقق السلام الشامل، وهو موقف مؤسف ومحبط للذين تمادوا في التفاؤل، وظنوا أن هذه الحركات جميعها ستكون (أرضاً سلاح) بمجرد زوال حكم الإنقاذ ليتضح أن مشكلتها الأساسية لم تكن مع حكومة “البشير”، وإنما مع نفسها الأمارة بالسوء، ورغباتها وأطماعها في حكم بلد مثخن بالجراح والطعنات من الأمام والخلف.
الدائرة أقوله إن الحال بهذا الشكل لا يتجه بنا إلى نهايات سعيدة، بل على العكس كل صباح يشهد تعقيداً جديداً يقودنا نحو الهاوية، وذلك أدعى أن يجعل حكومة (قحت) تراجع نفسها ومواقفها، وتعترف بالأخطاء، وتقود هذه البلاد بطريقة رجال الدولة، وليس بطريقة الناشطين، فالحكم ليس فسحة ولا نزهة، والما قادر على استيفاء شروطه يعتذر عنه و(يتطلب الله).
كلمة عزيزة
إصرار (القحاتة) على استباحة كل البلد، والتعدي على الآخرين من غير مبررات ولا دفوعات منطقية أو قانونية، وقلع يد ورجاله حيودي البلد كلها في ستين داهية، الثورة دي قامت لتحقق دولة القانون والعدالة، وليس شغل العنتريات والعضلات.. خلوا البلد تتنفس ياخي كفاها كتمة وخنقة.
كلمة أعز
ظلت النقابات طوال الأعوام السابقة تساعد محدودي الدخل بما يسمى (كيس الصائم) أو (كرتونة رمضان) وهي بي سجمها ورمادها كانت بتمشي الحال شويتين أها خطة الحكومة شنو ورمضان على الأبواب والمواطن راتبه زيت وبليلة لن يكفيه؟.. الله غالب.