بينما يمضي الوقت - أمل أبوالقاسم

*تأسوا بـ”مصر” في الترويج السياحي (1)

أمل أبو القاسم

كلما رأيت كيف تمجد الدول سياحتها من خلال معالمها السياحية، تأكلني الحسرة على السياحة بالسودان التي لا يلقي لها أحد بالاً، رغم اكتنازه بمواردها ومواعينها ومعيناتها، الموروث بعضها الكثير من لدن الطبيعة التي حبانا بها الله، للحد الذي يجعله في مقدمة الدول الجاذبة للسياحة ولكن هيهات. وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول ذات الموارد السياحية على تنميتها بكل ما أوتيت من إمكانيات تضرب جهاتنا المعنية صفحاً عن هذا الأمر، ولم نسمع حتى اللحظة رأياً أو قراراً إيجابياً يسمو بأمر السياحة، رغماً عن أن حل الضائقة المعيشية، ورفع الاقتصاد من وهدته يكمن في تنمية الموارد السياحية والترويج لما توفر لدينا. صحيح وبحد حديث وكيل السياحة دكتور “جراهام” أن ثمة أسباب بينها اجتماعية ومالية تعيق السياحة، لكن قليل من المجهود واستغلال المتاح يمكن أن يرفعها ومن ريع دخلها يمكن أن تنمو تدريجياً حتى تبلغ تمامها، وتصبح قبلة أكثر جذباً للسواح، سيما أنها مورد ناعم، لا ينضب معينه. وإن كانت الإيرادات السياحية في العالم قد بلغت العام الماضي (ترليون وخمسمائة وثمانين مليون دولار) على مستوى العالم بحسب المستشار الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية دكتور “سعيد البطوطي” الذي تحدث في افتتاح الملتقى العربي للإعلام السياحي قادماً من المانيا وزاد موضحا ان السياحة تساهم في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي مساعدة الدول النامية. وبوصفنا دولة نامية ترقد على موارد تنموية على الصعد كافة، للحد الذي جعلها مطمعاً للعالم الخارجي منذ أمد وحتى الآن، دون أن ترتقي من مواردها الذاتية هذه، فمن باب أولى أن تحجز لها موقعاً ريادياً من خلال ترقية الموارد السياحية الثرة والترويج لها الترويج الأمثل أسوة بالجارة مصر التي تتساوى معنا في الموارد سواء كانت طبيعية أو تاريخية حضارية وغير ذلك، لكنها تتفوق علينا في كيفية استغلالها للحد الذي خطفت فيه الأبصار، وأصبحت من أولى القبل التي يحج إليها السواح من جميع أنحاء العالم بما في ذلك السودان ليس للترويح فحسب، بل حتى السياحة العلاجية، فأصبحت السياحة عندهم من أهم مصادر الدخل وإنعاش الاقتصاد، كيف لا وقبل كل شيء يجيدون فن التسويق والترويج بطريقة سهلة راقية وناعمة مذهلة.. أحدثكم عنها غداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية