التعليم .. هرجلة في وضح النار
لم أجد توصيفاً دقيقاً لما يعتري سياسات التعليم في بلدنا سواء في المناهج أو السلم التعليمي أو غيرها من القضايا ذات الصلة، إلا كلمة (هرجلة)، وبالفعل هي (هرجلة) وقرارات متوالية ومتناقضة تصدر بين الحين والآخر بشأن مصير عملية في غاية الأهمية، وهي العملية التعليمية. الأسبوع الماضي طالعت خبراً لوزارة التربية والتعليم العام عن عودة المرحلة المتوسطة ابتداءً من العام بعد المقبل، فرغم وجود تعقيدات عملية، إلا أن القرار يجد شيئاً من المنطقية، ويجد الدعم، ولكن الذي لا يجد منطقاً هو تصريح آخر لذات الوزارة، وهي وزارة التربية والتعليم بأن المرحلة المتوسطة ستعود اعتباراً من العام المقبل، هكذا جاء الخبر في معظم الوسائط.
جوهر القرار المتعلق بالعودة إلى المرحلة المتوسطة استند على معالجات لجميع الإشكالات التى عانى منها التعليم في الآونة الأخيرة من تدنٍّ في مستويات العملية التعليمية، وتعجبت وأنا أطالع حديث وزير التربية، بهذه العودة غير المبنية على أسس سليمة.
لا أعرف ما إذا كانت وزارة التربية والتعليم قد تحسبت إلى حقيقة أن عودة المرحلة المتوسطة ليست مجرد قرار والسلام، يصدر من الوزير بالقلم الأخضر دون أن يقابله ترتيب وتدبير من قبل الحكومة، أولاً العودة إلى المرحلة الوسطى تتطلب مدارس إضافية على تلك التي خصصت للمرحلة المتوسطة.
تخصيص مدارس جديدة للمرحلة المتوسطة بالتأكيد هو قرار في غاية التعقيد، يتطلب مراجعة الملف من قبل السلطة الاتحادية والولائية والجهات ذات الصلة لتوفير التمويل اللازم، ونحن نعلم أن مباني مدارس المرحلة المتوسطة السابقة تم التصرف في معظمها، وما تبقى تغير غرضه.
تغيير السلم التعليمي بغض النظر عن جدواه ، فإنه مكلف للغاية ويحتاج لأموال كبيرة حتى يكون هنالك انتقال سلس، من مرحلة الأساس إلى المتوسطة، أسئلة حائرة على هذا النسق تحتاج لإجابة سريعة وعاجلة.
لذلك مطلوب منا أن نعيد الصفوف ونلعب في اتجاه الضغط والتصعيد.. والله المستعان.