الخرطوم : نجاة إدريس
في الوقت الذي يصيب العالم الذعر من جراء فيروس ”كورونا” ” والذي اجتاح العالم بعد أن تسلل من الصين ليجتاح جميع القارات وليتسلل سريعاً لأكثر من(53) دولة ولا زالت القائمة تتمدد كل يوم لتدخل ضمنها دول جديدة كل يوم بعد أن تأكدت حالات الاشتباه ، وبحسب الخريطة العالمية التي تسجل حالات الإصابة والموت الناتج عنها لحظة بلحظة فقد سجلت الصين حتى أمس أعلى نسبة إصابة حيث بلغ عدد المصابين أكثر من ثمانين ألفاً فيما توفى جراء المرض(2912) شخصاً، بينما بلغت حالات الإصابة بكوريا الجنوبية(4335) شخصاً في حين لم تتجاوز حالة الوفيات فيها (22) شخصاً فقط ، أما في اليابان فبلغ عدد المصابين (98) حالة فيما بلغت حالات الموت جراء ”كورونا” باليابان شخصين فقط، ويتراوح عدد المصابين بدول شرق آسيا الأخرى في كل من تايوان ،كمبوديا وفيتنام والفلبين ما بين (10 -40 ) حالة إصابة فيما لا تتعدى حالات الموت بهذه الدول الحالة الواحدة فقط ، أما في القارة الأوربية فكان لايطاليا نصيب الأسد من الوباء وبلغت الإصابات قرابة(1600) إصابة مات منها(34) شخصاً ، وبلغت حالات الإصابة بفرنسا (130) حالة توفت منها حالتان ، أما بالمنطقة العربية فظهرت (10) حالت بلبنان و(21) حالة بالعراق (56) حالة بالكويت و(10) حالات بإسرائيل، وحالتان بمصر فيما لم تسجل حالات وفاة من جراء المرض ، ولم تظهر الخارطة العالمية المسجلة لحالات الإصابة والوفاة من جراء المرض حالات إصابة بالمرض في أفريقيا جنوب الصحراء، وعزا العلماء ذلك إلى أن الوباء لم ينتشر بصورة كبيرة في القارة السمراء نسبة لسخونة الأجواء في أفريقيا أو لعل الأفارقة ذوو السحنة السمراء لهم مناعة أعلى ضد الإصابة بالمرض.
لا نستبعد
وزارة الصحة السودانية لم تستبعد أن يدخل الوباء إلى البلاد رغم تحوطاتها لذلك، كاشفة عن متابعتها لأكثر من(696) شخصاً قدموا من الصين ودول أخرى ، مشيرة إلى أن أكثر من (200) شخص هم الآن تحت المراقبة .
ووصف وزير الصحة د.”أكرم علي التوم” الوضع الصحي فيما يختص بالجانحة بالصعب جداً، مؤكداً تمديد فترة الحضانة من (14 يوماً إلى 27 يوماً) ،وألمحت الوزارة إلى وجود شبهات في تقارير بعض الدول فيما يختص بوضعها الصحي باعتبار أن ما تورده من تقارير لا يتناسب مع الأنباء المتداولة .
حالات اشتباه
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة السودانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي عن (8) حالات اشتباه لأجانب قادمين من الصين، وبحسب وكالة السودان للأنباء- فإن وزارة الصحة بولاية الخرطوم أرسلت فريقاً طبياً إلى أحد فنادق الخرطوم، للتقصي عن وجود (8) أجانب، قادمين من الصين، يشتبه بإصابتهم بفيروس “كورونا”، مؤكدة عدم وجود أية حالات للإصابة بالمرض.
وقال مدير الإدارة العامة للطب الوقائي بالسودان الدكتور “محمد نقد الله”، في تصريحات صحفية سابقة ، إن درجة حرارة الأجانب الثمانية المقيمين في الفندق، تتراوح بين (35 و 36 درجة).
وأوضح أنهم دخلوا السودان خلال الفترة من 4 إلى 22 فبراير الجاري، لافتاً إلى أنهم ضمن المجموعة المسجلة للمتابعة من قبل السلطات الصحية، ولا يشكلون مصدر خطر.
تحوطات
وأعلنت وزارة الصحة عن تحوطاتها للحيلولة دون دخول ”كورونا” للبلاد ومنها تكثيف العمل في (16) معبراً منها 🙁 القلابات ، المتمة ، ووادي حلفا ، الجنينة ، بورتسودان وسواكن )، ولكن رغم ذلك لم تستبعد الوزارة دخول المرض رغم الإجراءات الاحترازية .
وفي السياق أكد مدير إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة د.”بابكر المقبول” أن طلاب السودان في “ووهان” ليسوا بمعزل عن الاستعداد الكامل لكل السودان، واصفاً المرحلة المقبلة بالأكثر حرجاً، مشيراً إلى أن الخطر لازال ماثلاً بالبلاد حسب تحذيرات الصحة العالمية.
مشكلات
ولفت مدير إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة عن مشكلات تواجه وزارته حيث تتعذر متابعة الوافدين فيما يتعلق بمنح الأخيرين هواتف غير صحيحة، فضلاً عن أن البعض يلجأون لإغلاق هواتفهم .
خطة للسيطرة
وأشار وزير الصحة الاتحادي د.”أكرم علي” عن خطة وزارته الاحترازية تجاه الوباء العالمي ومنها الرصد المبكر ومتابعة الحالات إلى أن يتم تأكيدها فضلاً عن متابعة الحالات المصابة ورعايتها حتى لا يتم انتشار المرض، مشيراً إلى أن الغرض من الخطة منع دخول أي حالة ومتابعة حالات الاشتباه .
وفي السياق ذاته أكد مدير إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة د.”بابكر المقبول” عن اتجاه وزارته لاستصحاب اختصاصيي الصدر ضمن خطة وزارته للكشف المبكر عن المرض والمساعدة في العلاج ،إضافة لمقترح للحاق ببعض القادمين في منازلهم في حال تعذر الاتصال بهم .
حذر
التحوطات التي أعلنتها وزارة الصحة السودانية لم تزل المخاوف من صدور السودانيين، خاصة وأن بلادهم ذات حدود طبيعية مفتوحة مع جيرانهم من الدول المجاورة والتي ظهر فيها المرض، ولفت مصدر مطلع–فضل حجب اسمه – في حديثه لـ(المجهر) أمس إلى أن السودان يفتقر الرقابة الطبية والاحتياطات الاحترازية حتى على مستوى المطار القومي أو المعابر الحدودية البرية بيننا والدول المجاورة، لافتاً إلى عدم وجود جهاز لقياس الحرارة بالإضافة لعدم وجود الكوادر الطبية بهذه المعابر والمعامل اللازمة لإجراء الفحوصات الطبية ، أضف إلى ذلك لا يوجد أمكنة مخصصة للعزل الطبي مضيفاً بأن هذا الشيء هو الذي جعل الدولة تقوم بعزل الطلاب السودانيين العائدين من “ووهان” بدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة (14) يوماً، وأكد المصدر بأنه حتى الإجراءات الوقائية العادية التي يتخذها كل العالم في مناطق الزحام مثل الكمامات فإن بلادنا تفتقر لها نسبة لأنها أعادت تصديرها إلى دولة أخرى.