حوارات

رئيس حركة العدل والمساواة د.”جبريل إبراهيم” في حوار مع (المجهر)

لا نطمئن قوى الحرية بأن تلجأ للوائح لإدارة المجلس التشريعي في غيابنا

إذا عُيِّن الولاة المدنيون قبل تحقيق السلام فعلى الحكومة أن تتحمل التبعات
تعيين الولاة مؤشر بأن أحزاب “قحت” تسعى للتمكين بتعيين ولاة لا يخضعون لأي معايير
الحديث بأننا نبحث عن المحاصصات غير منطقي لأننا طالبنا بالسلام الشامل قبل أي مرحلة

لم تحسم الخلافات في كل مسارات التفاوض لهذه الأسباب (…)

هدد رئيس حركة العدل والمساواة، د. “جبريل إبراهيم” السلطات الانتقالية في الخرطوم، بتحمل تبعات اتخاذها أي قرار بتعيين الولاة قبل الوصول إلى اتفاق سلام، وقال إذا عينت السلطات الانتقالية الولاة المدنيين يعتبر ذلك خرقاً لإعلان جوبا وبناء الثقة.
وأضاف أن تعيين الولاة أتى وفقاً لمحاصصات حزبية كما حدث في تعيين الوزراء وإبدال التمكين بتمكين معاكس في المواقع المفتاحية، مشيراً إلى أن أحزاب “قحت” تسعى لتمكين نفسها في الولايات عبر تعيين ولاة لا يخضعون لأي معايير كفاءة عدا الولاء لأحزابهم، مؤكداً ضرورة الالتزام بمنبر جوبا، وزاد أننا ماضون في عملية السلام، وقال إن هناك ملفات لم يتم التفاوض فيها بعد، مثل الملف الإنساني وملف الثروة والترتيبات الأمنية وسيتم التفاوض فيها خلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح أن أكبر التحديات التي تواجه مفاوضات السلام هو تنفيذ وتوفير الاستحقاقات المادية.

حوار- فائز عبد الله

} حديث عن تعنتكم بشكل كبير في أمر تعيين الولاة والمجلس التشريعي، ما أغضب وفد الحكومة ولوح بإغلاق التفاوض؟
– ليس في موقفنا تجاه تعيين الولاة وتشكيل المجلس التشريعي تعنت، ونقول إن الجبهة الثورية متمسكة بإعلان جوبا نصاً وروحاً، والآخرين يسعون للخروج على هذا الاتفاق.
والحكومة الانتقالية لم تربط سير مفاوضات السلام بتعيين الولاة المدنيين ولم تقل إن تعيين الولاة أهم من السلام، ولا ينبغي لها أن تقول ذلك بكامل وعيها لأنها تدرك قيمة السلام.
} الحكومة ذكرت أنها ستمضي في تعيين الولاة بمعزل عنكم؟
– نقول إذا مضت السلطات الانتقالية في تعيين الولاة المدنيين قبل الوصول إلى اتفاق سلام، فقد خرقت إعلان جوبا لبناء الثقة والتمهيد للتفاوض وتتحمل تبعات ذلك حال اتخذت خطوة تعيين الولاة.
} لماذا تتمسكون بموقفكم حيال تأجيل التعيين للولاة والتشريعي؟
– ما تم الآن في الواقع هو التمهيد لتعيين الولاة وفق محاصصات حزبية وانتماءاتهم كما حدث في تعيين الوزراء بمجلس الوزراء، وهذا استبدال تمكين بتمكين مما انعكس في المواقع المفتاحية، وهذا مؤشر إلى أن أحزاب “قحت” تسعى لتمكين نفسها في الولايات عبر تعيين ولاة لا يخضعون لأي معايير كفاءة عدا الولاء لأحزابهم، وهذا لا يخدم الوطن أو الشعب ولن يحل مشاكل المواطن الحياتية، بل يعقدها.
أما بالنسبة للمجلس التشريعي أيضاً نحن في الجبهة الثورية لا نستطيع أن نطمئن بأن قوى الحرية والتغيير لن تلجأ إلى وضع اللوائح الأساسية لإدارة المجلس في غيابنا ويكون من المستحيل تعديلها بعد ذلك، كما أنهم قد يتعجلون في تمرير بعض القوانين التي قد تعيق العملية السلمية أو تنفيذ اتفاقات السلام.
والجبهة الثورية على أعتاب الوصول إلى اتفاق سلام شامل ومن الخير للجميع العمل من أجل هذا السلام، لأن عائده على المواطن والوطن أكبر من أي شاغل آخر.
} هل نتوقع نتائج إيجابية في جولات التفاوض المقبلة؟
– هناك تقدم كبير في محادثات السلام بين الأطراف، وهناك إرادة سياسية من أطراف التفاوض للوصول إلى اتفاق سلام شامل في أقرب وقت ممكن، وأرى أن الوضع مبشر جداً بتحقيق السلام الشامل والعمل لأجل التعايش السلمي بين أبناء الوطن ونسيان الماضي.
} ما هي الخطوات المقبلة في جولات التفاوض؟
– هناك عدد من الملفات لم يتم التفاوض فيها بعد، مثل ملف “حقوق الإنسان” وملف “الثروة” وملف “الترتيبات الأمنية”، وسيتم التفاوض فيها خلال الأيام القليلة القادمة في منبر جوبا.
} هل تم حسم جميع الخلافات في المسارات المتمثلة في الحقوق؟
– لم يتم حسم كل الخلافات في كل مسارات التفاوض، ولكن ما تم حسمها من القضايا المتعلقة بالمسارات هي الغالبة.
} كيف ترى تمديد جولات التفاوض؟
– أرى في تمديد مدة التفاوض ما دامت الأطراف راغبة في الوصول إلى اتفاق سلام شامل والمحادثات تحقق تقدماً، فليس هناك ما يمنع تمديد فترات التفاوض لتحقيق المراد وهو السلام.
} هل هناك من يحاول إفشال المفاوضات؟
– المهم عندي ليس أولئك الذين يحاولون عرقلة محادثات
بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولكن توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف المتفاوضة لتجاوز مثل هذه العراقيل، والحمد لله هذه الإرادة متوفرة.
} ما هي التحديات التي تواجه المفاوضات؟
– التحديات التي تواجه محادثات السلام كبيرة، ولكننا قادرون على التغلب عليها، والتحدي الأكبر في التنفيذ وتوفير استحقاقات السلام المادية.
} هل هناك غياب لدور المجتمع الدولي؟
– قمنا بالتواصل مع جميع الأطراف سوى بالمحيط الإقليمي أو الدولي والإفريقي، وتم التواصل مع جميع الممثلين في المجتمع الدولي ومجموعة رؤساء الإيقاد قبل استئناف المفاوضات، وقام رئيس جمهورية جنوب السودان “سلفا كير ميارديت” بذلك وافتتحت هذه الوفود جميع جولات المفاوضات، ومبادرات السلام كانت من دول الإقليم والمجتمع الدولي قبل سقوط النظام السابق.
} ما هي أسباب رفضكم للوثيقة بشكلها الحالي في منبر السلام؟
– هم يقولون ما يرونه يتوافق معهم، ولكننا منذ بداية الثورة الحركات كان لها دور رئيسي في إسقاط هذا النظام، والحديث حول أننا نبحث عن المحاصصات والمناصب غير منطقي، لأننا طالبنا بتحقيق السلام الشامل قبل بداية أي مرحلة جديد من تاريخ البلاد، ولكن ما حدث هو عدم رغبة الطرف الآخر في تحقيق الاستقرار والسلام، وسعى لإقصاء الأطراف الأخرى التي وقعت على وثيقة إعلان الحرية والتغيير، وهذا ما رفضناه.
} هناك حديث عن بعض المبادرات لنقل عملية السلام من جوبا؟
– لا علم لي باتجاه لنقل المفاوضات إلى منبر الدوحة، ولكن هنالك بحث عن دور للمجتمع الإقليمي والدولي في ضمان تنفيذ ما يتوصل إليه من اتفاق سلام والمساهمة في تحمل جزء من استحقاقات تنفيذه.
ولم يتم الاتصال بنا من أي دولة أو طرح مبادرة للتوسط مع قوى الحرية والتغيير ولا حتى من المجلس السيادي الذي تم تكوينه بعد حل المجلس العسكري ولا دول الإقليم أو المجتمع الدولي عدا مبادرة الجنوب.
} يقال إن مواقفكم متخبطة فيما يتعلق بالسلام؟
– من يظن أن التغيير الكامل يأتي بتقاسم السلطة والمحاصصات فهو مخطئ، فالأمر يتطلب السير في الخط الصحيح لتحقيق السلام، ولن نصل إلى مسافة السلام، ولم نصل إلى السلام بعد، دعونا نحقق السلام أولاً ومن ثم نتحدث عن المناصب والمحاصصات وكيفية إدارة الدولة ومن سيقود الدولة بعد الفترة الانتقالية.
ومواقفنا قبل وبعد توقيع إعلان جوبا، كانت واضحة وقلنا ذلك عبر تصريحات وبيانات رسمية بأن هذه الوثيقة غير مكتملة ولا نستطيع التوقيع عليها، وطالبنا بتعديلها في جميع جولات التفاوض، لأنها لم تتضمن الملاحظات، وفي جميع اللقاءات التي تمت مع وفد الحكومة الانتقالية قلنا إن المواد في الوثيقة يجب تعديلها، وقالت قوى الحرية في اجتماعات بالقاهرة، لا يمكن أن تعدل هذه الوثيقة ولا يوجد بند في المواد يتضمن تعديلها في أي وقت، وهذا الخطأ رأينا أن الوثيقة ناقصة ولم تناقش القضايا الحقيقية وقضايا الهامش واللاجئين والحرب وقضايا السلام في الفترة الانتقالية.
} هناك مطالب قدمتها مكونات الجبهة الثورية مثل الحكم الذاتي والعلمانية، ما تعليقك؟
– للحركات المسلحة وقواعدها الحق في المطالبة بشكل الدولة التي يريدون العيش فيها، ولكنها لا تملك فرض رؤيتها بحد السلاح، هنالك قضايا قومية مثل الهوية وعلاقة الدين بالدولة ونظام الحكم وغيرها من القضايا يجب حسمها عبر منبر يشارك فيه جميع السودانيين عبر ممثليهم، بدلاً من حسمها عبر أطراف التفاوض فقط، البلد في حاجة إلى عقد اجتماعي جيد يشارك الجميع في كتابته وإنتاجه حتى يكون ملزماً لنا جميعاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية