طالما أن البعض اتخذ من ثورة ديسمبر سيفاً يقطع به الرقاب بلا دلائل ولا براهين ولا شهود، كما حدث في مجزرة الخارجية التي أبعدت عن الخدمة عشرات الكفاءات من الدبلوماسيين الذين أحسب أن فيهم الكثير ممن هم أصحاب كفاءة واستحقاق وقدرة على أن يشكلوا مكسباً للعمل الدبلوماسي، وهؤلاء يشبهون تماماً حالة الدبلوماسي “عمر حامد” الذي كشف في (بوست) له على أحد قروبات (الواتساب) أن الأمر لم تكن فيه عدالة ولا أمانة، والرجل بذل سيرته الذاتية التي أكدت أنه لم يكن منتمياً لفكر سياسي ولم تأتِ به واسطة أو محاصصة، ورغم ذلك شمله هذا الكشف الكبير الذي لم يحدث له مثيل في أي دولة من الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، باعتبار أن الدبلوماسي شخص ينفذ توجهات الدولة، بغض النظر إن كانت يمينية أو يسارية أو جايطة وما معروف حالها كما حالنا الآن. أقول طالما أن مسلسل المجازر والحملات الانتقامية مستمر فهذا معناه أننا لسنا بخير، وطالما أن مسؤولي الحكومة كل يوم برأي وكل واحد بتصريح، كما حدث قبل أسابيع، ووزير الإعلام الأخ “فيصل” يعلن على الملأ أنه لا علم لحكومته بزيارة الرئيس “البرهان” إلى يوغندا ولقائه بـ”نتينياهو”، وكأن “البرهان” ذلك العسكري المنفرد بالقرار، ليكشف بعدها رئيس المجلس السيادي أن رئيس الوزراء كان يعلم بالزيارة، وكمان قال ليه (قو أهد ) ثم يصرح لاحقاً “محمد الفكي” عضو السيادي أن الأمر تم بتنسيق من الدكتور “حمدوك” نفسه، هذا معناه أيضاً أننا لسنا بخير، وعندما تظل الأزمات قائمة لا تبارح مكانها، ولا زالت أزمة الوقود والغاز تقلق مضاجع المواطنين، فهذا معناه أننا لسنا بخير، وعندما تظل صفوف الخبز هي الملمح الرسمي لحياة أهل السودان، فهذا معناه أننا لسنا بخير، وعندما تصبح الرغيفة أصغر من كفة اليد، وهي عبارة عن لقمتين لو كنت من أصحاب (اللقم المدنكلة) أو ثلاثة في أحسن الفروض وكنت (حنكوش) وبتأكل بطرف أصابعك، فهذا معناه أننا لسنا بخير، وعندما تظل الأسواق منفلتة بلا رقيب ولا حسيب، فهذا معناه أننا لسنا بخير، عندما تتصاعد الأسعار وتصبح جواداً جامحاً ورامحاً دون أن تتصدى الدولة لحماية المواطن، فهذا معناه أننا لسنا بخير، عندما يتنصل وزير المالية عن وعده بزيادة المرتبات ليواجه المواطن الغلاء بجيوب خاوية، فهذا معناه أننا لسنا بخير، وعندما يضيع صوت أهل الشهداء في الزحمة، ولا أحد يتذكرهم إحساناً وتكريماً ووفاءً ورداً للجميل، فهذا معناه أننا لسنا بخير، عندما تسود الضبابية علاقاتنا الخارجية ولا نعرف حتى الآن نحن مصالحنا وين ومع منو؟ فهذا معناه أننا لسنا بخير، وعندما تضيع مبادئ الثوره المبنية على العدالة والمساواة، وتقع الأقنعة، وتنكشف سوءات الوجوه التي جعلت من الثورة باباً لتحقيق مآربها ومطامعها ومصالحها فهذا معناه أننا لسنا بخير، عندما يسكت المسؤولون عن تحريك كل الملفات المهمة والعاجلة، ويصبحوا مجرد موظفين يوقعون على دفتر الحضور صباحاً ومساءً فهذا معناه أننا لسنا بخير، عندما يفقد هؤلاء الوزراء ألق الثورة وهمتها وبريقها ويتحولوا إلى مسؤولين تقليديين و(باردين وبايخين) فهذا معناه أننا لسنا بخير.. اللهم لا اعتراض.
كلمة عزيزة
ربما أن عبارات الثناء والتقدير التي تكتب أو تقال في حق شخص، وهو في المنصب ربما يظنها البعض تملقاً، وبحثاً عن مصلحة؛ لذلك أحسب أن كل الذين كتبوا أو تحدثوا في حق الفريق “خالد بن الوليد” الذي ترجل عن الشرطة قالوا في حقه كلمات حقيقية وصادقة، والرجل ترك خلفه سفراً ناصعاً من البطولة والرجولة والقدوة لكيف يكون القائد مسؤولاً ومهموماً و”ابن الوليد” كان فارساً كما “خالد بن الوليد” بيته مكتبه ومكتبه بيته، فأعطى للشرطة كل سنوات عمره، وخصم من حياته الخاصة ليكون عاماً وملكاً لكل الناس، التحية لك سعادة الفريق “خالد بن الوليد” ومثلما أن التاريخ القديم سجل فتوحات لـ”خالد بن الوليد” واحد فقط، ليس له شبيه، فالشرطة السودانية بها “خالد بن الوليد” واحد فقط، وليس له شبيه.
كلمة أعز
وصلتني رسالة غاضبه من مواطني الحي الأول بكرري لمعتمدها.. غداً أكتب عنها بالتفصيل، لأنه واضح أن المعتمد حوله (شُلة) تحجب عنه الرؤية والسمع.