عز الكلام

شكراً الإمارات.. والدم ما ببقى موية

ام وضاح

رغم إصراري وإلحاحي في أن أكرر السؤال للأخ الدكتور “الفاتح عثمان” المدير العام لوزارة الصحة بالخرطوم الذي استضفته في برنامج (رفع الستار) على قناة (الخرطوم) قبل أسبوعين، رغم إصراري على أن أسأله هل تأخر إجلاء الطلاب السودانيين العالقين في مدينة “أوهان” الصينية المحاصرين بخطر (الكورونا) هل هذا التأخير بسبب تأخر حكومتنا في القيام بواجبها وعجزها عن استئجار طائرة مهما كانت غالية ومكلفة لأنها ليست أغلى ولا أكثر كلفة من أرواح أولادنا هناك؟ أجاب الأخ الدكتور “الفاتح” بأن الأمر لا علاقة له أبداً أبداً بالحكومة، ولكنها ترتيبات تتعلق بالجانب الصيني الذي لا يترك شخصاً يخرج من مدينة الموت، إلا بتفاصيل واشتراطات معينة، وأن هذا الأمر لا يخص طلابنا هناك فقط، ولكن جاليات أخرى تمر بذات الاشتراطات، وهو السبب الوحيد في تأخير خروجهم من المدينة الموبوءة. وأصدقكم القول إنني صدقت الرجل وقلت الحكاية فعلا كده، وما نسمعه عن عجز حكومتنا عن إجلاء طلابها محض افتراء، وأن ما رشح في الأسافير عن هذا التراخي هو شائعات مغرضة، وأنه مستحيل تترك حكومتنا أولادنا هناك، ويمارس مسؤولوها حياتهم الطبيعية نوماً وأكلاً وشراءاً وونسة دون أن يشعروا بما تشعر به أسرهم (الفاجة النار وقاعدة)، إلى أن فضحت هذا التراخي والتباطؤ الحكومة الإماراتية (كتر خيرها) وبارك الله فيها وهي تتبرع بنقل طلابنا من الصين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم وضعهم في الحجر الصحي هناك لمدة (٢٥) يوماً لتنتهي بذلك معاناتهم، ومعاناة أسرهم الذين أثق أنهم ما ضاقوا النوم، وأولادهم هناك مهددون بالوباء الفتاك، لأسال السؤال المهم لماذا لا تزال الجهات الرسمية عندنا مصرة على مداراة الحقائق، وعدم الاعتراف بها؟ والإصرار على أن كل شيء تمام، رغم أنه ولا حاجة واحدة تمام؟، ليه ما في مسؤول عنده الشجاعة والشفافية والمصداقية التي تجعله يعترف بالقصور حتى تحدث المعالجات اللازمة والضرورية في الوقت المناسب؟ لأنه واضح أنه لولا تدخل دولة الإمارات في هذا الوقت بتوجيه مباشر من الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” لما استطعنا التنبؤ بالمصير الأسود الذي كان ينتظر هؤلاء الشباب، ليمتد بذلك تقديرنا وشكرنا واعترافنا بالجميل لدولة الإمارات العربية المتحدة، رغم انه ليس هناك (جمايل) بين الأشقاء، لكنه اعتراف بالحق الذي هو أدب وفضيلة لدولة وشعب ظل على الدوام شريكاً لنا في الضراء قبل السراء، قياداته تكن لشعبنا كل الحب والتقدير والإعزاز، ما التفتنا في مِحنة أو ابتلاء، إلا ووجدنا الإمارات في ظهرنا، ما أوشكت دمعه على النزول من عيوننا، إلا وسارعت لمسحها، ما انطلقت آهة حزن إلا وبددتها الإمارات شعباً وحكومة، باستجابة سريعة وعاجلة، ما فرحنا أو نجحنا أو أنجزنا، إلا وكانت الإمارات في مقدمة المهنئين والداعمين والمساندين، ما تكالبت علينا السباع والضباع والذئاب، إلا ووجدنا الإمارات أخاً كريماً، وصديقاً صدوقاً، لا يخلف الوعد ولا يخون العهد، وها هي الآن وعن طيب خاطر تجلي شبابنا عن منطقة الخطر في “أوهان” الصينية لترسم في قلب كل أم سودانية انتظرت عودت ابنها قلباً آخر معجوناً بالوفاء والجمال والأصالة، لتكتمل بذلك لوحة قمة في الإخاء والإنسانية بين شعبين ربط بينهما مصير واحد، ودمٌ (عمره ما يبقي موية).
كلمة عزيزة
الحريق الكبير الذي حدث بفندق (الأوركيدة) أمس بوسط الخرطوم، وكادت تحدث كارثة وموت جماعي نسبة لوجود فرق لكرة القدم فيه، بسبب ما قيل إنه لا توجد مخارج طوارئ بالفندق، يجعلنا نطالب بفتح ملف الاشتراطات الصحية والأمنية لكثير من المنشآت، وعلى رأسها الشقق الفندقية والمدارس والمخابز التي تتوسط الأحياء، وكارثة كبرى اسمها محطات البنزين في وسط السكان، دي الملفات الحقيقية المحتاجة لـ(البل السريع)، وإصدار قرارات توقف العبث بأرواح المواطنين.
كلمة أعز
أوصت وزارة الخارجية بحسب بيانها الذي أصدرته أمس، رعاياها في كوريا الجنوبية بتوخي الحذر والحيطة نسبه لانتشار فيروس (الكورونا)، ولم يحدثنا البيان عن أي مساعٍ لإجلائهم من هناك، وهو ذات الموقف السلبي تجاه طلابنا في الصين ليظل كل دور الخارجية هو دور الناصح والمرشد بارتداء الأقنعة الواقية (أحْ ياااااا يا قلبي)!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية