ولنا رأي

إنها القدرة الإلهية !!

صلاح حبيب

تزوجا ما يقارب السبع سنوات تقريباً أو يزيد، لم ينجبا، وظل الرجل فى حالة من الهلع والخوف من عدم الإنجاب، حاول بشتى الطرق البحث عن أطباء لتطمينه، ولكن للأسف باءت كل المحاولات بالفشل فاستسلم، ولكن بين الفينة والأخرى تراوده الحاجة إلى الولد، وحاولت زوجته أن تقنعه بالزواج من امرأة ثانية، ولكنه رفض الفكرة حتى لا يظلمها، فهي امرأة (بت ناس)، ولم تقصِّر معه، فحاولا الذهاب إلى كبار الأطباء، فكانت الفحوصات دائماً سليمة، لم يدرك هذا الزوج أن المولى عز وجل قال في كتابه (يهب من يشاء إناثاً ويهب من يشاء الذكور). وفي إحدى المرات دلوه على مركز للخصوبة فذهب إليه أملاً في أن يكون فيه الحل له ولزوجته، جلس مع الاختصاصي، وأجريت له الفحوصات اللازمة له ولزوجته، ثم طلب منهما أن يأتيا بعد فترة من الزمن، وبالفعل عادا، ولكن النتيجة كما هي، ثم كررا التجربة من جديد، ولكن المستوصف طالب بمبلغ كبير، فما كان أمام الزوج إلا أن يبيع منزلاً ليدفع قيمة الفحوصات باهظة التكاليف لإجراء العملية لطفل الأنابيب، وبالفعل بدأت الإجراءات في الفحوصات لوقت من الزمن، ثم بدأت عملية الحقن للزوجة، وظل الزوج والزوجة ينتظران آخر تجربة، عسى ولعل أن يرزقهما المولى بولد أو بنت، ولكن للأسف فشلت التجربة، وأصبح الزوج في حالة يرثى لها بعد أن فقد آخر أمل كان يتعلق به في الإنجاب، ولم تكن الزوجة أفضل حالاً من زوجها فأصيبت بالإحباط الشديد، وصارحها الزوج بالرغبة في الزواج، ولكن نعلم تماماً مهما كانت علاقة الرجل بزوجته، فلن ترضى أن تأتي في مكانها زوجة ثانية، بدأت الزوجة في حمل كل متعلقاتها من عفش للذهاب إلى بيت أسرتها، وبدأ الزوج في مساعدتها، حينما عجز عن إقناعها بالبقاء كزوجة أولى، إلا أنها رفضت، خرج الرجل مع زوجته في طريقهما إلى منزل ذويها، ولكن إرادة المولى كانت أقوى من مركز الخصوبة، ومن أي شيء في الدنيا، وما هؤلاء الأطباء إلا رسل من الله للبشرية، حتى العلاج ليس بأيديهم، فهو هبة من الله، فيشفى هؤلاء عن طريق الطبيب الفلاني، ويعجز الطبيب العلاني عن علاج أبسط الأمراض. ذهبت الزوجة إلى بيت أبيها، وفي اليوم الثاني أحست بألم فذهبت إلى أقرب مستوصف فطلب منها إجراء التحاليل، فكانت النتيجة أنها حامل حملاً طبيعياً، لم تصدق فاتصلت بزوجها فأخبرته بأنها ذهبت إلى المركز الطبي، فأجرت فحوصات فكانت النتيجة أنها حامل، لم يصدق فجاء على وجه السرعة، فذهبا إلى مستوصف آخر فأجرى لها فحوصات طبية ثانية، فكانت النتيجة مثل الأولى بأنها حامل، الآن المولود فى شهره الخامس، وفي انتظار أن يكمل المولى جميله لهما، وأن يولد بصحة جيدة وتُقر به أعينهما. إن الارادة الإلهية فوق كل شيء، وفوق كل قول، فالإنسان لم يخلق نفسه، فالمولى هو المدبر، وهو الخالق، وهو الرازق، ولكن البشر دائماً في حالة هلع واستعجال، وأهلنا دائماً لهم مثل يقولونه للأسر التي تعاني من الفقر ولها عدد من العيال، فيقولون لك (بكرة يكبروا العيال وينفضوا الغبار) فكم من أسرة فقيرة تغير حالها بعد أن كبر العيال، وتخرجوا من الجامعات، وتوظفوا في مؤسسات كبيرة داخل البلاد أو خارجها، فتدفقت عليهم البركات من الله فهي القدرة الإلهية التي لا يستطيع أحد أن يعترض عليها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية