عز الكلام

ما بين السطور في حديث الفريق “حميدتي”

ام وضاح

الذي أستطيع قوله بعد حديث الفريق “حميدتي” لقناة (سودانية ٢٤) إن هذه البلاد ليست على قلب رجل واحد، وأن نقاط الاختلاف والخلاف بين مكونات هذه الحكومة هي أكبر وأكثر من نقاط الالتقاء والاتفاق، ودون الاندياح في تفاصيل حديث الفريق “حميدتي” الذي يبدو لي أنه موجوع و(فشفاشه مورم) من عدم استيعاب بعض (القحاتة) لخطورة ما تتعرض له بلادنا في هذا المنعطف التاريخي المهم، وواضح أن الثقة مهزوزة للخد الذي جعل الرجل ينادي بعقد ميثاق شرف بين أطراف الفترة الانتقالية، وهذا طلب يدعو لبذل كثير من علامات الاستفهام التي على رأسها، هل لم تعد الوثيقة الدستورية ملزمة لأطراف الفترة الانتقالية، أم أنها لم تعد حاكمة وملزمة وقادرة على رسم حدود العلاقة بين شركاء الحكم، أم أنها في الأصل وثيقة ولدت ميتة بدليل الخروقات التي حدثت لها طوال الفترة الماضية؟
والفريق “حميدتي” بصراحته المعهودة التي تزعج ناس (الغتغتة والدسديس) هاجم بعض الأصوات داخل الحرية والتغيير، وهي الأصوات المصرة على زرع الكراهية والفتنة بين الشارع السوداني والمكون العسكري. وقال ما عارف مشكلتهم شنو مع العسكريين رغم أنهم حارسنهم ليل ونهار؟ وإجابة هذا السؤال بالنسبة لي أن هؤلاء لا يقدرون حجم الخراب الذي سيصيب البلاد، إن انفرط عقد أمنها وأمانها، وقد جربنا لحظات قصيرة ومستقطعة لانفراطه كانت بالنسبة للشارع كما الكابوس، ليصبح هؤلاء مطالبين بأن يرتقوا ويرتفعوا لمستوى المسؤولية، ويخافوا الله في هذا الشعب الصابر، وهم يعلمون علم اليقين أن المكونات العسكرية في السودان بمختلف تخصصاتها وألوانها هي مكونات وطنية مؤمنة بشعبها وحريصة على الانحياز له، وهؤلاء الذين يفتحون الآن (حلاقيمهم) للتقليل من العساكر لم يجدوا وقت الجد من يحميهم غير هذه القوات الباسلة ورجالها الأشاوس الذين تحملوا المسؤولية، في الوقت الصعب، وقلبوا كل الموازين، وقادوا الثورة إلى طريق النور، ورغم ذلك يصر بعض الموتورين على دق إسفين في هذه العلاقة الراسخة والعظيمة، عايزين يصلو لشنو ولا يودونا وين ما عارفة؟. وقال الفريق “حميدتي” في حديثه أيضاً إنه يأسف للمعاناة التي يعانيها الشعب السوداني، وأنه يتألم للمواطنين، وهم يمشون بأقدامهم لانعدام المواصلات وفي هذه الجزئية أيضاً يصرح “حميدتي” بعبارة تستوجب الوقوف عندها، حيث قال إنهم في المجلس السيادي جاهزون لمساعدة مجلس الوزراء في حل المشاكل الاقتصادية، وكأن مجلس الوزراء يدير هذه الأزمات بمفرده، رغم فشله في إيجاد الحلول لها.. طيب يا سعادتك مستنين الإذن من منو حتي تنجدوا وتغيثوا هذا الشعب الصابر الذي استجار من الرمضاء بالنار؟. ومضى الفريق “حميدتي” في الحديث الذي يجعل دقات القلب تتصاعد، وهو يؤكد أن الأحداث التي حدثت في الولايات كانت وراءها أيادٍ خبيثة، لها أجندة سياسية تسعى لزرع الفتنة والفوضى، (وبعد ده كله يطالب بعض المغفلين بتهميش العساكر) وما بين القوسين من عندياتي ليصبح مجمل هذا الحديث هو تلخيص للحالة السودانية المتأزمة التي ليس لها من علاج حقيقي سوى أن تصحو هذه الضمائر الميتة، ونرتفع جميعنا إلى مستوى المسؤولية بلا مكايدات بلا حفر بلا محاولات إقصاء للآخر بشكل قبيح وفاجر، وإلا سنظل داخل هذه الدائرة الجهنمية التي لن ينجو منها أحد.
كلمة عزيزة
موقف مشرف للسيدة رئيسة الجهاز القضائي، وهي ترفض محاولات التسكين التي تؤسس لممارسة مرفوضة وقبيحة وكأن شعبنا مكتوب عليه يخرج من (التمكين) ليقع في حفرة (التسكين).. تطير عيشتنا.
كلمة أعز
حديث “الأصم” ونقاشه الذي تم تداوله عبر فيديو في الوسائط عن الرؤية السياسيه لتجمع المهنيين كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن خيوط اللعبة تسربت من يد التجمع، وأصبحت عند آخرين لا يقدرون قيمة هذه الثورة، لأنهم لم يدفعوا ثمنها لذلك ما فارقة معاهم تخرب ولَّا تغرق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية