أخيره

مسجد أرباب العقائد ( فاروق العتيق) يستشرف عهداً جديداً

لعب دوراً كبيراً في حراك ثورة ديسمبر


الخرطوم — عامر باشاب
{ يعتبر مسجد “أرباب العقائد” من أعرق مساجد الخرطوم، بل يؤكد المؤرخون أن أول مسجد أنشئ في قلب الخرطوم والذي استحق صفة (المسجد العتيق)، وبجانب اسم مؤسسه الشيخ “أرباب العقائد” ظل المسجد يحمل اسم الملك (فاروق) (ملك مصر والسودان) مجدد بنائه على الطراز المعماري الإسلامي في وضعه الحالي الذي بدأ العمل فيه في عام 1941م بواسطة مهندسين مصريين. وفي الوقت ذاته ظل المسجد يحتفظ باسم (أرباب العقائد) وهي كنية موسسه الشيخ العلامة العارف بالله الشيخ “إدريس ود الأرباب”.
مقصد السياح
{ هذا الصرح الإسلامي الأثري (مسجد أرباب العقائد ) رغم التجاهل والإهمال الذي ظل يجده من وزارة الأوقاف والإرشاد والجهات المعنية بحماية الآثار طيلة سنوات حكم النظام البائد إلى أنه مازال يحافظ بقوة وصلابة على شكله المعماري اللافت للانتباه الذي يعكس عراقته كواحد من أقدم الصروح الإسلامية في الخرطوم التي يقصدها السياح من مختلف دول العالم بصورة مستمرة للاطلاع على تصميمه الهندسي الأثري والتشكيلات الفنية الإسلامية التي تزين سقوفه والإمعان في الآيات القرانية التي تم حفرها بعناية فائقة لتزين جدرانه من الداخل والخارج، بجانب زخارف ونقوش تحكي عن روعة وجمال فن العمارة الإسلامية.
ليبقى (مسجد فاروق) من أكثر الأماكن التي تعكس الهندسة المعمارية والفن الإسلامى على مستوى العالم، وظل مزاراً ومقصداً للسياح يترددون عليه باستمرار من مختلف بلدان العالم خاصة السواح الأوروبيين .
دور في الحراك الثوري
{ مسجد (أرباب العقائد) ــ (فاروق العتيق) لعب دوراً كبيراً في ثورة ديسمبر، حيث كان مقراً دائماً للثوار من كل الأعمار خاصة الشباب الذين ظلوا طيلة أيام وليالي الحراك الثوري وبجانب أداء الصلوات فيه، كان بالنسبة لهم بمثابة مكان للراحة والاستجمام خاصة كبار السن الذين لا يقوون على السير أو الوقوف لساعات طوال، كما مثل مأوى لكثير من رموز وقيادات الأحزاب السياسية والناشطين السياسيين والثوار من الملاحقات الأمنية طوال فترات التظاهرات والمواكب منذ بداية الثورة، ولذلك ظلت أعداد كبيرة ممن شاركوا في حراك الثورة لهم ذكريات خاصة مع مسجد أرباب العقائد (فاروق العتيق) كما يعتبر مسجد فاروق أول مؤسسة دينية على مستوى البلاد نجحت في إحداث تغيير في الأيام الأولى من سقوط النظام البائد بإزاحة لجنة المسجد السابقة التي كانت تتحكم في المسجد دون إنجازات لفترة تجاوزت الأربعة عشر عاماً تحت صفة (مجلس الأمناء) الذي وخلال هذه الفترة تعرض المسجد لتشوهات عديدة ما زالت آثارها باقية .
{ والآن المسجد يستشرف عهداً جديداً، من المتوقع خلال الفترة القادمة أن يشهد تغييرات تعيد له وضعيته كواحد من أعظم الصروح والمنارات الإسلامية، بجانب مكانته التاريخية الاثرية والتراثية كونه أول مسجد أسس في الخرطوم، حيث أبدت العديد من المؤسسات الاقتصادية الوطنية استعدادها للإسهام في إعماره بما يتناسب بمكانته ويليق بمقامه .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية