ولنا رأي

من الذي يضغط على قناة النيل الأزرق؟

منذ أسبوعين اختفى برنامج (أفراح أفراح) البرنامج الذي تبثه قناة النيل الأزرق كل خميس من كل أسبوع، وهو برنامج احتفالي يستعرض بعض الزيجات التي تحدث بمدن السودان المختلفة وتشارك أسرة القناة الأسر السودانية أفراحها، كما يشاهد الفرح آلاف من المشاهدين داخل وخارج السودان، وهو برنامج لا غبارعليه ليس فيه تفسق أو فجور أو مخالفة، ولكن يبدو أن هناك بعض المتشددين ضغطوا على إدارة القناة أو هددوها بسحب البرنامج، ولكن للذين لا يعلمون.. فقد كانت فكرة البرنامج قبل أن تنفذها إدارة قناة النيل الأزرق كانت فكرة الدكتور “أمين حسن عمر” عندما كان رئيساً لمجلس إدارة صحيفة الأنباء التي صدرت في 26/5/1997م، لقد كان الدكتور “أمين” متطوراً في فكره وهو إسلامي معروف وفقيه فأراد أن تكون فكرته عبر صحيفة الأنباء، فأقترح أن يخصص أحد الصحفيين للطواف على بيوت الأفراح أسبوعياً لنقل مراسيم الفرح وعرضها بالصحيفة، منها مشاركة أسر العرسان وثانية أن تساعد في عملية توزيع الصحيفة، فالتقطت إدارة قناة النيل الأزرق الفكرة ونفذتها بصورة جعلت الخميس من كل أسبوع    
يوم فرح للعديد من الأسر السودانية الذين شاركوا في الفرح من أهل وأصدقاء العرسان أو الذين يحاولون الاستمتاع بمادة خفيفة يستعيدون من خلالها ذكريات الماضي.
فإن الذين يحاولون أن يؤثروا على الإعلام المرئي أو يحاولون أن يضغطوا عليه بآرائهم المتشددة سيحولون القناة إلى قناة طاردة بعد أن طردتهم القناة الرئيسة،فبدأوا يبحثون عن قنوات ترفيهية أخرى وسبق لأولئك المتشددين أن حاولوا التأثير على نفس القناة إبان شهر رمضان المعظم فطالبوا بتعديل زمن برنامج أغاني وأغاني الذي يقدمه الأستاذ “السر قدور” عقب الإفطار ليبث عند الحادية عشر وهو زمن من الصعب على الكثيرين متابعة البرنامج فيه، ولكن عقب الإفطار الفترة بسيطة ومن ثم يغادر المواطنون إلى صلاة العشاء والتراويح فأثر أولئك ونجحوا، ولكن فشلت مساعيهم مرة أخرى في التأثير للعام الثاني فعاد البرنامج إلى الزمن الذي كان يبث فيه.
الناظر إلى كل البرامج التي تبث عبر القنوات الفضائية السودانية تتسم بالانضباط وعدم الخروج عن المألوف ولم نشاهد في أي مادة بث فيها نوع من التجريح أو عدم الانضباط الأخلاقي، لذا كل الذين يشاهدون القنوات السودانية يؤكدون على احترامها، وأنها تراعي الذوق العام، خالية من الخلاعة التي نشاهدها في الفضائيات الأخرى.
إن قناة النيل الأزرق الآن تعد القناة الأولى في السودان من حيث المشاهدة لما تقدمه من برامج ترفيهية وحوارية وثقافية قل أن نجدها في أي قناة أخرى حتى القناة الرئيسة نسبة المشاهدة بينها والنيل الأزرق نجد هناك فرقاً كبيراً وربما في النيل الأزرق تصل المشاهدة لأكثر من (80%) فيما نسبة المشاهدة في الفضائية الرئيسة تصل إلى (40%) ترتفع إلى (60%) عند نشرة العاشرة، ونلاحظ أن نشرات الأخبار في النيل الأزرق أقل، ولكن نسبة المشاهدة أكثر. فإذا بدأ يتدخل أولئك المتشددين في عمل القناة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فالمشاهد سوف يهرب إلى قنوات أخرى أكثر تحرر إذا أعتقد أولئك أن قناة النيل الأزرق من القنوات المتحررة، لذا ننصح أولئك بالاتجاه لمراقبة أشياء تحتاج إلى مراقبة أكثر من مراقبة نجوم الغد، أو أفراح أفراح أو غيرها من البرامج التي يسعد ويستمتع بها المواطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية