كنت أظن أن (قومة النفس) والصراع المستميت على مقاعد المجلس السيادي خاصة المكون المدني، كان صراعاً سببه أن قوى الحرية والتغيير أرادت من خلال هذه الحصة أن تخلق حراكاً وتقود مبادرات وتصنع الفرق من خلال المجلس السيادي، لذلك قاتلت وبشراسة على المقاعد الخمسة، وكانت تبحث عن المزيد لتحقق به إرادة الشارع وتطلعاته، وجاء الخماسي المدني مضافاً للمكون العسكري ليصبح عدد أعضاء المجلس السيادي حداشر (راجل ومرة في عين العدو)، وبعد أن هدأت الأنفاس كله زول لزم مكتبه، ليصبح السؤال المهم والضروري والمنطقي ما هي المهام والتكليفات التي يفترض أن يقوم بها أعضاء المجلس السيادي؟.. لتتكشف الحقيقة المرة أن معظمهم بلا أعباء ولا مهام تماماً كما كان يحدث في الإنقاذ والرئيس السابق أحاط نفسه بعدد من المساعدين الذين ينالون رواتبهم ومخصصاتهم مقابل لا شيء، لتصبح لا شيء هي وظيفتهم الحقيقية، والآن يتكرر المشهد بالكربون بعد ثورة يفترض أنها جاءت لتغيير الواقع غير المقبول وغير الطبيعي، لكنني لاحظت أن هناك بعض الأعضاء من المكون المدني يحاولون صناعة فرقعات إعلامية لا أظنها الطريقة الصحيحة لصناعة رصيد لهم في وقت يحتاجون فيه لعدد من المبادرات والمواقف التي تنصب في خانة الثورة، وبالأمس التقطت الكاميرات عضو مجلس السيادة “صديق تيراب” وهو يتجول بالجلابية حاسر الرأس في محطات الوقود، وفي ذات اليوم قرأنا خبراً مفاجأة الحرس الجمهوري بوصول عضو المجلس “محمد الفكي” بعربية ترحال، وأنه رفض ركوب الإينفينتي، ولأن الخبر كما تعلمنا أن (يعض الإنسان كلباً)، فكلا الخبرين ليس فيهما ما يدعو للدهشة والمفاجأة، لأن الفعل كان سيحرضنا على الاهتمام، لو أن “تيراب” حدد وفصّل أسباب أزمة الوقود وكيفية الخروج منها، بل وحدد زمناً لذلك، وليس الخبر في أن يأتي “محمد الفكي” راجلاً أو راكباً ترحال، لأن الشعب الذي جاء به لا يملك حتى حق الترحال، ويقاتل من أجل مقعد في هايس، وتكون (زهزهت) وأمطرت لو عنده حق الركشة، لذلك لا أظن أن مثل هذه العناوين تنفع واجهات لما يفترض أن يقوم به أشخاص جاءت بهم ثورة هدفها تغيير المفاهيم وتبديل الحال والأحوال، ولسنا على استعداد لأن نشاهد ذات الأفلام البايخة التي أدمن بعض منسوبي النظام السابق إنتاجها، وكم واحد ترك الوزارة وركب تاكسي، وكم واحد بعد إعفائه عرض عربيته في الدلالة وتكشفت الأيام أنه كاتل الجدادة وخامي بيضها، والآن يتخيل “تاور” و”الفكي” أننا على استعداد لحضور هذا الفيلم من جديد وهو المكتوب بذات السيناريو وذات طريقة الإخراج التي لا تكسب جوائز ولا حتى تنتزع الإعجاب والتصفيق، ولو أنني كنت مكان “تاور” و”الفكي” واكتشفت أن وجودهما في المجلس هو تمامة عدد، فكان أشرف وأفضل وأكثر فاعلية أن يتقدمان باستقالتيهما ويخدمان شعب السودان من أي موقع أكثر فاعلية وأكثر حراكاً، وخلونا من حنك النمل الما بقرص.
} كلمة عزيزة
مثل كثير من الزملاء لم تتم دعوتي للمؤتمر الصحفي المحدود الذي عقدته المفوضية القومية لحقوق الإنسان لإعلان نتائج التحقيق في فض الاعتصام، لكني وبطريقتي حاولت معرفة تفاصيل المؤتمر وتفاصيل التحقيق، وكل الأقدر أقوله إن المفوضية دخلت بحمد ومرقت بخوجلي، والتحقيق ليس فيه جديد ولا عقاد نافع لأتأكد للمرة المليون أن هذه المفوضية أضعف من أن تكون مؤسسة على الحياد تملك قرارها وتستطيع أن تقول للأعور أنت أعور في عينه، فيا سيدي راجع هذه المفوضية لتلعب دورها المهم في حماية حقوق البني آدم السوداني.
} كلمة أعز
حديث السيد وزير المالية الذي أكد فيه أن الصرف على الأمن القومي سيكون أولوية في ميزانية ٢٠٢٠، اعتبره حديثاً مسؤولاً، والرجل مدرك لأهمية الأمن القومي الذي يحفظ بلادنا من الاختراق والانزلاق نحو الفوضى، ولم ينساق وراء الهتيفة الذين قللوا من شأن الأجهزة الأمنية التي هي صمام الوطن والضامن لاستقراره.