رأي

إليك وزيرة التنمية الاجتماعية.. ومبروك شباب العباسية

أمل أبو القاسم

إلى الآن لم تخرج علينا وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذة “لينا يعقوب الشيخ” بأي تصريح أو قرار حول وزارتها؛ ما يشي بأنها ربما عاكفة على دراسة وزارتها، ما لها وما عليها، وما ينبغي أن يكون، وإن صدق ذلك، فهذه محمدة كبيرة لها تعكس مدى اتزانها وتهيئة نفسها بما يليق لتولي هذه الوزارة المعنية في المقام الأول ومباشرة بالمواطن وهمومه ونبض الشارع والبيوت والمكاتب على حد سواء. كذلك ربما استفادت من غلطات نظرائها من بعض وزراء الوزارات التي أثارت جدلاً عنيفاً خصم منهم الكثير…المهم في الأمر أن الأستاذة “لينا” تنتظرها الكثير من الملفات الاجتماعية التي أخفقت الحكومة الفائتة في استئصالها أو الحد منها بنسبة كبيرة، رغم الجهود التي كانت تقول بها، ومع ذلك ظل الحال كما هو عليه إن لم يزددْ سوءاً، وأعني هنا تحديداً ملف المشردين الذي ينطوي على عدد من الإشكالات والمحاور؛ ما يعني  أن القضية ليست بالهينة، وتحتاج دعم وجهد مقدر، وعلى وزارة الداخلية الإسهام فيها بما يليها فتكاتف الجهد وتلاقح الرؤى حولها مهم.
قرأت منشوراً بمواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه أن واحدة من الناشطات اختارت سيدة فاقدة للأهلية، ومعها طفلها من بين آلاف المشردين والمشردات، واجتهدت في تسليمها الشرطة لتجد لها مأوى أسوة بمثيلاتها، فتوجهت لشرطة الأسرة والطفل التي حضرت بعد إبلاغها فاصطحبت السيدة وطفلها الى مقرهم، ريثما يتم ترحيلها الى  دار بعد استيفاء أوراقها، بيد أنه وعند الصباح قيل لها إنهم أطلقوا سراحها لأنها أزعجتهم وكانت بصدد إلقاء طفلها من أعلى بحسب رواية الناشطة،، وإن صحت هذه الرواية، فذلك مدعاة لمساءلة (نبطشية) ذاك اليوم لتعاملهم مع هكذا قضايا باستسهال واستهتار. نعلم أن الموضوع أكبر من إمكانياتهم، حيث يتم الأمر عبر عدة قنوات لكن كان عليهم التعامل بموضوعية وجدية على الأقل في ما يليهم.
للصراحة وحديثي هنا للداخلية فإن ثمة ثغرات وفوضى تتمثل في التعامل مع هذه الشرائح، وحدثتني زميلة نقلاً عن متشردات فضفضن إليها من باب الإخاء وليس النشر بما بشيب له الولدان، يحدث في الدور وخارجه، أفضى لحملهن سفاحاً، حيث انتهز الجناة ضعفهن وقلة حيلتهن واستغلوهن اسوأ استغلال، ولكم أن تتحروا عن ذلك.
أيضاً السيدة وزير العمل والتنمية الاجتماعية ليتك جلستي شخصياً لفتيان وفتيات الدور واستمعتي إليهن بلا ضوضاء، بعد بث الطمأنينة في انفسهن، لتقفي على همومهم بعيداً عن التقارير الباردة..هذا فقط شق من هذه القضية المعقدة، لكن وبحكم طبيعة دراستك وعملك ونشاطك في منظمات تعنى بالقضايا الإنسانية بعدد من ولايات السودان التي تفرز مثل هذه القضايا الإنسانية بفعل النزاع والحروب وغيرها، ومن ثم بطريقة أو بأخرى رفدت بها العاصمة، فضلاً عن كونك شغلتي مستشاراً في هكذا ملفات. نثق في حكمتك وإدارتك لهذا الملف أيضاً بحكم قربك وعملك فيه مسبقاً، وبالتالي أعلم بتفاصيله، وها قد جاءتك الفرصة لمعالجة ما كان يزعجك ويزعجنا جميعاً، وقد ظل الإعلام تحديداً يطرق على هذه الظاهرة المؤذية للنفس مراراً وتكراراً، بيد أن الاستجابة كانت ضعيفة. وفقك الله في حل كل الإشكالات المنوطة بها وزارتك بالحد الأعلى.
(٢)
مطمئناً جداً ذاك الموقف الذي اتخذه رجال وشباب حي العباسية بأم درمان حيال التمثال الذي كان من المقرر أن يتم نصبه في الحي من قبل البعض الذين يخدمون وينفذون أجندة بعينها لآخرين، وهو للشهيد” عبد العظيم”، بيد أن شباب الثورة أنفسهم ولجان المقاومة، كما ورد، هم أول من تصدوا لهذا الفعل، ودافعوا عن موقفهم بثبات بحسبان أن هذا يعتبر (صنم) ما اضطر أولئك الذين حضروا وفي معيتهم قنوات خارجية وإعلام داخلي بما فيه تلفزيون السودان فضلاً عن مندوب من وزارة الثقافة لأن يعودوا أدراجهم يحملون خيباتهم.
عظيم فعلاً هذا الشعب المسلم المتربي على القيم والفضيلة. وصحيح أن من خرج وقام بالثورة هم الشباب لكنهم خرجوا لخدمة أغراض معينة تهم البيوت والأسر التي لاقت ضنكاً في النظام الفائت، وليس لسوى ذلك، حتى تحاول جهات تحوير قضيتهم لخدمة أجندتها. مبروك أول صفعة قدمها الشباب لفئة شباب معينة، فهؤلاء أكدوا فعلاً أنهم خرجوا من صلب بيوت سودانية أصيلة فلهم التجلة والتحية ولا عزاء  لدعاة العلمانية. والرحمة والمغفرة لشهدائنا من الشباب ليت تكريمهم يكون بما يخدمهم ويليق بشهادتهم، انصبوا لهم الصدقات، حجوا عنهم وأكرموا أهليهم بزيارة قبر الحبيب المصطفى فالتماثيل لن تجديهم نفعاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية