ربع مقال

التلفزيون وما يسمى بـ(وزارة الإعلام)!!

خالد حسن لقمان

.. من ضمن ما وردني أمس، من تعليقات عميقة وطيبة من قرائي الكرام.. تساؤل أحد هؤلاء الأعزاء والذي أعتز بمتابعته لما أكتب عن عبارتي المتكررة التي أقول فيها: (ما يسمى بوزارة الإعلام).. وذلك في معرض حديثي عن ما رشح من رغبة السلطات الجديدة في تغيير شعار التلفزيون القومي الذي يحمل شهادة الوحدانية (لا إله إلا الله) وكان قد هزني الدعاء الذي عرض أخيراً للعلامة الشيخ الدكتور الوقور “محمد الأمين إسماعيل”، والذي نوه بعض هؤلاء القراء الكرام إلى مقطع قديم للشيخ “محمد الأمين” يعلن فيه رفضه للتعديلات التي كانت تعتزم سلطات النظام السابق إجراءها على المنهج الدراسي.. ولكن وأياً ما كان الأمر.. فإن رفض شيخنا الجليل لحذف لا إله إلا الله من المنهج الدراسي.. يعني رفضه لحذفها من أي صورة لحياتنا كمسلمين مؤمنين موحدين.. وليس هذا الدين ديناً للحركة الإسلامية أو للإسلاميين فقط .. هذا الدين للبشرية جمعاء أياً ما كانت ومتى ما كانت.. لذا يجب أن يبقى شعار التلفزيون القومي بهذه الشهادة العظيمة الباقية كما هو ليعبر عن هوية شعب جله مسلم ولا يجب أن يكون في هذا مزايدات علينا من أي أحد.. فنحن ومع كل الشعب السوداني العظيم من نادينا بهذه الثورة الجديدة.. وبشرنا بها وعملنا لها وعاركنا من أجلها وخاصمنا وأقصينا بسببها وبسبب مبادئها وشاركنا فيها وأنجزناها مع كل أبناء شعبنا العظيم.. أما ما يسمى بوزارة الإعلام فيا أخي العزيز “محمد الحسن حمدنا الله” الذي أعتز به قارئاً لهذه الزاوية.. أقول لك إن شخصي الضعيف قد رحب بقدوم زميلنا الإعلامي “فيصل محمد صالح” لقيادة الشأن الإعلامي في هذه الفترة المهمة والمفصلية من تاريخنا.. بل واعتبرته هو ووزير المالية ووزير رئاسة مجلس الوزراء الكفاءات الوحيدة في التشكيلة (العجيبة) التي أعلنها الدكتور “حمدوك” رئيس الوزراء الانتقالي.. وتقديري في هذا من باب أن الأخ “فيصل” شخصية متوازنة وحصيفة وشجاعة وغير متجمدة لمواقف بعينها ولديه القدرة على إحداث تغيير في الفقه الذي تدار به العملية الإعلامية.. ولكني كنت آمل أن يأتي على رأس مجلس إعلامي يتكون من المكون الإعلامي بالبلاد أسوة بالأنظمة الديمقراطية التي انعتقت من سيطرة الوزارات السلطوية التي تمنع وتحجر وتحدد للإعلاميين المساحة التي يتحركون فيها.. وقد وقفت طوال سنوات النظام السابق أنادي بهذا وأدعو لإلغاء هذه الوزارة.. ولكن كان لقادة النظام السابق قدرة مدهشة على تجاهل الآراء واحتقارها وتجاوز أصحابها وإقصائهم.. وقد نلنا حظنا من ذلك بمثل ما نال “فيصل” نصيبه منه.. فلماذا إذن يحبطنا الآن الأخ “فيصل” من جديد بعد أن عبرت الثورة مشوار كفاحها ونضالها وبدأت تقطف ثمار ذلك.. لا يا “فيصل” لا تسقط علينا ثماراً مرة من شجرة سقاها الشعب السوداني كله بدمائه ودثرها بثوب نضاله وبعثها بروح شيبه وشبابه.. أما شهادة لا إله إلا الله فلها رب يحميها ويبقيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية