عز الكلام

لا بد من ميزانية انتقالية يا وزير المالية!!

أم وضاح

أكتب هذه الزاوية قبل ساعة تقريباً من تلبيتي لدعوة كريمة من الأخ والصديق، الأستاذ “طارق شريف” رئيس تحرير مجلة حواس الاقتصادية، لحضور المنتدى الأول عن الشمول الاقتصادي وأثره في النمو الاقتصادي، و”طارق” بحسه الوطني الصادق، وحسه الإعلامي المتقد، يقدم رسالة إعلامية مهمة، يوجهها بالكامل نحو الاقتصاد، باعتبار أن بلادنا تحتاج في الفترة القادمة إلى هذا النوع من الرسائل التي تخدم أهداف ثورة ديسمبر، وترسم خارطة الطريق لمستقبل بلادنا التي تعاني أزمة اقتصادية بالدرجة الأولى، الخروج منها يحتاج إلى نهضة حقيقية تقودها كل العقول القادرة على الالتفاف حول مشروع اقتصادي سوداني يمثل الإشارة الخضراء التي يفترض أن نسير عليها لنخرج من دائرة الفشل والخيبة. ودعوني أقول إن واحداً من أهم التحديات التي تواجه حكومة الدكتور “حمدوك”، وهو الملف الاقتصادي على الإطلاق والذي هو ملف بالغ التعقيد، تسببت في شربكته السياسات الاقتصادية الخاطئة والنفوس المريضة التي عاثت في الأرض فساداً، وأيضاً فقدان الغيرة والضمير الوطني الذي مات بسبب المصالح الشخصية والكومشنات التي يسيل لها اللعاب، لذلك لا بد أن نقول للسيد وزير المالية المحترم “إبراهيم البدوي” إن الخروج من الأزمة الاقتصادية لن يكون أبداً من خلال نافذة البنك الدولي والخروج من هذا الباب يعتبر قفزاً في المجهول والدول التي رضخت لشروط البنك الدولي ما ضاقت عافية حتى الآن، وسبيلنا الوحيد للخروج من هذه الأزمة عن طريق الإنتاج ولا بد أن تتحول سياسات الحكومة جميعها إلى سياسات تحرض على الإنتاج والإنتاجية الغزير، كمان ولا بد أن تهتم الحكومة بالصادر لأنه السبيل الوحيد للحصول على العملة الحرة، ولا بد لحكومة “حمدوك” أن تتخذ قراراً ثورياً سريعاً بمنع صادر الخام من محصولات نقدية تباع في أسواق العالم بعد تصنيعها بملايين الدولارات، لأن ما يحدث هو للأسف نزيف مفتعل لإنهاك الجسد السوداني، سببه سكاكين بعض المستفيدين من هذه الفوضى التي يغرسونها بلا رحمة في قلب شعب كامل عشان عشرة عشرين قولوا عشرات، المستفيدون من هذا الوضع الغريب وثرواتنا بما فيها الثروة الحيوانية تصدر بشحمها ولحمها إلى الخارج وبتراب القروش، ليصدرها هؤلاء إلى أوربا مباشرة، لأنها مرغوبة بسبب أنها لا تتعاطى سوى الأعلاف العضوية، لذلك هي مطلوبة وبشدة في السوق الأوربي، وعلى هذا قس الكثير مما تنتجه أرضنا البكر الواعدة، ليمثل هذا الاتجاه الصحيح الذي يجب أن نسير عليه بدلاً من التخبط في قرارات سريعة بحظر واردات لا أدري كم نسبتها في الميزان التجاري، ولا أدري إن كان حظرها سيلغي بظلال إيجابية على المشهد الاقتصادي برمته، وعلى فكرة السيد وزير المالية مطلوب منه وبشكل عاجل أن يقدم ميزانية انتقالية يلغي بها ميزانية ٢٠١٩ الكارثية على أسس ومفاهيم اقتصادية جديدة في ما يتعلق بالضرائب والجمارك وكثير من المعوقات التي ظلت لسنوات تعرقل حركة الصادر والوارد.
في كل الأحوال ننتظر قرارات سريعة وجراحات عاجلة تنقذ بلادنا من الأورام التي تمددت في جسدها وأوردتها موارد الهلاك.
} كلمة عزيزة
لا يخفى على أحد أن القطاع المصرفي لم ينجُ من عاصفة الفساد التي ضربت مفاصله وعصفت بجملة المشهد الاقتصادي، ومن بينها احتكار بعض الأسماء للبنوك بامتلاكها لغالبية الأسهم فيها، رغم أنه وعلى حد علمي يفترض أن لا تتعدى نسبة الشخص (15%) من جملة الأسهم في أي مصرف حتى لا تصبح هناك احتكارية تتحكم في القرارات وحتى مصائر الناس.
} كلمة أعز
كنت أتمنى لو أن حكومة ولاية الخرطوم، تفاعلت مع حملة مقاطعة اللحوم بتوفير مراكز لبيع اللحوم البيضاء البديلة بأسعار مخفضة لتدخل سوق المنافسة وتجبر التجار على تخفيض الأسعار، لكن لا حياة لمن تنادي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية