ولنا رأي

سفير فوق العادة

صلاح حبيب

من البرامج التي مازالت تأثرني برنامج (سفير فوق العادة) الذي كانت تقدمه الأستاذة “نجوى أبو النجا” عبر إذاعة صوت العرب، الذي كانت تستضيف فيه رموزاً من المجتمع، والسفير هو الذي الشخص الذي يتعامل بدبلوماسية مع الأشياء ومع المجتمع بدون تكلف أو وضع المساحيق على مادته، فأثرني السفير “علي بن حسن جعفر” سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم، لقد جاء السفير إلى الخرطوم ما يقارب البضع سنوات، ولكن ما قدمه لدولته خلال تلك الفترة يساوي مئات السنين، فقد دخل قلوب السودانيين لم يتكلف في تعامله مع الجميع تجده في المآتم والأفراح وكل المناسبات التي يدعى إليها لم يخلف موعداً مع أحد.. ظلت علاقاته الاجتماعية متساوية مع الكافة، فلم أشاهده طوال تلك الفترة التي تعرفنا فيها عليه إلا والابتسامة تملأ ثغره، لم نشاهده متكدراً أو متململاً من شخص، ظل يقوم بكل عمل بمفرده لم يترك العمل للآخرين، فقد شاهدناه خلال الفيضانات التي ضربت البلاد سواء في الجيلي أو ود رملي أو في مناطق النيل الأبيض أو دارفور، إلا وهو يقوم بتوزيع المساعدات بنفسه وهذه خصلة لم تتوفر لدى الكثيرين حتى إخواننا الدبلوماسيين الذين نعرفهم من بلدان العالم والذين تربطنا بهم معرفة لصيقة لم نرَ أحداً يقوم بهذه الأعمال التي تتطلب أحياناً أن يوكل العمل إلى الآخرين، ولكن “بن جعفر” ظل يقوم بكل شيء بمفرده، لقد ربحت المملكة العربية السعودية شخصاً بمقام السفير “علي بن حسن جعفر” فقدم لها ما لم يقدمه حتى وزراء الخارجية في معظم دول العالم، لقد أحب الشعب السوداني “بن جعفر” لتوفر تلك الخصال الحميدة فيه وللعفوية التي يتمتع بها، تجده في المناسبات الوطنية للدول في مقدمة السفراء يقف مع هذا ويداعب هذا وهذه الصفة الحميدة لا تتوفر لأغلب الدبلوماسيين، فهناك بعض سفراء الدول العربية أو الأفريقية أو الأوروبية يخشون الدخول في علاقات مع الصحفيين، ولكن “بن جعفر” كسر هذا الحاجز وظل في كل المناسبات يقف إلى جوار الصحفيين السودانيين بدون تميز أو محاباة لطرف عن الآخر، واذكر في حج هذا العام أتاح الفرصة لعدد كبير منهم دون أن يطلب أحد منه ذلك، بل وقف بنفسه على تأشيرات الإعلاميين بنفسه وهذه صفة لم تتوفر إلا في شخص حباه المولى بهذه الصفة التي لا يمنحها المولى إلا لأمثال “بن علي”، إن الدبلوماسية ليست أن يجلس الشخص في مكتبه أو يقدم تقريراً في بداية السنة أو نهايته فالدبلوماسي لا بد أن يخلق علاقات مميزة في الدول التي يعمل فيها وأن يقيم علاقات مع المسؤولين في الدولة وأن يقوم بتقديم المساعدات أن دعت الضرورة إلى المحتاجين في الدولة التي لا يعمل فيها، فالآن هذه هي الصفات التي يقوم بها السفير “علي بن حسن جعفر” رغم أن كثيراً من الدبلوماسيين يتحفظون في أعمالهم، إلا أن “بن جعفر” أحياناً تجده يلبس الثوب السوداني وأحياناً يظهر باللبس الأفرنجي كما رأيناه في إحدى المناسبات، وقد ارتدى اللبسة الاشتراكية التي يلبسها كثير من موظفي ومسؤولي الدولة في السودان، ولم يشعر بأنه قد ارتكب خطأ في هذا اللبس لأن الزي السعودي هو اللباس الذي أعتاد عليه كل مسؤولي المملكة داخل أو خارج وطنهم.. ولكن تلك الحالة النادرة تجدها في السفير “بن جعفر”، مما أدخلت المحبة والسرور في أصدقائه من السودانيين أو سفراء الدول الأخرى، وهو فعلاً سفيراً فوق العادة لكل ما رأيناه فيه من تلك الخصال الطيبة والحميدة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية