رأي

حسناً وزير الداخلية أن بدأت بالأجانب

أمل أبو القاسم

حسناً فعل وزير الداخلية بالتوجيه لفحص جوازات الأجانب كافة الموجودين بأرض السودان، والتي جاء أن قرابة الألفي جواز سوداني منها كانت بحوزتهم، ما يشي بأنها كانت استثماراً مجزٍ لبعض العاملين عليها والمؤلفة جيوبهم وأبناء السبيل، والأخيرين تجنسوا بطريقة سهلة وناعمة ولم يكلفهم الأمر سوى حفنة دولارات، في وقت منعت فيه قلة من السودانيين أو أولئك الذين ولدوا وترعرعوا ولآبائهم مساهمات وأدوار بطولية ووطنية يحفظها لهم التاريخ.
وأذكر أن جرى حديث قبيل مدة يجرم أحد أقرباء الرئيس السابق لتورطه ونشاطه في هذا المجال، المهم في الأمر أن الداخلية شرعت في تنظيم الوجود الأجنبي الذي كان يسير بطريقة فوضوية، نعم هم أشقاء لنا لفظت بعضهم ظروف الحرب في بلدانهم فاختاروا السودان مأوى لما يعرف به من كريم خصال، لكن هذا اللجوء يتطلب أن يقنن وينظم، ومع ذلك فهنالك جنسيات انسابت إلى السودان ودخلت بكميات كبيرة للحد الذي زاحمت فيه (ناس البيت) ليس على مستوى المعيشة، بل العمل كذلك، وعلى ذكر العمل لطالما ظللنا ننادي الحكومة الفائتة بتنظيم عمل العاملات بالمنازل ومن تبعهم من أولئك الذين أطلق عليهم السماسرة، وقد عملوا على استنزاف المواطنين الموظفين منهم والموظفات مستغلين حاجتهم لهم التي أصبحت فرض عين على كل أم عاملة حتى تستطيع الموازنة بين بيتها وعملها رغم سوءات ذلك وسوالبه، لكنها الظروف التي دفعت بجميع أفراد البيت للخروج للعمل لمجابهتها.
وأذكر أنه وبعد أن ضاقت الأسر ذرعاً باستغلال هؤلاء السيئين لنا حيث لم ينفع معه مقاطعات ولا يحزنون، قامت إحدى الزميلات بالصحيفة وشرعت في إجراء تحقيق لم يشأ له أن يكتمل، لأن الجهات الرسمية المعنية تنصلت وتلكأت في إفادتها رغم أنهم يتلمسون القضية تماماً، إذ أن من المؤكد أن ببيت طل منهم عاملة، لكن ماذا يضيرهم طالما أنهم قادرون على الدفع مهما استطالت مطالب العاملات أو بالأحرى السماسرة، غير المسقوفة وإلى يومنا هذا، حيث بلغ أجر العاملة خمسة آلاف ويزيد في بعض الأحياء الراقية.
حسناً بدأت بهذا الملف السيد وزير الداخلية، ففي تنظيمه تنظيم للاقتصاد بطريقة أو بأخرى، ولا يفوتكم أنه وبنهاية العام ٢٠١٨م بلغت تحويلات الأجانب حوالي ثلاثة مليارات دولار شهرياً.
(٢)
ليت الجميع ينخرط في هذه الفترة الحساسة، في العمل الجاد من كل السودانيين وليس بعضهم، وينأوا عن عمليات الإقصاء التي بشروا بها مسبقاً، لأنها وبلا شك ستخصم منهم كثيراً ودونكم حديث وزير التعليم، البروفيسور “إنتصار الزين صغيرون” في حرم جامعة أم درمان الإسلامية، وقد فتحت به ناراً على نفسها قبيل أن تنطفئ نار استيائها من المذاهب الأربعة، وقد تنكرت لزملاء لها كانوا على سدة الجامعات مستخدمة مفردات ضالعة في التشفي.. ترى هل حديثها الثوري ذاك أرادات به نفي تهمة وإسباغ ( الكوزنة) عليها فـ(كترت محلبية الثورية)؟.. ما هكذا تورد الإبل أستاذتنا، فأنت قد وليت على الجميع بلا فرز أو استثناءات، وما تفعلونه الآن لم تفعله الحكومة السابقة، صحيح أنها عملت بالمحاصصة واللوبي، لكنها لم تطرد أو تفصل أياً من موظفي الدولة الذين ينتمون لأحزاب أخرى، وعليه نتمنى أن يعمل الجميع وفي كل المؤسسات بروح الفريق الواحد، هذا إلى جانب السلطة العليا المتناصفة بين مكونين ينبغي أن ينأيا عن أي صراع أو احتدام آراء وانفراد بها، المرحلة صعبة تحتاج للتكاتف والسمو بالخلافات ونبذ الفتنة والاستماع إليها وكذا التعصب، القوا بالفترة الفائتة خلف ظهوركم وركزوا في ورقكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية