رأي

بكى الوزير على حال التعليم .. وكفى

أمل أبو القاسم

أطلعت على التقرير الذي نشرته (المجهر) الخاص بحال التعليم وقد أبكى الوزير أو كما ورد بالتقرير.. وحق له أن يبكي ويذرف الدموع مدراراً، فحال التعليم بالفعل يدعو للبكاء والرثاء والشفقة وهو من أكثر الملفات والوزارات التي لاقت إهمالاً منقطع النظير، ولم تشفع الشكاوى ولا عقيرة الإعلاميين التي ارتفعت مراراً تنادي لإصلاح حاله عبر لفتهم للعديد من السوءات والأخطاء والثغرات لكن لا حياة لمن تنادي، فقد كانت تكابر وتفند بعض الملاحظات بمبررات واهية وفطيرة، وأعني هنا تقلبات المنهج الذي قيل إنه يخضع لمعايير عالمية، بيد أن الواقع يقول إنه لا قبل لنا بها ولا تناسبنا، هذا إلى جانب الكثير من الأمور التي كادت أن تنسف بالعملية التعليمية الآيلة للسقوط يوماً عن يوم، ولعل من بينها تردي الخدمات وعلى رأسها تدني راتب المعلم الذي عقّد المشهد وزاده إرباكاً بدفعه للتركيز على المدارس والدروس الخصوصية ذات العائد المجزي، خصماً على الحكومية التي ولو لا نزاهة البعض ووطنيته وقناعته، لانهارت، أيضاً فوضى التعليم الخاص الذي تحول لجبايات في ظل اضطرار واعتماد الأسر الميسورة وغيرها، عليها والوزارة ترقب في صمت، لا بل لديها حصة ونسبة من العائد، إلى جانب كل ذلك إهمال التدريب الكافي للمعلم، صحيح أن هنالك ثمة تدريبات يخضعون إليها بين فينة وأخرى لكنها ليست مجزية، إذ كأنها نظام بروتوكولي والسلام.
لكن يبدو أن دموع الوزير هذه ستغسل كل ما علق بالتعليم من شوائب أضرت به، ويبدو أنه أمسك بكل التفاصيل وكم صدمتني نسبة الميزانية التي قيل إنها المخصصة للتعليم مقارنة بميزانية الجيش وهي (٢%)، مقابل (75%) هي ميزانية الجيش، والتي سبق وأن طلب تقليصها لصالح الأولى، بيد أن النظام الفائت لم يلتفت لذلك وأبقى على نسبة التعليم الضعيفة أو كما قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، المدير السابق لبنك السودان المركزي، الأستاذ “محمد عصمت”.
آلمتني أيضاً نسبة الأمية التي أوردها القيادي بقوى الحرية والتغيير، الأستاذ “بابكر فيصل بابكر” التي ارتفعت من (٣٧ – ٥٧) وفقاً لإحصاءات المجلس القومي لمحو الأمية.
يحدث هذا في زمن ترتقي فيه كل دول للعالم بكوادرها البشرية وتنميتها بكافة السبل، بينما نحن الذين علمنا العالمين من دول الجوار، نتراجع وينهد ما بناه السلف الصالح بآليات عدة، لعل من بينها بيئات العمل بعد أن أضحت طاردة.
وطالما أن السيد وزير التربية والتعليم، د “محمد الأمين” قد أبكاه حال التعليم، إذن فنحن موعودون بتعليم نقي يعيد للتعليم هيبته وهيبة معلميه ويزيل كل ما علق بها، فضلاً عن أن زيادة نسبة ميزانية التعليم من (2%) إلى (20%) خطوة في الطريق الصحيح، كذلك أعجبتني فكرة الاهتمام بقضية تدريب المعلمين، وهي لعمري قضية فعلية وقد لاحظنا ضعف بعض المعلمين غير المؤهلين، وكم تؤلمني الأخطاء الإملائية التي كشفتها مواقع التواصل الاجتماعي من خلال دردشاتهم وغير ذلك الكثير، والسيد الوزير لم يكن مغالياً وأوضح أن فترة الثلاث سنوات عمر الفترة الانتقالية، ليست كافية لإرساء دعائم كل العملية، لكنهم سيعملون على الأقل، في وضع اللبنات الأولى والقوالب الصحيحة ومن ثم الركائز المتينة، أمنياتنا له بالتوفيق في تصحيح أهم وزارة على الإطلاق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية