“فيصل” وآخرون .. مرشحو (قحت) للإعلام
إذا كانت المفاضلة الأولية بين مرشحي قوى الحرية والتغيير لمنصب رئيس مجلس الثقافة والإعلام ، هي بين الزميل “فيصل محمد صالح” والمواطن الأمريكي “فتحي الضو” وآخرين ، فلا شك أن “فيصل” هو الأجدر بالمنصب ، والأقدر على فهم طبيعته ، وتفاصيل الواقع الداخلي والمحيط به .
وفي ظني ، سقط ترشيح “فتحي الضو” لأسباب عديدة ليس من بينها اعتذاره ، ولكن قد يكون بينها إمكانية خضوعه للمحاكمة بسبب ما أورده من اتهامات جنائية وأخلاقية مسيئة في ثنايا كتبه عن جهاز الأمن والمخابرات ، لعدد كبير من المسؤولين السابقين ، وهم مواطنون سودانيون شرفاء لهم حق تدوين بلاغات جنائية ضد أي مناضل أو مدعٍ لنضال ، ومقاضاته وفق القانون .
الأخ الأستاذ “فيصل محمد صالح” وإن كنا نختلف معه في الرأي والمواقف السياسية ، إلاّ أننا نلتقي في رحاب العمل الصحفي العام وغايتنا واحدة ، وأذكر أنني قدمتُ له الدعوة للكتابة في (المجهر) قبل صدورها ، غير أنه لم يرد ، ثم كتب لاحقاً في صحف تملكها قيادات في حزب (المؤتمر الوطني) الذي كان حاكماً ، وهذا من حقه ، وهو الذي يحدد خياراته ويتخذ قراراته .
المهم أننا متفقون حول “فيصل” ، لأدبه وتهذيبه واحترامه ، كما أنه صحفي مهني عمل رئيساً للتحرير ومستشاراً للتحرير وكاتباً راتباً في أكثر من صحيفة في العهد السابق ، ولم يرفض مجلس الصحافة والمطبوعات ترشيح “فيصل” لرئاسة التحرير ، كما لم يرفضه جهاز الأمن ، كما فعل مع آخرين ، في حالات محدودة جداً بدعاوى الفحص الأمني ، وبالتالي فإننا نطالب “فيصل” بأن يوفر لنا ما وفرته له (الإنقاذ) من حُريات في العمل في رئاسة تحرير (الأضواء) ومواقع مختلفة في صحف أخرى ، مع الكتابة اليومية رغم مكابدة مضايقات أمنية متفرقة ، لم ننجُ منها كلنا بلا استثناء ، فقد أوقف جهاز الأمن بأمر من الرئيس السابق هذه الصحيفة (المجهر) خمس مرات ، ما بين أسبوع إلى شهر ، في العامين 2012 و2013 ، وأوقفني الجهاز شخصياً عن الكتابة لنحو أسبوعين .
أما ما تعرض له الأخ “فيصل” من اعتقال قصير المدة في آخر أيام النظام السابق ، فهو بسبب مشاركته في نشاط سياسي معارض من بينه التظاهرات ، فإن وجدتنا يا عزيزنا “فيصل” في مظاهرات ضد حكومة “حمدوك” ، فأمر بفتح بلاغات ضدنا ، حيث لا تنص الوثيقة الدستورية العظيمة على اعتقال أي مواطن دون توجيه اتهام محدد له وبأمر القضاء .
من جانب آخر ، فإن ترشيح “فيصل” وأختنا الصغيرة الصحفية قوية الشكيمة المميزة “درة قمبو” لوزارة أو مجلس الإعلام ، وقبلهما تعيين الكادر الاتحادي الصحفي “محمد الفكي” عضواً بمجلس السيادة ، إنما يعكس عن احترام مكونات قوى الحرية والتغيير للصحافة والصحفيين ، وهو ما كان يفتقده كثيراً حزب المؤتمر الوطني ، فقد ظل يدفع لوزارة الإعلام بقيادات شابة من قطاعي الشباب والطلاب آخرهم الشاب الودود ” مأمون حسن”وزير الدولة الأسبق للإعلام !!
ظل المؤتمر الوطني ورئاسة الجمهورية يضطهدان الصحفيين ، ويستكثران على رؤساء التحرير استمرار مرافقة الرئيس في الرحلات الخارجية ، فقطعوها لعام كامل قبل سقوط النظام بحجج واهية من وزارة رئاسة الجمهورية !!
حدث هذا ، رغم أن نجوم الصحافة السودانية كان وما يزال غالبيتهم من صفوف الإسلاميين منذ حقبة الديمقراطية الثالثة ، حيث كانت صحف (الجبهة الإسلامية القومية) هي الأعلى توزيعاً بما لا يُقارن بصحف (الميدان) للحزب الشيوعي ، و(الهدف) للبعث ، و(صوت الأمة) ، و(الاتحادي) ، وهذا هو سبب قلق وتضجر أحزاب (قحت) من صحفنا – باستثناء إمام الديمقراطية “الصادق المهدي” – حتى وإن كانت لا تتبع للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، فنحن مُلاكها ونحن صانعو سياساتها التحريرية ، و”فيصل” ورفاقه يعلمون .