عز الكلام

وابتدأ المشوار!!

أم وضاح

حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الزاوية وعقارب الساعة تشير إلى السادسة مساءً، لم يعلن السيد “عبد الله حمدوك” رئيس مجلس الوزراء أسماء أعضاء وزارته، وهو الحدث الذي ينتظره الشارع السوداني على أحر من الجمر، لأنها المحصلة الرئيسية لنضال طويل لشعبنا، وهو نضال مهره الدم والدموع والأمنيات والآمال الممتدة بلا حدود، لكن دعوني أقول إن ما ينتظر هذه الحكومة كبير وعريض ويستحق أن يبذل له القادمون الجدد الوقت والجهد والأمنيات.. والمستقبل الأخضر لن تبنيه الشعارات والهتافات، وآن الأوان أن نغادر خانة الفعل الثوري إلى خانة البناء والتعمير ومن ثم بناء رصيف قوي ترسو عليه سفن الإنجاز والسادة الوزراء الجدد تنتظرهم واحدة من أصعب المهام التي تقف خلفها تطلعات هذا الشعب الذي لن يقبل الفشل ولن يقبل الإحباط، لأنه صنع النجاح وصنع الأمل، وبالتالي مهد الطريق لهم وفرشه برياحين التأييد والسند والدعم اللا محدود، ودعوني أقول أيضاً إن الوزراء الجدد يجب أن تكون نظرتهم أوسع وأفقهم أشمل بأن الوطن يسع الجميع، وأي محاولات لإقصاء مكون سياسي ستجلب الكارثة على بلادنا ويكفينا شاهداً على ذلك تداعيات ونتائج التمكين الذي اتخذته الإنقاذ في بداياتها، أسلوباً سياسياً غير مقبول ولا منطقي، وهو ما أبعد كثيراً من الكفاءات والخبرات التي كان يمكن أن تساهم في كافة مناحي الحياة السودانية، فاغترب أكثرهم وابتعدوا يبحثون عن الفرص ويتنفسون هواء نقياً بلا أحقاد ولا ضغائن ولا تصفية حسابات، وهو ما نريد بالضبط أن تؤسس له حكومة ثورة ديسمبر، لتصبح حكومة كل أهل السودان دون تمييز أو تفضيل، لأن هذا البلد لن يتعافى ويضربه (همبريب العافية) ما لم يتخلص من أثمال وأثقال الحزبية والقبلية والطائفية والانحياز المطلق للجماعات والكيانات، لا بد لهذا البلد أن يفتح أجنحته على طول المدى ليحلق عالياً، ولا بد له أن يفتح رئته ليتنفس هواءً نظيفاً لننعم باستقرار لا يتخلله سعال أو عشراقة تكتم أنفاسه ولو لحين.
الدايرة أقوله إن حكومة “حمدوك” ولدت وعلى فمها ملعقة الرضا من غالبية مكونات الشارع السوداني الذي هو الآن جاهز نفسياً ومعنوياً لمطلوبات المرحلة، وشعبنا جاهز للعمل وجاهز للبناء، جاهز ليصنع المستحيل، لكنه يحتاج لقيادة واعية وزعامة متفردة مثل ما حدث في بلاد كثيرة نفضت ثوب الفقر والتخلف مثل ما حدث في كوبا وفي سنغافورة وفي ماليزيا، ومثل ما يحدث من ملحمة نهضة وتطور في الجارة أثيوبيا، وآن الأوان أن يكتب شعبنا تفاصيل ملحمة سودانية تحتاج للإرادة وللشفافية وللنوايا الحسنة وللتجرد والإصرار على تغيير واقع حال الغبش الذين لاكوا الصبر وتحملوا سنوات القحت والجفاف، حتى قرروا أن يكسروا قيد المستحيل ويحققوا ثورة سلمية تحدث عنها العالم أجمع، ليؤكد أنه شعب عملاق يستحق أن يقوده مسؤولون عمالقة في الفكر والرأي والإرادة.
} كلمة عزيزة
لاحظت للأسف، غياباً كبيراً للمؤسسات السودانية الاقتصادية الكبرى، إن كانت عامة أو خاصة، عن غوث أهلنا الذين تضرروا بالسيول والأمطار الأخيرة، وتخلوا جميعاً عن مسؤولية مجتمعية مهمة وواجبة تجاه أهلهم ومواطنيهم، لكن لفت نظري حضور باذخ العطاء لإحدى الشركات، وهي شركة الجنيد للأنشطة المتعددة التي ظلت ومنذ اللحظات الأولى لهذه الكارثة، تسجل حضوراً على دفتر الوطن، فقدمت معظم ما يحتاجه المتضررون من دعم لوجستي خفف عليهم الكثير وأشعرهم بأنهم لا يقفون وحدهم يواجهون مصيرهم المحتوم، فالتحية للإخوة في شركة الجنيد على هذا الوعي الوطني والإنساني، والتحية لمديرها الأخ “عمر عطا المنان” الذي يقودها بهارمونية انعكست في وجودها على المشهد بهذا الشكل المشرف الذي يجب أن يحرض بقية المؤسسات على الوجود ومسح أسمائها من قائمة الغياب.
} كلمة أعز
أرجو أن تنجح المقاطعة التي أعلنت بعدم شراء المواطنين للحوم والألبان التي وصلت أسعارها أرقاماً خرافية، ليس لها ما يبررها سوى أنها مجرد جشع وابتزاز للمواطن الذي أصبح خاضعاً لغول الأسعار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية