رأي

الفرق بين دعم الغرب والعرب

أمل أبوالقاسم

قيل في الأثر (إذا اختلف اللصان ظهر المسروق) وهو مثل معروف أورده لمطابقته مع ما يحدث الآن أو قريباً منه إن لم يتطابق كلياً. فقد تمخض عن المؤتمر الصحفي الذي أقامته الحرية والتغيير أمس الأول بدارها كثير حديث بيد أن سمته الواضحة كانت أن دول عربية تستقطب بعض قيادات الحرية والتغيير للتعاون مع المجلس العسكري لتنفيذ الهبوط الناعم وتقديم تنازلات جوهرية. وهذا بالضبط ما قلنا به عقب فض اعتصام القيادة وأن بينهم من قبض بسخاء مفرط مقابل التنازل عن موقفه، وشمل الأمر عدداً لا بأس به من الثوار الذين ثاروا وأثبتوا صلابة لكنها سرعان ما انهارت أمام الاستقطاب وبين عشية وضحاها تحولوا من ثورجية إلى أرزقية وظلوا حتى هذه اللحظة يدينون الولاء للمستقطبين ويغضون الطرف عن الكثير ويتلونون كيفما اتفق.
لكن يا أيها الشيوعي فإن كان هؤلاء جثوا ونفذوا الهبوط الناعم لصالح دول عربية فقد ( انبرشتو عديل) لدول غربية ما زالت حتى اللحظة تفرض سيطرتها عليكم ومعكم قلة من تلكم التي تدين للعربية أيضاً أو تخلص فقط للغرب. ولا أظن أن ذلك بخافٍ على أحد ودونكم (صبة) بعض سفراء وموظفي السفارات بالقيادة وفرحتهم تفوق فرحة المعتصمين. ثم الدعم الوفير واللامحدود الذي أغدق على صرف تلكم الأيام. إذن فبعضكم وبعض الحرية والتغيير سيان في مسألة الدعم ويبقى الفرق بينكما الأهدف المرجوة من ذلك وشتان ما بينهما. فواحدة للهبوط الناعم، بينما الثانية للتصعيد الشرس.
وإن كان الطرفان باعتبارهما ( قوى حرية وتغيير في بعضيهم) ومنذ وضع لبنات المعارضة لإسقاط النظام وما تلاه (دافننو سوا) ما الجديد حتى يقوم الشيوعي بفضح المفضوح أصلاً؟ ألأنه خرج من هذا الموشح بالفتات؟ رغم أن ما يتردد يقول بغير ذلك وأن هنالك مدسوسين في قوائم المناصب العليا، لكن ربما لم يوافقوهم من حيث تركيبة الحزب التي تشرذمت هي الأخرى. مؤسف وضع الحرية والتغيير الذي وصل إليه وقد أصبح كل منهم في وادٍ رغم احتياجهم للتماسك حتى يتمكنوا من الصمود أمام المد الثوري العارم من آل البيت نفسه.
(٢)
في الوقت نفسه صرح الشيوعي بحديث خطير وأن خلافات عميقة تضرب قوى الحرية والتغيير بسبب الحكومة الجديدة والمشاركين فيها، ولعل ذلك يؤكد اللوبي والمحاصصة التي ظلوا طيلة الفترة الفائتة يدحضونها قبيل أن تتجلى في فرضهم لـ”مدني عباس مدني” بل والإصرار عليه وربما هنالك غيره وما خفي أعظم بيد أن قوة شكيمة رئيس الوزراء حالت دون تحقيق مطامع الجميع ربما أوغرت صدر البعض عليه وشرع في تحديه. والمخزي أن ذلك من منطلق أنهم من أتوا به إلى هذا المنصب، ما يعني ضرورة الانصياع إليهم …وضح ذلك في تصريحات ( أحمد الربيع ) القيادي بلجنة المعلمين عقب لقائهم برئيس الوزراء واعتراضه على فتح المدارس وأن هذه بداية غير موفقة لـ”حمدوك”. ثمة لهجة التهديد في ( لدينا موقف من إذا تمسك حمدوك بالقرار ..ونحن من رشحناه ..ولن نصمت على أخطائه). فإن كان هذا موقف وحديث من وقع على الوثيقة فكيف سيكون حال البقية؟ ترى هل كان “لربيع” رغبة في تولى وزارة وتم تجاوزه؟ غايتو حسبنا الله ونعم الوكيل فيما آل إليه الحال.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية