} من أجمل ما وقعت عليه عيناي بالأمس.. في حجرات الأسافير وخزائنها.. حديث رائع أرسله لي صديق عزيز جاء فيه: (يقول أحدهم: مررت بأربع مراحل للسعادة في حياتي، حتى عرفت معنى السعادة الحقيقية:
– المرحلة الأولى كانت في: (اقتناء الأشياء)، لكني ما وجدت فيها السعادة التي أردتها!
– المرحلة الثانية: كانت في (اقتناء الأغلى من الأشياء)، لكن وجدت أن تأثيرها وقتي، ينطفئ بريقها سريعاً!
– المرحلة الثالثة: (كانت في امتلاك المشاريع الكبيرة)، كشراء فرق كرة القدم وامتلاك المنتجعات السياحية الناجحة، ولكني لم أجد في ذلك السعادة التي كنت أتخيلها.
– المرحلة الرابعة: بدأت عندما طلب مني صديق أن أساهم في شراء عدد من الكراسي المتحركة لمجموعة من الأطفال المعاقين، ومن هنا بدأت القصة، حيث قمت وعلى الفور بشراء الكراسي المطلوبة، لكن صديقي أصرَّ أن أذهب معه وأقدم هديتي للأطفال بنفسي.
} وفعلاً ذهبت معه وقدمت لهم الكراسي بنفسي، ورأيت الفرحة الكبيرة على وجوه الأطفال وكيف صاروا يتحركون في كل اتجاه بالكراسي وهم يضحكون ملء قلوبهم وكأنهم في الملاهي.
} لكن أيضاً كان هذا مشهداً عادياً لي وكاد أن يمر مثل غيره حتى حدث شيء صغير كان هو ما أدخل السعادة الحقيقية على قلبي.. فقد فوجئت بأحد هؤلاء الأطفال ممسكاً بساقي اليمنى وأنا أهم بالمغادرة!
} حاولت أن أحرر نفسي من يده الصغيرة النحيلة برفق، لكنه ظل ممسكاً بها بينما عيناه تركزان بشدة في وجهي..
فانحنيت لأسأله: هل تريد شيئاً آخر مني قبل أن أذهب؟..
فكان الرد الصاعق الذي عرفت منه معنى السعادة الحقيقية وقد غيّر لي من بعد حياتي بالكامل.. قال لي: (أريد أن أتذكر ملامح وجهك حتى أعرفك حين ألقاك في الجنة، وأشكرك مرة أخرى أمام ربي).. حينها فقط علمت أن هذه هي السعادة الحقيقية.. سعادة العطاء النقي الطاهر الذي يدخل السعادة في دنيا وحياة الآخرين من حولك.. سعادة لا تقابلها سعادة أخرى مطلقاً).. حتى أعرفك في الجنة.. يا لها من كلمات!!
جمعة مباركة طيبة